تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت مجلة (الفتح) تعاون المصلحين في المغرب الأقصى على نشر الدعوى والإرشاد، وتدافع التبشير المسيحي عن الإسلام في كل مكان، فيسوء ذلك التبشير المسيحي هناك، ويفتضح أمره. أما وقد منع (الفتح) من دخول المغرب، فسوف ينشط المبشرون الكاثوليك، وسيرى المصلحون هنالك أنهم فقدوا في "الفتح" أحسن وسيلة لنشر الدعوى والإصلاح.

والأمر الواقع الذي لا ريب فيه أن المبشرين بدأوا يهاجمون الإسلام من واجهة جديدة مستفيدين من جهالة بعض جهلائنا الذين يقولون في القرآن:"صوابه خطأ وخطؤه كفر!، وانه عسير لا يفهم" مع أن الله تعالى يقول:"ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مذكر؟ "

ويقول:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .. "فالمبشرون يستغلون بعد المسلمين هذا القرآن الكريم، والواقع الذي لا ريب فيه أن ملاحدة الغرب وغيرهم من أعداء الإسلام يغري بعضهم بعضا بشبابنا المسلمين بحجة أنهم مازالوا أحداثاً غير مجربين ولا مسلحين بالمعارف الدينية الكافية. (يريدون: ولذلك يجب تكفيرهم؟ بل ويمد الملحدون أعينهم بعد ذلك إلى غير الشبان الأحداث فيطمعون فيهم بحجة أنهم لا يتدينون عن بينة ولا علم.

والأمر الثالث الذي لا ريب فيه أيضا أن الاستعمار يعين الملحدين على نشر الإلحاد بين المسلمين، ويحمي أيضاً جمعيات المبشرين، ويعاونها بالمال، وربما أمدها بإعانات مالية من أوقاف المسلمين. ثم هذا الاستعمار نفسه ينشط من جهة أخرى أصحاب الشعوذة والأباطيل التي ألصقت بالدين، للصد عن سبيل الله ... في حين يمنع الجزائريين من أن ينشروا بينهم لغة العروبة والإسلام.

الأمر جد، وليس بالهزل. والإسلام يهاجم اليوم من كل جهة. وعلماء الدين في بلاد المغرب كلها لا يزال أكثرهم غافلين. لا يزودون الناس بالهداية الإسلامية الحقة، ولا بتعاليم القرآن الكريم. انه يجب عليهم أن يتذكروا دائما قوله تعالى"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ... "

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:36 م]ـ

فصل ختامي

التبشير المسيحي في كل يوم يهجم على الاسلام ويصبحه في دياره وعلماء المشرقيات باسم البحث العلمي في كل يوم يهدمون معنا جديداً من قواعد الاسلام وحصونه. والاستعمار باسم التمدين يحاول أن يلتهم الاسلام التهاما. وفي كل يوم تصدر آلاف من الصحف والمجلات والخطب والمحاضرات، وكلها مطاعن ومفتريات على الاسلام، في كل لغة من اللغات. ومع ذلك فان المسلمين مازالوا طوائف وشيعاً، منقسمين على أنفسهم، متفرقين في دينهم لم يشعروا بما حاق بهم جميعا من الخطر العظيم. ومازال أكثر علماء الدين يؤلف لينصر طائفة مسلمة على طائفة أخرى أختها. ومازالوا في جمود وشقاق، وضغائن وأحقاد، أضاعت أعمارهم، وشغلتهم عن الدفاع عن الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعن الكتاب الذي أنزل على رسوله وعن تزييف ما يرجف به المرجفون بدين الاسلام وعن بيان محاسن هذا الاسلام هذه حالة محزنة، والله أنى اعتقد أن التبشير الإسلامي في هذا اليوم هو أيسر ما يكون، لو اجتهد علماء الاسلام واعتنوا بهذا السفه وهذه المطاعن التي طعن بها الاسلام فجمعوها تتبعوها ونقضوها وزيفوها بالحق، والآيات البينات. ثم نشروا ذلك كله بين عامة المسلمين. فان ذلك خير للناس. وأجدى على المسلمين من كثير من مسائل"علم الكلام"والمسلمون بطبيعتهم الدينية دعاة مبشرون وإنما تنقصهم المعلومات الضرورية للتبشير بالإسلام ..

وفي شبان الاسلام اليوم طائفة وفيرة تعلمت اللغات الأجنبية وحدقتها، فينبغي لعلماء الدين أن لا يتركوا الاستعمار يغلبنا على تلك الطائفة المتعلمة من الشبان، ولو أن علماءنا زودوها بالمعلومات الإسلامية الصحيحة، لقامت للإسلام بدعاية نشيطة وتبشير واسع النطاق ومن هذه الحوادث الواقعة التي تلوتها عليك تعلم أن التبشير الإسلامي لا محالة مفيد وأن الدعاية إلى دين الحق، لابد أن تترك أثرها المحمود، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ...

تم الكتاب بحمد الله وفضله ..

والشكر موصول غير مقطوع للزوجة الفاضلة (أم إبراهيم السلفية) على ما بذلته من جهد في صف هذا الكتاب على جهاز الحاسوب .. فبارك الله فيها ووفقها لمزيد من الخيرات .. ويليه إن - شاء الله تعالى - مقال في جريدة (الشريعة) للشيخ محمد السعيد الزاهري - رحمه الله تعالى - بعنوان [اعترفات ((طرقي)) قديم] وقد اعتنى بالمقال نشرا و تعليقا الأخ الكريم: (سمير محمد ناصر مرابيع الجزائري) فجزاه الله خير الجزاء و أكمله .. ووفقه لما فيه الخير ..

...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير