اذا هذا الكتاب ليس من عند محمد - عليه الصلاة والسلام- وليس من عند الشيطان - لعنه الله - فهل ادعي أحد أن هذا الكتاب من عنده؟ لا.فلم يبق إلا الله - تبارك وتعالي - " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين"
وفي هذا كفاية لمن لديه مسحة من عقل ولكن الله عز وجل يقول: "إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد".
وأنا لي رأي خاص بي - والله أعلم - أن هناك الكثير من الامور التي أهملت في معرض الحديث عن القرأن الكريم والتدليل علي أنه من عند الله عز وجل ومن هذه الامور القصص القرأني. فالقصص القرأني لو تتبعه متتبع بعين فاحصة لوجد فيه من الادلة مالايحصي علي صدق هذا الكتاب الكريم. انظر إلي سورة يوسف - عليه السلام- وانظر إلي الطريقة التي صيغت بها القصة وإلي تسلسل الأحداث وترتبها علي بعضها البعض وإلي خاتمتها وإلي التصوير البديع للبيئة المصرية و إظهارها علي أنها بيئة تعتمد علي الزراعة بدرجة قصوي وإلي التلميح بقلة غيرة بعض أهل مصر - أشار له القرطبي وهذه حقيقة - حين لم يلم العزيز زوجته علي مافعلته. إن الله عز وجل وهب يوسف القدرة علي تعبير الرؤي ويدخل معه السجن فتيان ويعبر يوسف - عليه السلام - رؤيا لأحدهما ويخرج هذا ليخبر الملك بيوسف وأنه قادر علي تعبير رؤياه ويعبرها له يوسف فيصير علي خزائن الارض وتتابع القصة. لو لم ير هذا الفتي هذه الرؤيا ولم يفسرها له يوسف عليه السلام وتتحقق الرؤيا لربما ظل يوسف في السجن ولكن سبحان الله الاحداث متشابكة بصورة تقطع باستحالة أن يكون كاتب هذه القصة بشر. وهل عاش الرسول - صلي الله عليه وسلم - في مصر أو قرأ عنها حتي يعرف الجوانب النفسية لأهلها ويعرف البيئة الزراعية لمصر؟ لا لقد كان - صلي الله عليه وسلم - أميا.
وحين تقرأ عن قصص أخر تري تصوير البيئة بصور مختلفة وإظهار أهلها بنواح نفسية مختلفة
"أتبنون بكل ريع أية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"
"أتتركون في ما هاهنا أمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين"
"وداود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم ... "
"حتي اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا"
"حتي اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لايكادون يفقهون قولا ... "
"أخرجوا أل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"
"حتي اذا جاء أمرنا وفار التنور ...... "
"فالتقمه الحوت وهو مليم .... "
"وجعلنا ابن مريم وأمه أية وأويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين"
"وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط و لاتبخسوا الناس أشيائهم ولاتعثوا في الأرض مفسدين"
"واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ تأتيهم حياتنهم يوم سبتهم شرعا .... "
"فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه"
"قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير ... "
وغير هذا كثير. من المحال أن يكون رجل واحد عاش في كل تلك البيئات علي اختلاف عصورها. وكيف سبر نفسية أهلها؟ وكيف أحاط خبرا بكل هذا القصص؟ وكيف روي القصة الواحدة في مواضع مختلفة أكثر من مرة دون أن تعتري روايته زلة واحدة أو نسيان؟
"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[رضا ابراهيم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 08, 09:01 ص]ـ
معذرة فقط أردت اصلاح نفي كون قس بن ساعدة قسيسا وما قصدته أنه لم يكن أسقفا - لنجران - مؤمنا بالثالوث كما يؤمن به قساوسة النصاري بل كان موحدا.
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[21 - 07 - 08, 04:16 م]ـ
يرد عليهم بان العرب الذين نزل فيهم القران هم ادرى بلغتهم وبكلامهم وباشعارهم ولو كان الامر كذلك لما دانت العرب بهذا الدين ولاستطاعت العرب ان تاتي بمثل هذا القران اذ ليس قس الا رجلا منهم وايضا من اين لقس بن ساعدة الاخبار الدقيقة عن اليهود والنصارى ومن قبلهم ومن اين له الاخبار بما سيحصل
ـ[أبوحسين الداري]ــــــــ[21 - 07 - 08, 07:25 م]ـ
جزاكم الله خير أحبتي على الردود المفيده حقيقة قرأتها كلها واستفدت منها لوكان احد الإخوة لديه رد او زيادة على ماكتب أنا انتظركم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 07 - 08, 11:58 م]ـ
مالك ومال الشعر، هذا قرآن وليس بشعر ..
ومن باب "شهد شاهد من أهله" تذكر قول العربي القح الوليد بن المغيرة: "والله ما في قريش من رجل أعلم بالشعر أو رجزه أو قصيده مني، ووالله إن لقوله لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق، وأنه ليعلو ولا يُعلى، وإنه ليحطّ ما تحته"
وما أظن هذا المخذول يعرف الشعر خيرا من الوليد بن المغيرة.
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[22 - 07 - 08, 01:40 ص]ـ
الأخ أبو حسين الداري.
1 - قوله تعالي: " تبت يدا أبي لهب وتب ........ ". هاهو القرأن الكريم يقرر أن أبا لهب سيموت كافرا وأن امرأته ستموت كافرة وهذا ماوقع. مات أبو لهب كافرا وكذلك زوجته.
أخي الفاضل تصور لو أسلم أبو جهل أو لم ينتصر الروم أو لانت عريكة اليهود وبدا منهم بعض الود تجاه المسلمين ماذا سيكون وقع ذلك علي مصداقية كتاب الله عز وجل؟ ولماذا يخاطر محمد - صلي الله عليه وسلم - لو كان هذا الكتاب من عنده - وحاشا لله - بمثل هذه التوقعات الجسام والتي لو لم تتحقق إحداها لسقطت مصداقية هذا الكتاب الكريم؟
"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
وللحديث بقية إن شاء الله.
تصويب:
لو أسلم أبو لهب.
جزاكم الله خيرا.
¥