تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شاهد على الصوفية ... عبد الرحمن الوكيل]

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - 07 - 08, 04:11 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا جزء من كتاب الفكر الصوفي (في ضوء الكتاب والسنة) للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق

بقلم الشيخ عبدالرحمن الوكيل الذى هداه الله إلى مذهب السنة بعد بداية بين الصوفية وهو يدلى فى كلاماته

التالية شهادة على الصوفية _هداهم الله _إلى الطريق الحق المبين.

شهادة الشيخ عبدالرحمن الوكيل:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين، وبعد: فإنه كانت لي بالتصوف صلة هي صلة العبر بالمأساة، فهنالك ـ حيث يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية، وتستقبل النفس كل صروف الأقدار بالفرحة الطرب، وتستثني الروح ربا الجمال والحب من كل معاني الحياة ـ هنالك تحت شفوف الأسحار الوردية من ليالي القرية الوادعة الحالمة، وفي هيكل عبق بغيوم البخار، جثم على صدره صنم صغير يعبده كثير من شيوخ القرية، هنالك في مطاف هذه الذكريات الولهى: كان يجلس الصبي بين شيوخ تغضضت منهم الجباه، وتهدلت الجفون، ومشى الهرم في أيديهم خفقات حزينة راعشة، وفي أجسادهم الهضمية تحولًا ذابلًا، يتراءون تحت وصوصة السراج الخافت أوهام ضيعته الخيبة، وبقايا آمال عصف بها اليأس.

وتتهدج ترانيم الشيوخ تحت السحر ـ نواحًا بينها صوت الصبي ـ بالتراتيل الوثنية، وما زال الصبي يذكر أن صلوات ابن بشيش، ومنظومة الدردير كانتا أحب التراتيل إلى أولئك الشيوخ، وما زال يذكر أن أصوات الشيوخ كانت تشرق بالدموع، وتئن فيها الآهات حين كانوا ينطقون من الأولى: " اللهم انشلني من أوحال التوحيد!! " ومن الثانية " وجدلي بجمع الجمع منك تفضلًا " يا للصبي الغرير التعس المسكين!! فما كان يدري أنه بهذه الصلوات المجوسية يطلب أن يكون هو الله هوية وماهية وذاتًا وصفة!! ما كان يدري ما التوحيد الذي يضرع إلى الله أن ينشله من أوحاله!! ولا ما جمع الجمع الذي يبتهل إلى الله أن يمن به عليه.

الفكر الصوفي - (ج 1 / ص 157)

ويشب الصبي، فيذهب إلى طنطا ليتعلم، وليتفقه في الدين. وثمة يسمع الكبار من شيوخه يقسمون له، ولصحابه: أن " البدوي " قطب الأقطاب، يصرف من شئون الكون، ويدبر من أقداره وغيوبه الخفية!! ويجرؤ الشاب مرة فيسأل خائفًا مرتعدًا: وماذا يفعل الله؟! ويهدر الشيخ غضبًا، ويزمجر حنقًا، فيلوذ الشاب بالرعب الصامت، وقد استشعر من سؤاله، وغضب الشيخ، أنه لطخ لسانه بجريمة لم تكتب لها مغفرة!! ولم لا؟ والشيخ هذا كبير جليل الشأن والخطر، وما كان يستطيع الشاب أبدًا أن يفهم أن مثل هذا الخبر الأشيب ـ الذي يسائل عنه الموت ـ يرضى بالكفر، أو يتهوك مع الضلال والكذب. فصدق الشاب شيخه وكذب ما كان يتلو قبل من آيات الله {ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه} [يونس: 3]. ثم يقرأ الشاب في الكتب التي يدرسها: أن الصوفي فلانًا غسلته الملائكة، وأن فلانًا كان يصلي كل أوقاته في الكعبة، في حين كان يسكن جبل قاف، أو جزائر واق الواق!! وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مد يده من القبر وسلم على الرفاعي!! وأن فلانًا عذبته الملائكة، لأنه حفظ القرآن والسنة وعمل بما فيهما، ولكنه لم يحفظ كتاب الجوهرة في التوحيد!!! وأن مذهبنا في الفقه هو الحق وحده، لأنه أحاديث حذفت أسانيدها!! ويصدق الشاب بكل هذا، ويؤمن، وما كان يمكن إلا أن يفعل هذا.

إذ قال في نفسه: لو لم تكن هذه الكتب حقًا، ما درست في الأزهر، ولا درسها هؤلاء الهرمون من الأحبار ولا أخرجتها المطبعة!! وهل كان يمكن أن يسأل نفسه مثلًا مثل هذا السؤال: أين من الحق البين من كتاب الله، هذا الباطل العربيد في هذه الكتب؟! لا، فلقد جيء به إلى طنطا ليتفقه في الدين على هؤلاء الشيوخ، وهاهو فقه الدين يسمعه من الشيوخ، ويقرؤه في الكتب، وحسبه هذا!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير