[التناقضات والمفاهيم الباطلة في حديث حياتي خير لكم]
ـ[دمشقية]ــــــــ[06 - 09 - 08, 08:18 ص]ـ
التناقضات والمفاهيم الباطلة
في حديث حياتي خير لكم
حدثنا يوسف بن موسى قال نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي قال إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام قال وقال رسول الله حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم» زاد في رواية «فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».
رواه البزار في مسنده (3/ 508). وقال: «هذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد».
واحتج الحافظ ابن كثير بكلام البزار كما في (البداية والنهاية5/ 275).
الحكم على الحديث:
لا يهمني كثيرا الحكم على الحديث فقد كفانا شيخنا الألباني رحمه الله وغيره مؤونة الحكم عليه ولكن لا بد من إيجاز الحكم عليه. وما يهمني هو بيان المفاهيم الباطلة والآثار السلوكية والتناقضات في هذا الحديث.
فأقول: أولا:
هذه الجملة (حياتي خير لكم .. ) جاءت زيادة على الحديث الصحيح الذي في مسلم «إن لله ملائكة سياحين». وهي غير صحيحة. ولهذا قال البزار «وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» (مسند البزار5/ 308).
والمتفرد بهذه الرواية هو عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد المرجئي أدخله على حديث مسلم «إن لله ملائكة سياحين».
وقد أعل المناوي والحافظ ابن عبد الهادي الرواية بالإرسال (الصارم المنكي1/ 266 التيسير بشرح الجامع الصغير1/ 502).
ونقل الزبيدي حكم الحافظ العراقي على الحديث بأنه «ضعيف لأن فيه عبد المجيد بن عبد العزيز، فهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف» (المغني عن حمل الأسفار2/ 1051 على هامش الإحياء).
فهذا استحسان من الزبيدي لتضعيف الحافظ العراقي.
غير أن الحافظ العراقي وهم في تجويد إسناد الرواية في طرح التثريب، والراجح أنه ذهل عما فصله في كتابه الآخر. ولا يعرض عن حكم جماهير أهل الجرح والتعديل ويتمسك بخطأ العراقي إلا محروم من إنصاف أهل الحديث.
هل موت الرسول خير لنا يا من تدعون محبته؟؟؟
كيف يقول قائل إن موت الرسول خير لنا؟ بل الأصح أن يقال: موت النبي هو شر لنا.
لو كنت صحابيا وسئلت: أيهما أحب إلى قلبك أن يبقى النبي حيا ام يموت؟
فقد كان موته أعظم المصائب. يؤكد ذلك قوله عليه الصلاة والسلام «إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب» (رواه ابن سعد والدارمي بإسناد صحيح وصححه الألباني بالشواهد كما في السلسة الصحيحة3/ 97).
قال الحافظ ابن عبد البر «وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة انقطع الوحي وماتت النبوة» (التمهيد19/ 322).
وكيف يكون في انقطاع الوحي عن السماء خير للأمة؟
ألم تكن أم أيمن تبكي لانقطاع الوحي من السماء؟
ولو كنت صحابيا فسألك سائل: هل تعتقد أن في موت النبي خير لك لبارد إلى نفي ذلك.
فوالله كونه حي بيننا هو خير من أي شيء آخر.
فيا من تزعمون محبة النبي: تدعون محبته بينما تجعلون موته خير للأمة.
وتطعنون في مروءة النبي وعائشة حين يلزم من قولكم: يسمع الجميع ويقضي حوائجهم. أن النبي علم بنسيان عائشة في الصحراء وتركها وهي تركت الاستغاثة به وفضلت أن يصحبها أجنبي عنها إلى المدينة.
تحبون الصحابة لكنكم تطعنون في مروءة عثمان بن عفان صيانة لكرامة الاستغاثة بالموتى ولتحصحوا حديث عثمان بن حنيف.
أيهما خير: حياته أم موته؟
1) هناك تناقض واضح في نص هذه الرواية. فأيهما خير للأمة: حياته خير من موته أم موته خير من حياته؟
¥