تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تصدَّيت لهذا التُّراث الشَّيطاني القبيح الممثَّل في هذه الكتب الثَّلاثة الَّتِيْ هي من وحي الشَّيطان اللعين إلى محمود محمود الغراب، ولم يشعر به – فيما علمت – أو شعر به، ولكنه - والله أعلم - حبَّاً للجاه والمال، جمع هذه الكتب الثَّلاث الخليعة، لإضلال العباد والبلاد، وإفساد العقيدة الإسلاميَّة الَّتِيْ كان عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، ولذا تجدني معذورا إن شاء الله أمام هَذَا الباطل، فإني قد توسَّعت في الرَّد عليه وعلى أمثاله حتَّى لا أكون مسؤولا أمام الله تَعَالَى بعدم بيان وتوضيح ما لبَّسَهُ محمود محمود الغراب وأظلمه على الأمَّة المسلمة بما كان صافيا نقيَّاً من رسالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجامعة لخيري الدين والدنيا والمانعة مما يدخل فيه الدُّخلاء من الكفر والشِّرك والنِّفاق ومحدثات الأمور، فيجعلها إسلاما وإيمانا، وإحسانا، كما ظنَّ هَذَا المسكين الضَّائع بين أودية الجهل والضَّلال و الكفر (والعياذ بالله تَعَالَى من ذلك).

ومن هنا جاء الرَّدُّ الموسَّع بهذه الصِّفة، إذ جمعتُ في البَابِ الأوَّل من هَذَا البحث المتواضع ما كان ثقيلا جدَّاً على كثير من القرَّاء الفضلاء بابا لا صلة له البتَّة بالرَّد على محمود الغراب في مزاعمه الباطلة، ولكني قد اعترفت له في بداية الأمر على ما كتب إليَّ من إعادة النَّظر في هَذَا الرَّد، ومع ذلك فقد طبعت هَذَا الباب الأوَّل الَّذِيْ كان كمقدِّمَة أوَّليَّة للموضوع، وهو التَّصوُّف في ميزان البحث والتَّحقيق، والرَّد على ابن عربي في ضوء الكتاب والسُّنَّة، ولم أقصد من هَذَا الباب أبدً الرَّد على محمود محمود الغراب المذكور بالذَّات على كتبه الضَّلاليَّة الثَّلاث المذكورة آنفا، وإنَّما قصدت أن أتعرَّض للتَّصوُّف لغة واصطلاحا، ثمَّ ربطه بتلك المبادئ الهدَّامة، والأهداف الشِّريرة، والغايات السَّيِّئَة الَّتِيْ ظهرت في بداية الأمر كنحلة خبيثة على يد اليهود والنَّصارى والمجوس، ثم انتقلت إلى الرَّوافض والخوارج، وإلى غيرهما من أهل الضَّلال والكفر (أعاذنا الله منها)، ثمَّ أُنشيء التَّصوُّف على يد الشِّيعة بناء على تلك المقدِّمات الَّتِيْ وضعها اليهود والنَّصارى ثم صار دينا مستقلاًّ بكلياته وجزئياته ومقدِّماته، ولذا فقد تفرَّع منه أمم وخلائق كثيرون، قوم لم يريدوا شرَّاً ولا فسادا ولا عنادا من هَذَا التَّصوُّف، وإنَّما أرادوا الزُّهد والورع والتَّقوى والبعد عن الملذَّات في الدُّنيا، وقد تركوا رواية الحديث ودرايته والتَّفقُّه في الدين الحنيف، فلزموا العبادة بذاك السُّلوكَ الَّذِيْ لم يكن مخالفا لشرع الله المطهَّر، ولذا فقد أفردت لهم فصلا مستقِلاً في هَذَا الباب، لكي أبعدهم عمَّا كان عليه غيرهم من الأشرار، وأثنى عليهم نقللا عن النُّقَّاد الثِّقاتِ الأخيار ...

ولله درُّ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى إذا فصَّل فيهم القول الحق العدل، فأعطى لكل واحد من هؤلاء منزلته ومكانته، وقد وضع النقاط على حروف الخلاف فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له على فعله هَذَا المبارك فقد مهَّد الطَّريق للباحثين والكتَّاب، ومن هنا جاء كتابه النَّفيس العظيم الَّذِيْ سمَّاه (الفرقان بين أولياء الرَّحمن وأولياء الشَّيطان).

ومن هنا فقد استرشدت من هذه الرسالة القيِّمة النَّافعة – بعد الله تَعَالَى – في وضع هذين الفصلين المهمين (الصُّوفيَّة الأخيار، والصوفيَّة الأشرار)، فقد طال حجم الكتاب عمَّا كنت قد توقَّعت في بداية الموضوع، وقد سددت الطَّريق أمام من تُسَوِّل له نفسه على انحراف الطَّريق كما فعل محمود محمود الغراب، إذ جعل المتصوِّفة كلهم أخيارا وأبرارا في درجة واحدة، فوضع الغثَّ والسَّمين، ولحم البقر والغنم والإبل ولحم الكلب والخنزير في إناء واحد، فأخلط بين هَذَه اللحوم المحرَّمة فامتزجها امتزاجا قبيحا بينها، ثم وضعها على مائدته، يأكل منها ويُؤكل غيره ممَّن لا علم له ولا رشد ولا فقه ولا نقل عنده ولا عقل، كما سوف تشاهد وترى إن شاء الله تَعَالَى بأمِّ عينك في هذه الدِّراسة الموسَّعة الَّتِيْ قدمتها في البابين الأوَّل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير