تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دموع وعبرات تسكب على التوحيد للشيخ ممدوح الحربي.]

ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران (102) .. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} سورة النساء (1) .. أما بعد

إخواني في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا وأقوالنا وأن يحسن لنا الختام على الإيمان والتوحيد والسنة إنه على كل شيء قدير ..

إخواني في الله .. قرأتم عنوان هذه المحاضرة والذي هو: " دموع وعبرات تسكب على التوحيد " ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على قطع مادة الشرك وسدِّ ذرائعه ولهذا نهى عن رفع القبور والبناء عليها والصلاة عندها واتخاذها عيداً وإيقاد السرج عليها ونحو ذلك من الأمور التي تؤدي إلى تعظيم أصاحبها من المقبورين والغلو فيهم .. فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني الموت - طفق يطرح خميصة ً على وجهه فإذا اغتم - صلوات ربي وسلامه عليه - كشفها عن وجهه الشريف فقال وهو كذلك: " لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " يحذر ما صنعوا صلى الله عليه وسلم وقالت عائشة رضي الله عنها أيضاً: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة ً بأرض الحبشة يقال لها ماريه لقد كانت أم سلمه وأم حبيبه رضي الله عنهما أجمعين قد أتتا أرض الحبشة فذكرن من حسنها وتصاويرها فقالت فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه الشريف فقال أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل بنوا على قبره مسجدا ً ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " رواه البخاري ومسلم

إنها وصية إخواني في الله مخلصا ً يودع بها الحبيب الخليل صلى الله عليه وسلم أصحابه ليلحق بالرفيق الأعلى فعلى رغم ثقل المرض وشدة الألم إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعيدها المرة بعد الأخرى رحمة بأمته وشفقة عليها وخوفا ً عليها من الزيغ والانحراف والوقوع في ظلمات الشرك والتلطخ بأوحال الوثنية والضياع في سراديب التيه والتعلق بالمخلوق الذي لا ينفع ولا يضر .. بل من شدة عنايته صلى الله عليه وآله وسلم على جناب التوحيد من أن يخدش بعوامل الشرك ومؤثرات الوثنية لم يكتفي بسماع بعض أصحابه رضوان الله عليهم بل حرص على بيانه لجميع أصحابه الأطهار الأبرار رضوان الله عليهم .. فعن أسامه بن زيد رضي الله عنهما قال:" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: ادخلوا علي أصحابي، فدخلوا عليه وهو متقنع ببرده - فداه أبي وأمي- فكشف صلى الله عليه وسلم القناع عن وجهه فقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد) .. إنها اللحظات الأخيرة من حياة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكل همه الأكبر هو إيضاح التوحيد بشكل جلي لا خفاء فيه ولا غموض .. إنه التحذير من الشرك و البدع والتحذير من الغلو والزيغ .. فإن الله عز وجل أمر عباده المؤمنين بالتوحيد الخالص من كل شائبة من شوائب الشرك والبدعة .. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير