[إذا عمل العبد عملا بنية غير خالصة قبل أن يتوب ثم تاب بعد ذلك و صحح النية فهل يؤجر على عمله هذا؟]
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[20 - 07 - 08, 02:17 م]ـ
إذا عمل العبد عملا بنية غير خالصة قبل أن يتوب ثم تاب بعد ذلك و صحح النية فهل يؤجر على عمله هذا؟ و هل يجوز تصحيح النية بعد العمل؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 07 - 08, 08:11 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقد صرح القرآن بنفى قبولها لأنهم ينفقون وهم كارهون فعلم أنه إن أنفق مع كراهة الإنفاق لم تقبل منه كمن صلى رياء!
لكن لو تاب المنافق والمرائى فهل تجب عليه فى الباطن الإعادة أو تنعطف توبته على ما عمله قبل ذلك فيثاب عليه أو لا يعيد ولا يثاب.
أما الإعادة فلا تجب على المنافق قطعا لأنه قد تاب من المنافقين جماعة عن النفاق على عهد رسول الله ولم يأمر أحدا منهم بالإعادة ,وقد قال تعالى {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة}
وأيضا فالمنافق كافر فى الباطن فإذا آمن فقد غفر له ما قد سلف فلا يجب عليه القضاء كما لا يجب على الكافر المعلن إذا أسلم.
وأما ثوابه على ما تقدم مع التوبة فيشبه الكافر إذا عمل صالحا فى كفره ثم أسلم هل يثاب عليه ففى الصحيحين أن النبى قال لحكيم بن حزام أسلمت على ما سلف لك من خير.
وأما المرائي إذا تاب من الرياء مع كونه كان يعتقد الوجوب فهو شبيه بالمسألة التى نتكلم فيها وهى مسألة من لم يلتزم أداء الواجب وإن لم يكن كافرا فى الباطن ففى إيجاب القضاء عليه تنفير عظيم عن التوبة.
فإن الرجل قد يعيش مدة طويلة لا يصلي ولا يزكي وقد لا يصوم أيضا ولا يبالي من أين كسب المال أمن حلال أم من حرام ولا يضبط حدود النكاح والطلاق وغير ذلك فهو فى جاهلية إلا أنه منتسب إلى الإسلام فإذا هداه الله و تاب عليه فإن أوجب عليه قضاء جميع ما تركه من الواجبات وأمر برد جميع ما إكتسبه من الأموال والخروج عما يحبه من الإبضاع إلى غير ذلك صارت التوبة فى حقه عذابا وكان الكفر حينئذ أحب إليه من ذلك الإسلام الذى كان عليه فإن توبته من الكفر رحمة وتوبته وهو مسلم عذاب
وأعرف طائفة من الصالحين من يتمنى أن يكون كافرا ليسلم فيغفر له ما قد سلف لأن التوبة عنده متعذرة عليه أو متعسرة على ما قد قيل له وإعتقده من التوبة ثم هذا منفر لأكثر أهل الفسوق عن التوبة وهو شبيه بالمؤيس للناس من رحمة الله
ووضع الآصار ثقيلة والأغلال عظيمة على التائبين الذين هم أحباب الله فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والله أفرح بتوبة عبده من الواجد لماله الذى به قوامه بعد اليأس منه
فينبغى لهذا المقام أن يحرر فإن كفر الكافر لم يسقط عنه ما تركه من الواجبات وما فعله من المحرمات لكون الكافر كان معذورا بمنزلة المجتهد فإنه لا يعذر بلا خلاف وإنما غفر له لأن الإسلام توبة والتوبة تجب ما قبلها والتوبة توبة من ترك تصديق وإقرار وترك عمل وفعل فيشبه والله أعلم أن يجعل حال هؤلاء فى جاهليتهم كحال غيرهم.
مجموع الفتاوى (22
22)
فيفهم من كلام شيخ الإسلام أنه إن تاب المرائي يؤجر على عمله قياسا على الكافر إذا أسلم وكان يعمل الصالحات.
والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 08, 12:25 ص]ـ
بارك الله في أخينا عبد الباسط
يقول الله عز وجل: "إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ" / الفرقان
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 07 - 08, 11:11 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:24 ص]ـ
وفقكم الله واياكم وتقبل الله منا ومنكم
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[19 - 03 - 09, 01:11 ص]ـ
وفقكم الله واياكم وتقبل الله منا ومنكم
أسأل الله أن يوفقنا جميعا ..
لعل الصواب وفقنا ...