تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((لقد أسلمت منذ ذلك الحين يا سيدي و كنت أخشى إن أنا أذعنت إسلامي من النساء الفضوليات أن يسلقنني بألسنة حداد، وذهب عني اليوم هذا الخوف لما قوي إيماني و أعلنت اسلامي و اصبحت أفتخر به بين الفرنسيات في باريس و في غير باريس و كثيرا ما دعوتهن إلى الإسلام ومنهن من يسمعن لقولي و كان من السهل أن يدخلن في دين الله لو أنهن وجدن معلما يعلمهن هذه الهداية و داعياً يدعوهن إليها دعاية اقناع وفيها بلاغ مبين))

((أنا مؤمنة مقتنعة بأن الإسلام هو دين الله ما ارتاب فيه و لكني – كما تعرفني – لا أملك من البيان ما أستطيع أن أقنع به صواحباتي و صديقاتي المتعلمات المهذبات! على أني قد بلغت وما زلت أبلغ ... ))

ثم سألتني عن مسائل في الصلاة و الصيام و الطلاق و نحو ذلك و طلبت مني أن أختار لها اسماً إسلامياً تسمي به نفسها فاخترت لها اسم ((عائشة)) وقلت لها لأنه اسم عائشة أم المؤمنين إحدى أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم، وذكرت لها لمحة من ترجمتها، فكتبت إلي تخبرني بأنها مغتبطة مسرورة بهذا الإسم الكريم و تذكر لي أنها عرضته على كثير من معارفها و صواحباتها ففرحن لها فرحاً شديداً وعدن يدعونها ((عائشة)) وتجد هي هذا الدعاء لذيذا، وتذكر لي أن قد اعجبتهن تلك اللمحة من ترجمة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – واستزادني من الكتابة إليها بسير فضليات النساء المسلمات و تقول: إنها ترجو أن توفق إلى هداية كثيرات إلى الإسلام بمثل سير هؤلاء المؤمنات الصالحات، وأردت أن أوافيها برغبتها و لكني وجدت في ذلك مشقةً وعسرًا فقد كنت أكتب إليها الرسالة بالعربية ثم ادفعها إلى أحد أصدقائي لينقلها إلى الفرنسية نقلا دقيقا عسيرا غير يسير لما في ذلك من آيات كريمة و أحاديث شريفة تصعب ترجمتها و ترجمة ما فيها من اعجاز.

أنا لم أقصد أول مرة إلى هداية هذه السيدة المسيحية إلى الإسلام ولكن الله هداها إليه بما كنت اتحدث به إلى زوجها المسلم و بما كان يجري بيني و بينه في الإسلام من مناقشة و حوار فأسلمت و جعلت تدعو إلى الإسلام و تُبشر به: لا تلهيها عن ذكر الله زينة باريس و زخرفها ولا ما هنالك من لعب ولهو ولا ما في تلك الحياة من غرور و أخاديع.

يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: "الكتاب الممزق" ...

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:51 م]ـ

الكتاب الممزق ..

اجتمعت يوما – عند عالم من علماء المشرقيات في الجزائر – بسيدة فرنسية كاتبة مستشرقة هي الأخرى، و تكلمنا في مسألة التبشير الإسلامي و الدعاية إلى سبيل المؤمنين فقلت: لو أن لهذا الإسلام هداة يهدون بالحسنى، ودعاة ينشرون الإسلام في أوربا و أمريكا و غيرها لما لبثت الكرة الأرضية إلا يسيرا حتى يغمرها الإسلام بنوره، فوافقت السيدة على رأي هذا العاجز، و أخبرتنا بأنها تعرف أسرة من السر النبيلة في الجزائر تزورها الفينة بعد الفينة، وتختلف إليها من حين إلى حين، تبحث عن المجتمع النسائي الإسلامي وما يتصل به.

وذكرت لنا أنها كانت ألفت كتابا في هذا الموضوع، وكانت تظنه كتابا قيما، نصحت فيه المرأة المسلمة، بأن تعتمد على نفسها في تحرير رقبتها و أن تتمرد على الحجاب فلا بقى سجينة به، وهكذا جعلت تصف للمسلمة طريق الحرية و الخلاص! وقرأت من كتابها على ربة المنزل في تلك الأسرة وعلى نساء كن معها يستمعن الكتاب وصاحبته تتلوه عليهن، فلما سمعنه أكبرنه وقلن حاش لله ما هذا حقا، إن هذا إلا خطأ مبين، وابتدرتها ربة المنزل تقول لها: إنك سيدتي ألفت هذا الكتاب لنا معشر الملمات بنية حسنة، وتريدين أن تخدمينا به خدمة صادقة و تعلمين لنا به عملاً صالحا (!) ولكن اسمحي لي يا سيدتي أن أقول لك: أن كتابك هذا هو آلة هدم شرف المسلمة والقضاء على سعادتها، ولتمزيق ما هي فيه من صيانة وعفاف وكل ما فيه أن الوهم يصور لك المرأة المسلمة أسيرة في يد الرجل وتتصورين حجابها سجنا لها: مع أن الأمر ليس كذلك، فإن حجاب المسلمة صيانة لها، و المرأة في خدرها كالوردة في كمها، و المرأة في خدرها كالملكة في قصرها لا تبرجه ولا تود أن تريم عنه وليس الرجل إلا قيما (قواما) عليها، تظل هي في منزلها و كل غرامها في إصلاح شؤونه، وفي تربية أولادها و يظل هو يكد و يكدح، ليؤدي مالها عليه من واجب، وليقوم لها على ضرورياتها، وهو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير