رابعاً: أن العبد بحاجة إلى أن يكثر الابتهال إلى الله في أن يثبته على الصراط المستقيم، ولذلك شرع الله قراءة الفاتحة في كل ركعة، لأن فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم. وقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه كثيراً ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
خامساً: أخذ الحذر من كل ما يؤدي بالإنسان إلى الهلكة وإحباط العمل من الرياء والعجب، ومخالطة الأشرار، وقراءة كتب الضلال والانحراف، ومطالعة القصص الخليعة، والنظر إلى الصور الفاتنة بواسطة وسائل الإعلام المرئية، من سينما وفديو وتلفاز وغير ذلك، ومثل ذلك سماع التمثيليات والقصص الماجنة وأكل الحرام والوقوع في الكبائر، من سكر وزنا وغير ذلك ... كل هذه الأشياء يُخشى على من وقع فيها أن يتغير قلبه ويضعف إيمانه أو يضمحل حتى يذهب بالكلية، فيشك بعد اليقين، ويكفر بعد الإيمان، والشأن كل الشأن في اللجوء إلى الله أن يحفظ عليك دينك ويصرف عنك كل ما ينقصه، فإن بدرت منك بادرة بحكم بشريتك فالجأ إلى الله أن يغفر ذنبك؛ لعلك أن تقطع سفر الدنيا سالماً؛ فإن حصل لك ذلك فتلك هي الغنيمة، وإنما الأعمال بالخواتيم، ذلك أن لنا عدواً متربصاً نغفل ولا يغفل ونسهو ولا يسهو، ونتعب، ولا يتعب، فإن استعنا عليه بالله غلبناه، وإن غفلنا عن ذكر الله غلبنا. اللهم أعنا على أنفسنا وعلى الشيطان، واغفر لنا ما بدر منا إنك أنت الغفور الرحيم).
2 - قال الشيخ محمد سلطان المعصومى - رحمه الله - في رسالته " الرد الوفي على تعليقات حامد الفقي "، (ص44):
(وقد أحزنني حزنًا شديدًا، وآلمني ألمًا قلبيًا أن رجلا من أفاضل الناس؛ ألا وهو عبد الله القصيمي، بعد أن كان يخدم الإسلام ويذب عنه خرافة الخرافيين، ودجل الدجالين، وشرك القبوريين وعباد الأرواح المخلوقة؛ أزاغ الله قلبه، وأضله عن الصراط المستقيم، فألف مؤلفًا سماه " هذي هي الأغلال"، فطبع ونشر، و قد زاغ فيه عن الحق، ونكب عن الطريق؛ فألحد في اثنين و عشرين موضعًا، وارتكب الكفر و الزندقة. و العبد الضعيف قد كتبت عليه ردًا، وأشرت إليه في ص 113 من كتابي المطبوع المنشور في هذه السنة، المسمى " تمييز المحظوظين عن المحرومين ").
قلت: رده على القصيمي مفقود، كما بين هذا صاحب رسالة: " الشيخ محمد سلطان المعصومى وجهودة فى نشر العقيدة ".
3 - قال الدكتور أحمد بن علي علوش في رسالته " الشيخ حافظ الحكمي" (ص 242 - 245)، معددًا قصائد الشيخ حافظ - رحمه الله -: (قصيدة دالية قالها الشيخ رداً على المنحرف عبدالله بن علي القصيمي، ولها ثلاث نسخ، إحداها بخط الناظم، والثانية بخط تلميذه هادي بن علي مطيع، والثالثة بخط تلميذه علي بن قاسم الفيفي بدون تاريخ، ولأهمية القصيدة كونها تبحث في العقيدة، ونحن بصدد جهود الشيخ حافظ في ذلك، أود إثباتها كاملة وهي:
الحمد لله لا بالخط معدودا
حصراً ولا بمدى الأزمان محدودا
لمالك الملك موليه وملهمه
ما زال ربي على التحميد محمودا
سبحانه مِن إله لا سمى له
الكل عبد وكان الله معبودا
لقد حمى الذكر حفظا وهو أنزله
وهكذا لم يزل بالحفظ موعودا
حماه بالشُهب ترمي كل مسترق
ما رامه قط إلا عاد مطرودا
كذاك في الأرض يرميهم بأنجمها
هم الرجوم بهم ما زال مرصودا
أئمة العلم والتقوى أولئك في
بيت القصيد قصدت أعلمه مقصودا
فهم مصابيح دين الله قيّضهم
يجلو بهم ظلمات الحيرة السودا
من كل مستبصر لله منتصر
بالله مقتدر في الله محمودا
هم الجبال ثبوتا والبحار علوما
والشموس ضياءاً والسماء جودا
فلا يزال كتاب الله معتصما
حبلاً متيناً لباغي الحق ممدودا
ولم تزل سنة الهادي لطالبها
وعذب منهلها ما زال مورودا
ولا تزال رجال العلم تحرسه
ولا يزال لواء الحق معقودا
فلم يرم ملحد كيداً لملتنا السمحاء
إلا وألفى الثغر مسدودا
وللقصيمي رجس قد سمعتُ به
ذكراً ولم أره لا زال مفقودا
لكن تواتر وصف المشرفين عليه
من ثقات بأنْ قد ساء مقصودا
وقد حكوا عنه أقوالا شناعتها
تكفيك في كون ما ألقاه مردودا
فظيعة ضُمنت كفرا وزندقة
بل رد أن يفرد الرحمن معبودا
فقلت إن صح ما قالوه فيه فمن
إيمانه انحل ما قد كان معقودا
وصار من ربقة الإسلام منسلخا
وكان بالنصر للتوحيد معهودا
أبعد أن كان في أعداد ناصره
¥