2 - كوثريّ آخر يدعى: ((محمد يوسف البنوري)) (1397هـ) كان علاّمة في المعقول والمنقول, وكان من العلماء الأفذاذ الأذكياء, وكان من كبار أئمّة الديوبندية, ولكن أصيب بداء الكوثري المفتري.
فقد شغفه الكوثريّ حبًّا, وكتب مقدمة فتّاكة مسمومة لمقالات الكوثريّ سايره في جميع ضلالاته وشركياته وشتائمه لأئمة السنّة وسلف هذه الأمّة, فقد كشف هذا الرَّجل بهذه المقدمة عن حقيقته وحقيقة الديوبنديّة البنوريّة.
3 - الشيخ رضوان محمد رضوان المصري.
وهذا هو الذي تولّى كِبْرَ جمع مقالات الكوثريّ وطبعها [5].
وهذا دليل قاطع على كونه خرافيًّا كبيرا.
وربما ظنّ أنَّه كسب بجمع هذه المقالات رضوان الرحمن, ولكنَّه اكتسب رضوان الشيطان وسخط الرحمن.
4 - الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة السوري أَبو الزاهد الكوثري.
وهو على حظٍّ وافرٍ من العلم, قد حصَّلَ كثيرًا من العلوم كما حصَّل جانبًا من الدنيا.
ولكنّه أُصيب بداء الكوثريّ, فصار أَبا غدّة حقًّا, بل أبَا غُدَدٍ صدقاً [6].
وهو مستوطن في بلاد نجدٍ, وهي بلاد التوحيد والسلفيّة [7].
وأَطرق رأسه إِطراق الكرى خوفاً من سيف البُرهان والسلطان.
يبث في غضون تعليقاته سموم سلفه وشيخه الكوثري بطرق خفيَّة سريّة لا ينتبه لها إلاّ من عرف السنّة وأهلها والبدعة وأهلها حقَّ المعرفة [8].
وكان يصرّح ويجاهر في خطبه على المنبر في بلده – قديمًا - بما كان يرتكبه ضدّ التوحيد والسنّة وأهلهما من البهتان والعدوان, ولا سيّما ضدّ من يسميهم ((الوهابيَّة)) كعادة خلطائه من أهل الأغراض والأمراض, ويرميهم بأنواع من التهم ومنها العداء والضغينة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولكن لما نزل البلاد النجدية - بلاد التوحيد - اكتفى ببثِّ السموم بطرق سريّة, مع شيءٍ من المداراة والتملّق, ولسان حاله ينشد:
دارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم [8]
ولشيخنا الألباني كلمة عنه تصلح ((رسالة)) وهي مطبوعة في مقدمة ((شرح الطحاوية)) منذ سنين كثيرة, كشف فيها عن كثير من مخازيه, وقد اعترف بصحّة تقسيم التوحيد إلى الربوبيّة والألوهيّة والصفات [9]. فإن كان من إخلاصه لا لغرضه, ففيه دواء لبعض مرضه.
وقد كتبتُ رسالة بعنوان ((العمدةُ لكشف الأَستار عن أَسرار أَبي غدّة)). ولكن فوجئت برسالة قيّمة للدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله وعليها ((تقريظ)) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى عنوانها:"براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" [10].
فكفى الله المؤمنين القتال, وبهذه الرسالة قد عرفه كثير ممن جهلوا حقيقته, ولعل رسالتي تظهر فتظهر شيئاً من سيرته وسريرته.
وقد ذكرت بعض نماذج لمسايرته لشيخه الكوثري في كتابي ((الماتريدية)) (1/ 370) وفيما يلي مثال آخر يدل على كونه عريقاً في البدع القبوريّة:
ذكر أَبو غدّة قصّة رحلته إِلى الهند و زيارته لقبر الإِمام العلاّمة عبد الحي اللكنوي (1304هـ) رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وذكر أنَّ أُسرة هذا الإمام أَحسنوا في ضيافته.
وذكر أنَّه مدفون في بستان الأَنوار، وبجانبه مسجد تقام فيه الصلوات!
ثمَّ قال: ((ورأيت قبر الشيخ عبد الحي رحمه الله منحوتًا من المرمر الرخام الأَبيض، ومكتوبًا عليه قول تلميذه ((عبد العلبي المِدْراسيّ)) [11]، من قصيدة له في رثائه ... :
أيُّها الزوّار قف واقرأ على هذا المزار
سورة الإخلاص و السبع المثاني و القنوت [12]))
أَقول: لي عليه تنبيهات:
أ - أَنَّ من المعلوم بالاضطرار من دين الإِسلام أَنَّ البناء على القبر و تشييده وجعله مزيّنًا بهذه الصورة من أَكبر الجرائم المستوجبة للعنة، ومن أَعظم أَسباب الشرك، وهو من صنيع اليهود و النصارى.
ب - أَنَّ من الواجب المهمّ هدم مثل ذلك.
ت - أن هذا المنكر الشنيع الفظيع يجب إنكاره, إمَّا باليد بهدمه, وإمَّا باللسان, وعلى أقلَّ تقدير بالجنان.
وأبو غدّة لم يفعل واحد من ذلك, ولم يتمعّر وجهه وجبينه في الله تعالى, وكيف ينكر على ذلك أبو غدّة؟
وهو لا يراه منكراً, وربما يراه تعظيماً للقبور وإكراماً له, ثمّ أسرة المقبور أحسنوا ضيافته, فكيف ينكر عليهم, وهم قد ألقموه لقمة بل لقماً؟
خلق الله للحروب رجالاً ورجالا لقصعة وثريد
¥