تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكبير في (تحرير) كثير من شبان الإسلام، وفك رقابهم من تكاليف الصلوات! ويذكر الصوم، فيثنى على المسلمين الذين لا يصومون، ويصفهم بالعقل والحكمة. وهنا يسرد حكاية مهندس جزائري يقطن اليوم في فرنسا كان تخرج من كلية"الرياضيات"بمدينة ليون. ويثنى على هذا المهندس الجزائري المسلم، وبفضله في العلم والحكمه، والذكاء والنشاط. ثم يقول:" .. ولكني أتأسف كثيراً له، لأنه ما يزال إلى هذا اليوم يقيم الصلاة، ويصوم رمضان! .. "ويذكر الحج ويستقبحه، ويستثقله، ويزعم أن كل مسلم يحج، يندم لما يلاقيه في حجته من نصب وعناء. مع أن الحج هو أقصى ما يتمناه هؤلاء المسلمون: من حج منهم، ومن لم يحج. ومع أن السلطة القائمة في الجزائر هي التي تسبب للحجاج الجزائريين كل ما يصيبهم من تعب وأذى، بما تضعه في سبيلهم من العراقيل والصعوبات ومنها إلزامهم بان يحجوا على باخرة تعينها الحكومة، وقد يشحنون فيها شحن البضائع. إلى غير ذلك من القيود والتضييقات.

ثم كتب مقالا في مجلة (الفكر الحر) الفرنسوية وصف فيه طوافه ببلاد الجزائر وتونس، وما ألقاه من المحاضرات، واعترف فيه بأنه كان يستعمل الحيلة والمكر في دعاية شباب الإسلام إلى الكفر والإلحاد. فقال ما معناه: كنت أجد من شباب الإسلام مقاومة، وأرى على وجوههم كراهية لما أدعوهم إليه، غير أنهم كانوا أحداثاً أغراراً غير مجربين، فاستطعت أن أتقي غضبهم وأن اجلب بعضهم بما كنت استعمله من الدهاء والخداع. فإن كرهوا انتقادي أو طعني على الإسلام حولت الكلام في الحال إلى دين المسيحيين أو إلى دين اليهود، ومع أن شباب الإسلام كانوا أشد غيرةً على دينهم- أو قال: كانوا أكثر تعصباً لدينهم-من اليهود والمسيحيين إلا إنهم كانوا غير مزودين بالمعلومات الدينية (الإسلامية) التي تكفيهم للمناضلة والدفاع عن دينهم ....

وبعد ما أغرى دعاة الإلحاد الغربيين بشباب الإسلام في بلاد المغرب بحجة أن هؤلاء الشبان المسلمين هم الآن عزل غير متسلحين بالعلوم الدينية الإسلامية، قال: وجاءني في مستغانم مقدم طريقة صوفية في الجزائر ليهديني وليجعل في عنقي (سبحة) أذكر بها (الله)! فهديته أنا، وبكل سهولة رمي بسبحته، وعاد من الذين (لا يسبحون) ولا يؤمنون بالدين! .. ) وقد ذكر هذه الواقعة كدليل على أن كثيراً من المتدينين المسلمين هم يتدينون عن غير بينة ولا علم. وهم ليسوا بأكثر تمسكا بدينهم من الشبان الأحداث

...

وعلى أثر ما نشرت في (الفتح) خبر ذلك الشاب المسلم الفاسي الذي تنصر، مع أنه ابن أسرة مشهورة بالدين والصلاح و (التصوف)، وذكرت أن سبب تنصره أنهم دخلوا عليه من باب"إن روح الاسلام هي التصوف، وأن هذا التصوف إنما هو نفس المسيحية .. " فكرت في هذا الخطر المسيحي الذي قد يهجم على المسلمين من هذه الناحية والتمست لهذه الفكرة شواهدها الواقعية فعلمت أن (المجلة الأهلية) التي تصدر بالفرنسية في باريس قالت في عدد نوفمبر وديسمبر سنة1927: إن بعض الأشياخ الصوفية في بلاد المغرب (شمال افريقية) لهم اتصال ببعض الرهبان النصارى الذين يدارسونهم تعاليم يسوع المسيح فكاشفت بهذا الأمر صديقي الفاضل السيد جلول قارة مصطفى في تلمسان فقال: إنه رأى عند بعض الشيوخ منشوراً نشره المبشرون المسيحيون على أشياخ التصوف المسلمين يقولون لهم فيه أنهم إخوانهم في الدين (يريدون أن التصوف والمسيحية دين واحد) ويزعمون فيه أن جميع الصوفية المسلمين، ولاسيما أكابرهم، كانوا يبشرون بالمسيح وذكروا فيه لهم أمثلة وشواهد، قالوا إنها من التاريخ، وهي زائفة مكذوبة، وليست من التاريخ.

ثم ذكر لي أن التبشير المسيحي قد أصبح خطره شديداً على الإسلام في المغرب الأقصى. وقال انه رأى بعينه زهاء أربعين آنسة في حديقة عمومية بحاضرة مكناس وهن سافرات، غير متحجبات. يرقصن رقصا دينيا مسيحيا، ويرتلن آيات الإنجيل وأناشيد الكنيسة. فسأل عنهن، فقيل له: إنهن تلميذات مسلمات في مدرسة للمبشرين الكاثوليك وعلى فرض أن بعضهن مسلمات لا جميعهن فإنها مصيبة كبرى تجعل الشبان المسلمين ورجال الإصلاح الإسلامي يقفون موقف حرجا رهيبا أمام المبشرين الكاثوليك الذين يستمدون العون والقوة من حكومة الاستعمار، حتى أن المسلمين في المغرب الأقصى لا يستطيعون أن يقوموا بأدنى حركة إسلامية ضد التبشير المسيحي هنالك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير