تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَظَهَرَ دِينه عَلَى سَائِر الْأَدْيَان وَامْتَدَّتْ الْمَمَالِك الْإِسْلَامِيَّة فِي مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَة فَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ أَجْمَعِينَ وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتهمْ إِنَّهُ كَرِيم وَهَّاب.أه

قال الشيخ السعدي في تفسيره:

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال.

(وَلا تَنَازَعُوا) تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها، (فَتَفْشَلُوا) أي: تجبنوا (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أي: تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم، ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.

(وَاصْبِرُوا) نفوسكم على طاعة اللّه (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) بالعون والنصر والتأييد، واخشعوا لربكم واخضعوا له. أه

ووقفة مع تفسير الجلالين على الأية:

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

"وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا" تَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنكُمْ "فَتَفْشَلُوا" تَجْبُنُوا "وَتَذْهَب رِيحكُمْ" قُوَّتكُمْ وَدَوْلَتكُمْ "وَاصْبِرُوا إنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ" بِالنَّصْرِ وَالْعَوْن. أه

قال الإمام البغوي في تفسيره:

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (46)

قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا) لا تختلفوا, (فَتَفْشَلُوا) أي: تجبنوا وتضعفوا, (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) قال مجاهد: نصرتكم. وقال السدي: جراءتكم وجدكم. وقال مقاتل بن حيان: حدتكم. وقال النضر بن شميل: قوتكم. وقال الأخفش: دولتكم. والريح هاهنا كناية عن نفاذ الأمر وجريانه على المراد, تقول العرب: هبت ريح فلان إذا أقبل أمره على ما يريد.

قال قتادة وابن زيد: هو ريح النصر لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله عز وجل تضرب وجوه العدو.

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور".

وعن النعمان بن مقرن قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر.

قوله عز وجل: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي, أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف, ثنا محمد بن إسماعيل, ثنا عبد الله بن محمد, ثنا معاوية بن عمرو, ثنا أبو إسحاق, عن موسى بن عقبة, عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو, انتظر حتى مالت الشمس, ثم قام في الناس فقال: "يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية, فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف", ثم قال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم".

نقله لكم الفقير إلي ربه أبي عبيدة الهواري الشرقاوي الليبي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير