تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما وصل الحال ببعضهم إخواني في الله أن جعلوا هذه القبور والأضرحة الوثنية حرما ً آمنا ً .. يهرع إليه المجرمون والفارون ويلجأ إليها الخائفون ليأمونا في رحابها ويستريحوا في ظلالها ويطمئن في ساحاتها، بل لم يكن في زمن من الأزمان وفي وقت من الأوقات يجرأ أحد من الحكام أن ينتهك حرمة ضريح لاذ به مجرم؟ أو عاذ به فار مهما كان جرمه ومهما بلغت جنايته، وكثيرا ً ما عفي عن اللائذين بالأضرحة من المجرمين إكراما ً للمدفونين أو خشية ً ورهبة ً من انتقام وبئس الأولياء المقبورين كما يزعمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

جاء في كتاب السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر، أن بعض سدنة الأضرحة في أرياف مصر يرسلون عجلا ً صغيرا ً في حقول بلدهم معلنون أن هذا العجل هو للولي الفلاني .. فلا يزال هذا العجل سائبا ً على حريته في حقول البلد وما جاورها يأكل مما يشتهيه وأرباب هذه الحقول لا يستطيعون طرده أو إهانته خوفا ً من الولي الذي هو في حمايته حتى يأتي مولده أي مولد ذلك الولي فيأخذه السدنة سمينا ً معلوفا ً ويذبحونه وينتفعون به .. " انتهى ما في الكتاب.

أما إخواني في الله عن الوقاية والعلاج

كيف يتقي المسلمون؟ وكيف يكون العلاج لهذه الظاهرة العظيمة؟ أقول فمن العوامل التي تساعد بإذن الله تعالى على وقف زحف هذه الوثنية التي انتشرت بين صفوف المسلمين ما يأتي:

أولا ً: أن يعتني العلماء والدعاة بتقرير التوحيد ونشره في تلك المجتمعات المعظمة للقبور وأن يجتهدوا في توضيح مفهوم التوحيد وذلك من خلال القصص القرآني وضرب الأمثال، وضرورة تعلق القلب بالله وحده سبحانه وتعالى، وأن الله عز وجل هو المتفرد بالنفع والضر والخلق والتدبير، وهو المعبود بحق الذي تتوجه إليه القلوب بالمحبة والإجلال والخشية والرجاء وحده سبحانه وتعالى .. أقول أن يتضمن هذا التقرير بيان عجز المخلوقين وضعفهم وأنهم لا يملكون لأنفسهم فضلا ً عن غيرهم ضرا ً ولا نفعا ً ولا موتا ً ولا حياة ً ولا نشورا ً.

ثانيا ً: تربية الأمة عموما ً وهذه المجتمعات المعظمة للقبور خصوصا ً على التسليم لنصوص الكتاب والسنة .. والتحاكم إليها وانشراح الصدر لها لقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء، فإذا كان طواغيت هذا العصر يفرضون على الناس احترام الشرعية الدولية والإذعان والتسليم لقرارات الأمم المتحدة فإن على العلماء والدعاة إلى الله أن يدعوا المسلمين إلى التسليم والانقياد لشريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أطهر خلق الله .. وأكرم خلق الله .. وأشرف خلق الله .. وألا تُعَارَضَ هذه السنة العظيمة بأي نوع من المعارضات سواء كانت هذه المعارضة تقليدا ً أو عقلا ً أو ذوقا ً أو سياسة أو غيرها .. فالإيمان مبني على التسليم لله تعالى والانقياد لحبيبه ولخليله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثالثا ً: إظهار السنن النبوية والآثار المحمدية والتمسك بها، الذي ينتج عنها بإذن الله زوال البدع واندثارها والحذر من البدعة مهما كانت فإنه ما ظهرت بدعة إلا رفع مثلها من السنة والنفوس إخواني في الله إن لم تشتغل بسنة وتوحيد فإنها ستشتغل ببدعة وشرك فإن النفوس خلقت لتعمل لا لتترك.

رابعا ً: العمل بقاعدة سد الذرائع فكل ما كان وسيلة أو ذريعة تؤدي إلى الشرك فينبغي التحذير منها وذلك حماية لجناب التوحيد، فالتهاون في هذه المسألة يفضي إلى الوقوع في الشرك بالله عز وجل والخروج من الملة الحنيفية .. فمثلا ً الصلاة عند القبور والبناء عليها أمور حرمها الشارع الحكيم سبحانه وتعالى، لأنها طريق ووسيلة تفضي إلى الشرك بالله تعالى، وقد أشار الإمام العلامة الشوكاني رحمة الله عليه إلى أن البناء على القبور سبب رئيسي في عبادة القبور فقال رحمة الله عليه: " فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في الأموات هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ووضع الستور عليها وتجصيصها وتزيينها بأبلغ زينة وتحسينها بأكمل تحسين فإن الجاهل إذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة فدخلها ونظر على القبر الستور الرائعة والسرج المتلألة، وقد سطعت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير