اعتماداً على مجرد نصّ كثير منهم على (أهل القبلة)!
وذلك أن التخصيص لا يقبل إلا بدليل،
كما أن التنصيص لا يلزم منه التخصيص.
سادساً:
قد اختلف المتأخرون في فهم عبارات السلف - رحمهم الله - في هذه المسألة،
فـ: منهم من خصّ الأمر بـ (أهل القبلة) كالذين تفضلتم بنقل عباراتهم في المسألة.
ومنهم - كذلك - من جعل الأمر عاماً فيهم وفي كل كافر أصلي.
سابعاً:
حيث جرى الاختلاف في فهم كلام السلف،
وجب حينئذٍ الرجوع للمحكم من الأصول وحمل المتشابه عليه.
فمن أصول أهل السنة أن:
الحكم على الأمور الغيبية مفتقر للدليل من كتاب الله وسنة رسوله.
فتلخَّص - هنا -:
أن (المتوقف في الحكم بالنار على الكافر الأصلي المعين) متمسك بالأصل الأصيل،
ومن حكم عليه بالنار فقد خرج عن ذلكم الأصل، فلزمه الدليل.
ثامناً:
أن من أكابر العلماء المتاخرين من فهم من كلام السلف - رحمهم الله - التعميم،
بل وحكوا أنه اعتقاد أهل السنة والجماعة صراحةً.
كالشيخ ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله -.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
" الشهادة بالنار على نوعين: عامة وخاصة؛
فالعامة: أن نشهد على عموم الكفار بأنهم في النار ...
والخاصة: ان نشهد لشخص معين بالنار، وهذا يتوقف على دليل من الكتاب والسنة،
مثل أبي لهب وامرأته وأبي طالب وعمرو بن لحي الخزاعي ".
(تعليقات على الواسطية، مجموع الفتاوى 4/ 310).
بل قال - رحمه الله - كلاماً أصرح من هذا:
" رأينا رجلاً كافراً ملحداً مُسَلَّطاً على المسلمين يمزق كتاب الله ويدوسه برجليه ويستهزئ بالله ورسوله؛ هل نقول: هذا من أهل النار؟ لا،
بل نقول: مَن فعل هذا فهو من أهل النار.
والتعيين: لا تُعيِّن؛ لأنه من الجائز في آخر لحظة أن الله يمن عليه ويهديه،
فأنت لا تدري.
لذلك يجب عليكم أن تفرقوا بين التعيين والإطلاق، أو التعيين والإجمال.
مات رجل ونحن نعرف أنه مات على النصرانية - حسب ما يبدو لنا من حاله-،
هل نشهد له بالنار؟
لا نشهد؛ لأنه أولاً إن كان من أهل النار فسيدخل ولو لم نشهد،
وإن لم يكن من أهل النار فشهادتنا شهادة بغير علم.
فمثل هذه المسائل لا داعي لها، يعني: لو قال قائل: مات رجل من الروس من الملحدين منهم، مات رجل من الأمريكان من الملحدين منهم، من اليهود من الملحدين، العنه واشهد له بالنار!
نقول: ما يمكن، نحن نقول: من مات على هذا فهو من أهل النار، من مات على هذا لعناه،
أما الشخص المعين فلا، ولهذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة قالوا:
لا نشهد لأحد بالجنة أو بالنار إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم
ولكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
(الباب المفتوح، لقاء 139، تفسير الآية الـ 9 من سورة الذاريات).
تاسعاً:
يمكن أن يستفاد من تقرير ابن تيمية - رحمه الله - عدم الحكم على أولاد المشركين
بجنة ولا نار؛ حيث قال:
" وأما أولاد المشركين فأصح الأجوبة فيهم
جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين
(ما من مولود إلا يولد على الفطرة) الحديث
قيل يا رسول الله: أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير؟
قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين)
فلا يحكم على معين منهم لا بجنة ولا بنار ".
(الفتاوى 4/ 312).
والله الموفق ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 07 - 08, 06:40 م]ـ
بارك الله فيكم
إشكال في هذه الفقرة
(رابعاً:
يجب الالتفات للأمر الذي لأجله نصّ أهل السنة على عدم الحزم بالجنة والنار،
وذلك أنهم علَّقوا الأمر بكون الحكم بالجنة والنار حكماً بالغيب، والحكم بالغيب مفتقر للدليل.
وهذه العلة - كما أنها موجودة في الحكم على أهل الكبائر -،
فهي - كذلك - موجوة في الكافر الأصلي.)
لكن ألا ترون بالفرق بين أهل الكبائر والكافر الأصلي أن الكافر مخلد في النار قطعا بينما المسلم صاحب الكبيرة فهو تحت المشيئة فمن ادعاء علم الغيب الجزم بأن فلانا من أهل الكبائر لن يغفر الله له وسيدخله النار
بينما الكافر فهو في النار قطعا فمن مات كافرا فهو في النار
تنبيه:
كلامي هو حول هذه الفقرة فقط
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 07 - 08, 06:45 م]ـ
ومن كلام أهل السنة في التحذير من التكفير بدون بينة ولا دليل
قولهم
(وأما الشخص المعين إذا قيل: هل تشهدون أنه من أهل الوعيد وأنه كافر؟ فهذا لا نشهد عليه إلا بأمر تجوز معه الشهادة فإنه من أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلده في النار فإن هذا حكم الكافر بعد الموت)
ـ[هنَّاد]ــــــــ[23 - 07 - 08, 06:58 م]ـ
لكن ألا ترون بالفرق بين أهل الكبائر والكافر الأصلي أن الكافر مخلد في النار قطعا بينما المسلم صاحب الكبيرة فهو تحت المشيئة فمن ادعاء علم الغيب الجزم بأن فلانا من أهل الكبائر لن يغفر الله له وسيدخله النار
بينما الكافر فهو في النار قطعا فمن مات كافرا فهو في النار
أخي الموفق ..
محل البحث:
الحكم على الكافر بعينه بالنار،
فكيف تستشهد - مشكوراً - بأن الكافر مقطوع بأنه من أهل النار (بعينه)؟!
هذا مالم أفهمه من كلامك!
فلعلك تعيد النظر فيما تفضلتَ به،
أو تمتعني بمزيد من التوضيح والشرح لأفهم استشهادك.
¥