ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[23 - 07 - 08, 09:45 ص]ـ
أخي الموفّق مهنّدًا، جزاك اللهُ خيرًا على ما سطرتَ.
فقد أفدتَ بردّك هذا أيّما إفادة، أسألُ اللهَ أن يكتب لك الأجر مضاعفًا، اللّهمّ آمين.
الخلاصة إذن أنّنا نشهد شهادةً عامّةً لأهل الإيمان بالجنّة و لأهل الإشراك بالنّار،
كأن نقول كلّ من مات على الإيمان دخل الجنّة و كلّ من مات مشركًا دخل النّار.
أمّا الأشخاص فلا نشهد لأحدٍ لا بجنّة و لا بنارٍ، سواءً أكان مسلمًا أو كان كافرًا.
و يُستثنى من ذلك من ورد تعيينه في القرآن أو عيّنه رسول الله صلى الله عليه و سلّم.
لكن اسمح لأخيك المتطفّل على العلم أن يستزيد من علمك،
بأن يستفسرَ عمّا لازال مشكلًا عنده،
علم الله أنّه ليس من باب المراء و حبّا في الجدال، و إنّما ليثبت الأمر في الذّهن.
أخي الفاضل،
قال الشيخ ابن باز - تعليقاً على قول الإمام أبي جعفر الطحاوي (ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا ناراً) رحمهما الله -:
(مراده رحمه الله:
إلا من شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة؛ كالعشرة، ونحوهم، كما يأتي ذلك في آخر كلامه.
[مع العلم بأن من عقيدة أهل السنة والجماعة:
الشهادة للمؤمنين والمتقين على العموم بأنهم من أهل الجنة، وأن الكفار والمشركين والمنافقين من أهل النار). تمام كلام الطّحاويّ رحمه الله تعالى، و الذي علّق عليه الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
"ونرى الصلاة خلف كل بَر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم، ولانُنْزِلُ أحداً منهم جنة ً ولا نارا. "
فكلام الطّحاويّ إذن في أهل القبلة، لا عن الكافر الأصلي و لا المرتدّ.
و مثل ذلك ما جاء في اللّمعة:
"ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم "
ألا يُفهم من ذلك أنّ السّلف يفرّقون بين الشّهادة لأهل القبلة و الشّهادة على الكافر و المرتدّ؟
يبقى ما أثاره أخونا أبو الفداء حفظه الله بتساؤله عن الذي يدّعي الرّبوبيّة مثلًا و يموت على ذلك، ما المانع من أن نقول إنّه في النّار.
أقولُ،
ما المانع من أن نقول إنّ فلانًا الذي مات مشركًا، و قد أقيمت عليه الحجّة، هو في النّار؟
نحن نعلم علم اليقين أنّ المشرك مخلّد في النّار، فلم التّوقّف في الجزم بالنّار لمن تيقّنّا شركه و هلك على ذلك؟
لا تبخل علينا بما عندك أخي مهنّدًا،
فمن مثلك نتعلّم العلمَ و الأدبَ،
فلا تبخل علينا بارك الله فيك.
ـــ كتبتُ ردّي قبل رؤية ردّ أخينا المفضال أبي الفداء حفظه الله ـــ
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 06:15 م]ـ
أخي الفاضل ...
قد أجاد الإخوة في نقل هذه الأبحاث والفتاوي عن أهل العلم ...
وإذا كان أهل العلم يذكرون هذه المسألة في شرح كلام الطحاوي رحمه الله تعالى وهو في سياق الحديث عن أهل القبلة، فلعلّ حديثهم بعد ذلك عن الكافر (اليهودي) أو (النصراني) ونحوهما من باب الاستطراد ..
وقد جرت العادة بنحو هذا عند الشرّاح للمتون بعامّة ..
وإليكم جوابا للشيخ العلاّمة عبد الرحمن البرّاك حفظه الله حول السؤال محلّ البحث:
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما حكم الشهادة على الكافر بعينه أنه من أهل النار وهل هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة؟ ودمتم على طاعة الله.
الجواب:
القاعدة أنه لا يشهد لمعين بأنه في الجنة أو في النار إلا من قام الدليل على حكمه في الآخرة وقد نص أهل العلم في كتب العقائد أنه لا يشهد لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا لمن شهد له الرسول – عليه الصلاة والسلام -، فمن قام الدليل على أنه في الجنة وجب الإيمان بأنه في الجنة، ومن قام الدليل على أنه بعينه في النار وجب الإيمان بأنه في النار، وإلاّ فالواجب إطلاق الحكم العام بأن المؤمنين في الجنة والكفار في النار، لأن الكافر المعين لا يدرى على ماذا يموت، أو لا يدرى ما مات عليه، فالله أعلم بأحوال عباده، وكذلك لا يعلم عن حاله بينه وبين ربه هل هو ممن يعذره الله أو لا يعذره، فلهذا أقول إن الواجب هو الجزم بالحكم العام بأن الكفار من اليهود والنصارى والمشركين وسائر أمم الكفر في النار، كما نطق بذلك القرآن: "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ" [النحل:88] "لَنْ تُغْنِيَ
¥