· أوَّلُها: بيانُ معنى الاسمِ في اللغَةِ.
· والثانيَةُ: بيانُ سَعَةِ معنى الاسمِ وعظمَتِهِ باعتبارِ إضافَتِهِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ.
· والثالثَةُ: بيانُ آثارِ الاسمِ في الخلقِ والأمْرِ؛ والآثارُ بحرٌ لا ساحلَ لَهُ.
· والرابعَةُ: بيانُ لوازمِ هذا الاسمِ منْ بَقِيَّةِ الأسماءِ الحسنَى.
فإذا قرأَ طالبُ العلمِ هذا البابَ وفَهِمَهُ كما ينبغي حَصَلَتْ لهُ مَلَكَةٌ ودُرْبَةٌ في معرفةِ سَعَةِ معاني أسماءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وعظيمِ آثارِها وتَعَلُّقِها بالخلقِ والأمْرِ؛ فإذا ما تَأَمَّلَ اسماً من الأسماءِ الحسنى التي لمْ تُذْكَرْ في هذا البابِ، واتَّبَعَ هذا المنهجَ الجليلَ في شرحِ أسماءِ اللَّهِ الحسنى تَبَيَّنَ لهُ بفضلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ من العلومِ والفوائدِ البديعةِ والمعاني الجليلةِ ما لمْ يكُنْ يخْطُرُ لهُ على بالٍ.
والمقصودُ أنْ يكونَ هذا البابُ على مَنْهَجِيَّةٍ واحدةٍ وأسلوبٍ مُتَقَارِبٍ؛ فإنَّ ذلكَ أدْعَى لحُسْنِ الفهمِ ورُسُوخِهِ، فلذلكَ عَقَدْتُ البابَ الثامنَ والعشرينَ، وهُوَ: في بيانِ ما تضَمَّنَتْهُ بعضُ الأسماءِ الحسنى من المعاني الجليلَةِ، واللطائفِ والأسرارِ البديعَةِ.
وأمَّا البابُ الذي يليهِ، وهوَ البابُ التاسعُ والعشرونَ: في ذِكْرِ شرحٍ مُخْتَصَرٍ لبعضِ الأسماءِ الحسنَى؛ فالمقصودُ منهُ الاختصارُ والاقتصارُ في شروحِ الأسماءِ الحسنى على كلماتٍ يسيرةٍ يسهُلُ حِفْظُهَا واسْتِذْكَارُهَا.
ولمَّا كانَ الاقتصارُ على الشُّرُوحِ المختصرةِ التي لمْ تُذْكَرْ في البابِ السابقِ - وهيَ شروحُ خمسةٍ وعشرينَ اسماً فقطْ - لا يُنْتِجُ وَحْدَةً موضُوعِيَّةً حَرَصْتُ على إتمامِ الفائدةِ فقُمْتُ بانتزاعِ شروحٍ مختصرةٍ من الشروحِ المُطَوَّلَةِ المذكورةِ في البابِ السابقِ تكونُ كالتلخيصِ لها بحيثُ تتوافقُ معَ الشروحِ المختصرَةِ، ويَنْتُجُ من المجموعِ شرحٌ مختصرٌ لأكثرَ منْ سبعينَ اسماً من الأسماءِ الحسنى هيَ حصيلةُ ما جمَعْنَاهُ منْ كتبِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى.
أمَّا إذا اعْتُبِرَت الأسماءُ المُتَقارِبَةُ كالعَلِيِّ والأَعْلَى والمُتَعَالِي، وكالقديرِ والقادرِ والمقتدِرِ، ونحْوِها معَ مراعاةِ الفرقِ في الصيغةِ وتأثيرِهِ على المعْنَى، فيكونُ في هذا الكتابِ شرحٌ لأكثرَ منْ خمسةٍ وثمانينَ اسماً من الأسماءِ الحسنَى.
ثمَّ ختَمْتُ الكتابَ بمُلْحَقٍ يتعَلَّقُ بأبياتٍ مختارةٍ من القصيدةِ النُّونيَّةِ , وثيقةِ الصلةِ بالبحثِ لا ينبغي إغفالُها، وعقَدْتُ لها البابَ الثلاثينَ، وهُوَ: في بيانِ أنَّ أقسامَ التوحيدِ الذي بعثَ اللَّهُ بهِ المرسَلينَ ترجعُ إلى معاني أسماءِ اللَّهِ الحسنى، وقصَدْتُ بذلكَ أنْ يُمْعِنَ القارئُ النظرَ في هذا البابِ حتَّى يَصِلَ إلى هذهِ النتيجَةِ.
ولمَّا كانَ الجمعُ والتصنيفُ لا بدَّ لهُ منْ تنسيقٍ حتَّى يبْدُوَ الكلامُ مُتَّسِقاً مُتَآلِفاً وَضَعْتُ أحْرُفاً - ورُبَّمَا كلماتٍ - تَرْبِطُ بينَ النصوصِ المنْقُولَةِ؛ وحتَّى لا يختلطَ هذا بكلامِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى وضَعْتُهُ بينَ قوسَيْنِ؛ معكوفَيْنِ []، وجعَلْتُ كلامَ ابنِ القيِّمِ بينَ هلالَيْنِ ()، وأشَرْتُ في نهايَتِهِ إلى موضعِ هذا الكلامِ منْ كُتُبِهِ باسمِ الكتابِ ورَقْمِ الصفحةِ لِمَنْ أرادَ الرجوعَ إليْهِ. ولمَّا كانَ سياقُ الكلامِ يضْطَرُّنِي إلى حذفِ بعضِ الكلماتِ أوْ أَرَى حذْفَها لعدمِ تعلُّقِها بالبحثِ أشَرْتُ إلى موضعِ الحذفِ بثلاثِ نُقَطٍ (…) وهوَ يشملُ حذفَ حرفٍ فصَاعِداً.
وإذا أَدْرَجْتُ كلاماً لابنِ القَيِّمِ في كلامٍ لهُ في كتابٍ آخرَ جَعَلْتُ النَّصَّ المُدْرَجَ بينَ أربعةِ أهِلَّةٍ هكذا (())، وأَشَرْتُ إلى موضعِ النصِّ المُدْرَجِ في كُتُبِهِ.
وقدْ أُشِيرُ إلى الأخطاءِ المطبَعِيَّةِ في الكتبِ التي نَقَلْتُ منها إذا رَأَيْتُ الأمرَ يسْتَدْعِي ذلِكَ.
¥