تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81] وكان النبي يخلف النبي كما أخبر النبي عن بني اسرائيل ثم إن النبي يخبر ويبشر بمن بعده ويبشر بنبي مخصوص , وهو محمد صلى الله عليه وسلم, فلما كان الميثاق أخذ عليهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم كان هوخاتم النبيين لإستحالة أخذ ميثاق اللاحق بان يتبع السابق ,ويترك ما معه, بل إما أن يسير على أثره أصلا أويأتي بشريعة تنسخ السابق ولا يجوز العكس.فالجديد لا ينسخ بالقديم.

بعد بيان هذه الأمور فإن إدعاء النبوة ليس بالأمر الذي يستطيعه أحد إلا نبي وقد كفانا الله البحث في أحوال الناس بختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهي واضحة جلية في الشرع مما يدفع أن يدعي أحد النبوة وكانت خصائص نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيها ما يدل أيضا على كذب هؤلاء فكانت هذه الخصائص تشير الى كذب مدعي النبوة ختم النبوة والتشريع.

لماكان الإسلام خاتم الاديان وكان الرسول محمد صلى لله عليه وسلم خاتم النبيين كان لرسالة خصائص تكذب من يدعي النبوة بعده صلى الله عليه وسلم , وأهم هذه الخصائص:

آية نبوته دائمة:تناسب آية النبي ان تكون حجة على الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن هو آية صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و كان لنبوته آيات أخر ولكن هذه هي الاية التي بينت نبوته وشهدها الجميع. وبيان ذلك أن الخالق عزوجل بعث كل نبي الى قومه خاصة فيبين لهم ,ويريهم الآية ,ويرونها في حياتهم, فتكون حجة عليهم, فناقة صالح عليه السلام كانت تجول وترد الحوض وتشرب الماء قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ [الشعراء/155 - 157] حتى عقرها أشقى القوم ,وموسى عليه السلام كان يأتي أهل مصر بما يشاهده كل الناس حتى بعد اجتماعهم يوم الزينة وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [الأعراف/132 - 134] وهكذا حال كل آية ولكن الله عزوجل أراد أنتتناسب آية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مع كونها ستبقى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فكان دليل نبوته القرآن الذي تحدى الناس أن يأتوا بمثله: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة/23، 24] فتعهدعز وجل بجمعه وأن لا يضيع منه شيء:" لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" [القيامة/16 - 19] , وحفظ القران من الضياع والتحريف "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت/41، 42] ,فكانت آية نبوته باقية بعد موته حتى يرث الله الأرض ومن عليها.وقد بين الله عز وجل حال الأمم السابقة في تكذيب رسله فقال جل وعلا:" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " [الإسراء/59] وذلك عندما طلب المشركين أن يأتيهم النبي بآية مثل الاولين فبين لهم ان هذا رحمة بهم, وتأخير لهم كي لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير