تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 09 - 08, 07:46 م]ـ

الأخ الكريم: "فريد المرادي" .. جزاك الله خيرا و بارك فيك على النبذة المختصرة ..

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:30 م]ـ

كيف يغوون شبابنا؟

ولو أن الغربيين كانوا كلهم مثل مسبو لوي بيرتران- خصيم الشرقيين الألد، وعدو المسلمين الأزرق- لما خفنا على شبابنا- ولو على واحد منهم-أن أن يتهافتوا على التفرنج والاندماج.

فخصومته للشرق، وما في هذه الخصومة من مكابرة وعناد، وعداوته للمسلمين، وتعصبه للمسيحية على الإسلام، وما في ذلك من تحامل وإسراف: كل ذلك فيه مزدجر بليغ لشبابنا المسلمين الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية، وفيه ما يثير فيهم الغيرة على الإسلام، والغضب للكرامة، وفيه ما يهج في رؤوسهم النخوة والاعتزاز. ولكن الغربيين ليسوا سواء: منهم من (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)، ومنهم من يدس السم في الدسم، و بدعو شبابنا الذين يقرأون لغاتهم، إلى التفرنج والاندماج، دعاية هي غاية ما يمكن أن تكون لطفا واحتيالا، دعاية يزينون لهم فيها الغواية والضلال، ويلبسون عليهم فيها الحق بالباطل، وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون.

...

نشر لوي بيرتران هذا كتاباً سماه (لدى الإسلام)، شتم فيه الإسلام ما شاءت له تربيته أن يشتم وكابر في انكار المآثر العربية الإسلامية الخالدة في إسبانيا وفي غيرها ماشاء له تعصبه أن يكابر وأثني فيه على المسيحية ثناء كثيراً، حتى أشبع غرضه وهواه وزعم فيه: أن إسبانيا اليوم هي الأمة الراقية المتمدنة في أوربا كلها لما فيها من تعصب مسيحي، وبغض للإسلام. وذكر فيه مصر وجهادها في سبيل الاستقلال، فشتمها، وشوه نهضتها وجهادها كما شاء له التعصب والحقد فتأسف على ذهاب البوليس البريطاني الذي كان في مصر، وقال إنه كان حازماً جميل الهندام. واستقبح منظر البوليس اليوم، وقال: (أنه ذو شوارب طويلة مستقبحة لا جمال فيها .. )

كان الاستقلال لا ينال إلا بحلق الشوارب! إلى غير ذلك مما قال. ويقرأ شبابنا مثل هذا الكتاب، فينتفعون بهذه الشتائم المقذعة، فتثير كل ما فيهم من غيرة ونخوة، فيكرهون التفرنج، وينفرون من الاندماج ولكن الذي نخافه على أبنائنا، هؤلاء الفرنجة الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم يحببون إلى أبنائنا الكفر والإلحاد، ويكرهون إليهم الهدى ودين الحق في السنة الماضية كان ورد الجزائر من فرنسا رجلان اثنان أتيا متعاقبين (أحدهما تلو الآخر).أما أولها، فهو مندوب من بعض جمعيات الحشمة والتقيد فطاف في بلاد الجزائر، وخطب في مسارحها (الفرنسوية طبعاً) ودعا الناس إلى التدين والنساء إلى الاحتشام وحذر من الكتاب والصحف والمجلات والروايات المستهترة الخليعة.

وأما الثاني، فهو مندوب من بعض جمعيات الإلحاد، ومناوأة الأديان. و لعل المقصد الأهم هو مناوأة الإسلام وحده فطاف في الجزائر، وخطب في مسارحها، ودعا الناس إلى الكفر والإلحاد. وكل محاضرة يلقيها في أي بلد من الجزائر، كان شبان المسلمين يحضرونها، ويستمعون لها، ويسمعون بآذانهم ما يقوله المحاضر فيها من طعن على الإسلام واعتداء عليه، فيسؤهم ذلك، ويحنقون ويكادون يتميزون من الغيظ. ولكن الرجل كان من أشد الناس خبثاً ودهاء، وكان سرعان ما يلحظ على وجوه هؤلاء الشبان حنقاً وانفعالا، فيعمد إلى إرضائهم ويقول ( .. لست أريد هذه الشبيبة المسلمة المستنيرة التي تعلمت في مدارسنا، وتمدنت بمدنيتنا، وتربت بأدبنا، وأصبحت منا على قاب قوسين أو أدنى. وما منع هؤلاء الشبان المسلمين أن يكونوا منا إلا هذه الطرابيش الحمراء التي تغطي أدمغة صالحة لأن تبذر فيها وتنمو أفكار الفلاسفة المفكرين الذين يعقلون، ولا يؤمنون بخرافة الأديان! وهؤلاء الشبان، قبل أن يتطربشوا، قد قطعوا شوطاً واسعاً في التقدم وحرية الفكر. فنبذوا العمامة ونبذوا معها كثيراً من الأفكار البالية العتيقة! (كذا)، وسوف لا يتحرجون أن ينبذوا الطربوش، وينبذوا معه آخر ما بقي عندهم من العقائد والخرافات. وإنه ليسرنا أن نرى اليوم رجال الشرق الإسلامي يخرجون من الإسلام، ويرقون إلى مصاف الملاحدة الذين هم الطبقة المستنيرة المفكرة في كل عصور التاريخ. ويذكر الصلاة، فيستبشر بأن عدد المسلمين الذين يقيمون الصلاة يقل يوماً فيوماً. ويقول: إن مدارسنا الاروبية في الشرق، لها الفضل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير