تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حوله مجامر الطيب، فلا شك ولا ريب أنه يمتليء قلبه تعظيما ً لذلك القبر، ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة، ويدخله من الرهبة والمهابة ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكائد الشيطان على المسلمين وأشد وسائله إلى ضلال العباد، ما يزلزله عن الإسلام قليلا ً قليلا ً حتى يطلب من صاحب ذلك القبر مالا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، فيصير في عداد المشركين والعياذ بالله تعالى .. انتهى كلام الإمام الشوكاني رحمة الله عليه.

خامساً: السعي إلى هدم القباب ونقضها وإزالتها امتثالا ً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباعاً لسلف الأمة الأطهار الأبرار رضي الله عنهم فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تدع تمثالا ً إلا طمسته، ولا قبرا ً مشرفا ً إلا سويته " رواه الإمام مسلم، ولما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم " إغاثة اللهفان " " مساجد الضرار وتحريقها قال ما لفظه: ففي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فسادا ً منه كالمساجد المبنية على القبور فإن حكم الإسلام فيها أن تهدم كلها حتى تسوى بالأرض وهي أولى بالهدم من مسجد الضرار، وكذلك القباب التي على القبور يجب أن تهدم كلها لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى كلامه رحمة الله عليه.

أقول أحبتي في الله وممن سلك هذا المسلك النبوي في هدم القباب والأضرحة من الأئمة الأعلام ذلك الإمام الجبل محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه .. " فيذكر ابنه الشيخ عبدالله على ما فعلوه أثناء دخولهم مكة شرفها الله، في سنة ألف ومائتين وثمانية عشر للهجرة فكان مما قاله: فبعد ذلك أزلنا جميع ما كان يعبد بالتعظيم والإعتقاد فيه ورجاء النفع ودفع الضر بسببه مع جميع البناء على القبور وغيرها حتى لم يبقى في البقعة المطهرة طاغوت يعبد فالحمد لله على ذلك " انتهى كلامه رحمه الله.

ومما سطره المؤرخ ابن بشر في كتابه عنوان المجد عن الأعمال التي قام بها الأمير سعود بن عبد العزيز رحمة الله عليه ما لفظه: أنه في حوادث سنة ألف ومائتين وستة عشر للهجرة توجه الأمير بالجيوش إلى كربلاء فهدم القبة الموضوعة على قبر الحسين رضي الله عنه، كما دخل في سنة ألف ومائتين وسبعة عشر للهجرة مكة وطاف وسعى ثم فرق جيوشه يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركية، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها فأقام فيها رحمه الله أكثر من عشرين يوماً، ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوما ً يهدمون ويباكرون إلى هدمها كل يوم، وللواحد الأحد يتقربون حتى لم يبق في مكة شيء من تلك المشاهد والقباب إلا أعدموها و جعلوها ترابا ً .. انتهى كلامه رحمة الله عليه.

سادسا ً: إخواني في الله السعي إلى فضح وكشف مكائد أرباب القبور وسدنتها أولئك المُرْتَزَقَََة، ذلك ببيان حقيقة هؤلاء الدجالين والملبسين وما هم عليه من الفجور والولوغ في الفواحش وأكل أموال الناس بالباطل وأنهم خونة وعملاء لكل مُسْتَعْمَلٍ كافر وقد كشف أهل العلم حقائق مخزية وأحوالا ً فاضحة لأولئك السدنة المظلين واتباعهم وما يرتكبونه من انخلاع عن شرائع الله تعالى، وولع بالفجور والقاذورات ومن ذلك ما ذكره المؤرخ الجبرتي رحمة الله عليه في شأن مشهد عبد الوهاب العفيفي وما يحصل عنده من أنواع الفسوق والفجور حيث قال ما لفظه: ثم إنهم ابتدعوا له موسما ً وعيدا ًفي كل سنة يدعون إليه الناس من البلاد فينصبون خياما ً كثيرة ومطابخ وقهاوي ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والبغايا، فيملئون الصحراء فيطئون القبور ويوقدون عليها النيران ويصبون عليها القاذورات ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ً ونهارا ً ويستمر ذلك نحو عشرة أيام أو أكثر " انتهى كلامه رحمة الله عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير