ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 08 - 08, 07:17 م]ـ
لعل ما سبق ذكره هو سبب بقائهم إلى اليوم .. بالإضافة لتسامحهم وعدم اشتراط الخروج بالسيف على الإمام الجائر ...
لقد تبنى الرستميون المذهب الإباضي أيام خروجهم، لكن بمجرد قيام دولتهم على قوة وتحقيق غايتهم السياسية، حتى فتحوا الباب واسعا لكل مناظر ومجادل، واشتهرت مملكتهم بالمناظرات العلمية والتسامح مع المخالف، فقصدهم أولوا العلم والفهم من كل حدب وصوب .. ولقد نص عبد الرحمن الجيلالي في "تاريخ الجزائر العام" على أن المذهب [العقدي] والفقهي أيام الرستميين لم يتبلور بعدُ، فكانوا على طريقة السلف في الأخذ بظواهر النصوص وأقوال الصحابة والتابعين والتحاجج بالرأي ..
يمكن لنا إعادة صياغة سَبَبَيْ تسامح الإباضيين – تاريخيا – فيما يلي:
1 - تحقيق دولتهم لاستقلالها السياسي، وهذا هو هدفهم المنشود؛
2 - عدم التمذهب والتخرنق لأن زمنه لم يطل بعدُ.
أما المخالفات العقدية فسبق أن قلنا أن وراثتها كانت عن طريق تلامذة واصل بن عطاء الذين بعثهم للمغرب، فشكلوا حلفا مع الخوارج وكوّنوا المزيج الثلاثي للدولة الرستمية: الصِّفارية، الإباضية، الواصلية ..
للاستزادة ينظر: تواريخ الجزائر الثلاث لـ "عبد الرحمن بن محمد الجيلالي" و"مبارك الميلي" و"توفيق المدني" وهذا الأخير هو أكثرها اعتناءً.
في العصر الحالي يتوزع الإباضية على امتداد المغرب العربي (الجزائر، تونس، ليبيا)، وبعض أقطار المشرق (اليمن، عُمان)، من أشهر علمائهم: إبراهيم أطفيش ( http://www.istiqama.net/olama/abou-isaaq.htm)، والشيخ إبراهيم بن عمر بيوض ( http://www.istiqama.net/olama/ibrahai-biodh.htm) الجزائريان، وكانا من الاعتدال بحيث جعل البعض ينسبهما للمالكية ..
من علماء الإباضية (من منظورهم) ( http://www.istiqama.net/olama/olama.htm)
بالنسبة للشيخ بيوض يقال أنه عاش إباضيا ومات مالكيا؛ وهو عالم متمكن فقيه مجتهد مفسر أديب حجة .. أخذ بعض أقطار المغرب بفتواه التي تنص على جواز الإحرام بالحج في الطائرة إذا دخلت الحرَم، بل اعتمدت الجزائر فتواه كحُكم شرعي يعم الناس .. كما أنه كان ينصح غير مرة بمؤلفات الإمام (على حد تعبيره) ابن تيمية رحمه الله ..
فيما يخص مالكيته فقد أخبرني من أثق به عن ثلة من "المِزَابِيِين" أن الشيخ بيوض رحمه الله نصح الإباضيين قبل وفاته بأن يتخلّوا عن مذهبهم وعقائدهم الباطلة ويلتحقوا بالمذهب المالكي السني.
كثير من أهل العلم من تراجع عن عقائده في أيامه الأخيرة، كأبي المعالي الجويني الذي تمنى لو مات على عقائد عجائز نيسابور، وأبي حامد الغزالي الذي نُسب إليه قوله: غزلت لهم غزلا رقيقا فلم أجد لغزلي نساجا فكسرت مغزلي (وهي رواية ضعيفة)، وأبو الحسن الأشعري صاحب الإبانة، والفخر الرازي .. وغيرهم رحمهم الله أجمعين
قلتُ: هذه هي نصائح المحبين، وثمراتها بادية للعيان؛ فالكثير الكثير من الإباضيين تخلوا عن مذهبهم الفاسد، خاصة منهم من تثقف ثقافة أكاديمية، أو نزل بغير أقطارهم، أو خرج (بل دخل) عن سنن القوم وعاشر غيرهم .. وهو – أعني مذهبهم – بقوة قادر آيل للزوال اليوم أو غدا، فما بقي له إلا العوام الذين ورثوا المذهب كما تورث العين والنعم والزرع.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[28 - 08 - 08, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا،و ليتكم تذكرون لنا أكثر ختياراتهم الفقهية شذوذا،التي انفردوا بها عن باقي المذاهب الأربعة.
للاستزادة ينظر: تواريخ الجزائر الثلاث لـ "عبد الرحمن بن محمد الجيلالي" و"مبارك الميلي" و"توفيق المدني" وهذا الأخير هو أكثرها اعتناءً.
أتقصد أكثر اعتناءً بهذا المبحث (الاباضية) خاصةً، أم بتاريخ الجزائر إجمالا؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[28 - 08 - 08, 10:51 م]ـ
أتقصد أكثر اعتناءً بهذا المبحث (الاباضية) خاصةً، أم بتاريخ الجزائر إجمالا؟
بل بالإباضية .. ومن الكتب التي يغفل عنها طالب العلم والباحث في الموضوع "ظُهر الإسلام" لأحمد أمين؛ ففيه زيادة عِلم ..
جوزيتم بالمثل
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 06:03 ص]ـ
لو سمحتم ايها الافاضل، أريد أن أعرف هل حكام سلطنة عمان اليوم وعلماؤها كالخليلي وغيره يتبنون كل هذه العقائد التي كان عليها الإباضية المتقدمون؟
ـ[أبو الحواري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مخطيء من قال أن الإباضية يعتبرون مرتكب الكبيرة كافر كفر أكبر أي مشرك
بل يسمونه موحد لكنه فاسق منافق كافر كفر نعمة ... وتجري عليه أحكام الدنيا من ميراث وكل شيء ما عدا الاستغفار له بعد موته إذا كان في موضع البراءة وهذا من الولاية والبراءة كما تعلمون
وربما خلط البعض
فالإباضية عندهم أنه لامنزلة بين المنزلتين أي أنه لا منزلة بين الإيمان والكفر .... وعلى ذلك فالكفر هنا يندرج عليه كفر النعمة وهو الفسق والنفاق مع التوحيد والثاني كفر الشرك
وفي نفس الوقت عندهم قاعدة تقول بالمنزلة بين المنزلتين ... ويعنون بها منزلة النفاق التي تقع بين الشرك والإيمان
ولكن اسم الكفر واقع على المشرك والمنافق على حد السواء في القرآن الكريم والسنة المطهرة فوقع على ذلك مصيرهما في الآخرة
أما من تكلم عن الشيخ بيوض .. فالشيخ عاش إباضيا ومات إباضيا .... غير صحيح البتة عن خروجه من مذهبه .. بل هو من أكبر علماء عصره
وشكرا جزيلا
¥