5 - ولقد كنت قديما أصدر قديما سلسلة بعنوان " أعلام التاريخ " أصدرت منها جزأين قبل أن أشتغل في المملكة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، جعلت الأول مباحث عامة في هذه الأمور المختلف فيها؛ فكان مما قلت فيها عن ابن عربي: إن الله يوم القيامة لا يسألني، ولا يسأل غيري عن ابن عربي ولا غيره، ولكن يسألني عما أقول وعما أفعل، فإذا قلت الباطل أو كتبته أو نشرته أكون مسؤولا عنه عند الله.
وأقول: الذي فيكتب ابن عربي وابن سبعين والحلاج وما نقل عن أبي يزيد البسطامي، وأمثال هؤلاء كفر لا شك فيه!.
أما قائل هذا الكلام فالله أعلم الآن بحاله ومآله، فإن تاب منه، ورجع عنه ومات على الإيمان غفر الله له، وإلا فأمره إليه.
أما قوله في الرسالة من لا أعرف شيئا عن ابن العربي، وعن عقيدة وحدة الوجود! فأخبره - ولا فخر في ذلك – أن الذي جلب كتاب " الفتوحات " من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمحفوظة الآن في قونية هو: جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق 1250 هـ، فإن كان أخطأ في ذلك، فأسأل الله المغفرة له، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبد القادر الطنطاوي نسخة " الفتوحات " المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة، كما قابلت معه بعد ذلك كتاب المواقف للأمير عبد القادر الجزائري، وهو من جنس الفتوحات، وقرأت (مع الأسف لا مع الفخر) من كتب الصوفية ما لم يسمع به هذا الغراب فضلا عن أن يقرأه، وأنا أستغفر الله الآن على ما أنفقت من عمري في قراءة هذه الضلالات.
أما قوله في الرسالة: إنه أرسل نسخا من الكتاب إلى جامعات المملكة، وأرسل نسخة خاصة إلى سماح الشيخ ابن باز، فا الله أعلم بحقيقة ما قاله، وأنا أشك في ذلك، لأنه لو أرسل مثل هذه الرسالة إلى السكوت عنه بل لردوا عليه، وما أسهل الرد عليه وهدم ما بناه.
6 – أما انتشار التصوف الآن الملاحظ في الشام وغيرها، بل في أميركا وفي أوروبا، فمرده إلى انغماس الناس في المادة،و إلى افتقارهم إلى الروح لقد أحسوا بذلك، فهم يقبلون على
كل ما يتصل بل لأمور ((المهاريجي)) التي وصل إلينا طرف من
خبرها.
7 – وهو ينصحني في الرسالة ويقول بأن الدين النصيحة يقول ((فأنا أنصحك يا سيدي بقراءة كلام ابن عربي في وحدة
الوجود في كتاب لنا (انظروا تواضع هذه الصوفي لم يقل لي بل قال لنا) نشر حديث تحت اسم ((شرح كلمات الوفية والرد على ابن تيمية)). الدين النصيحة حقا، وأنا أنصح لا بقراءة
كلام ابن عربي وغيره بل بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، لأنهما هما الأصل وكل ما خالفهما باطل. أما ملاحظاتي على الكتاب فكثير جداً، الكتاب وصل إلي ,وأستطيع أن أقول إنني قرأ ت كتباً كثيرة, مما كتب غلاة الصوفية , فما
وجدت كتاباً أصرح , بل أقول ما وجدت كتاباً أوقح من الكتاب. وإذا كان الزبال يدور على البيوت والحارات فيجمع
القمامة التي تطرح من كل بيت، فصاحب هذا الكتاب دار
على المكتبات فجمع الأقوال المخالفة للدين، التي يسمونها ((الشطحات))، وأودعها كتابه هذا!!
أعطيكم مثالاً لهذه الكلمات الصوفية التي يشرحها: يقول في أول الكلام: إنه ما ألف هذا الكتاب لرفع الخلاف بين الصوفية وغيرهم فإن الله ((ما رفع الخلاف في الحكم الظاهر، بل بقيت مذاهب مختلفة؛ فكيف يتصور أن يرتفع الخلاف في الترجمة عن علوم الأذواق التي لا تحد معانيها حدود الألفاظ والأرقام، ولا تسمو إليها الضمائر والأوهام!، ولا يترجم عنها لسان لأنها ذوق وجدان!!)).
هذا كلامه!!
أولا: من أخطر ما جاء به الصوفية أنهم جعلوا الدين دينين!: جعلوه شريعة وحقيقة!، فالشريعة عندهم كما فسرها صاحب هذا الكتاب أحكام محدودة وضيقة!!، والحقيقة هي المجال الواسع، وهي الطبقة الأعلى!، مع أن الله تعالى إنما أنزل جبريل على محمد – عليه الصلاة والسلام - بالقرآن الذي هو الشريعة، والرسول – عليه الصلاة والسلام – بلغ أصحابه القرآن، وما جاء به من بيان لم يصدر إلا عن وحي من الله، وهو السنة الصحيحة، فالكتاب والسنة هما الدين كله، وما خالفهما ليس من الدين.
ثانيا: العلم إنما يبنى على الحقائق لا على الأوهام.
¥