تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حوار بين أبي إسحاق بن شاقلا الحنبلي وأحد أتباع ابن كلاب (أبو سليمان الدمشقي) .. نقاش في مسائل عقدية]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 10 - 08, 09:16 م]ـ

السلام عليكم

من طبقات الحنابلة لإبن أبي يعلى

في سيرة الإمام أبي إسحاق شاقلا شيخ الحنابلة (ت 369 هـ)

إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا أبو إسحاق البزار

جليل القدر كثير الرواية حسن الكلام في الأصول والفروع.

سمع من أبي بكر الشافعي وأبي بكر أحمد بن آدم الوراق ودعلج بن أحمد ومحمد بن القاسم المقري وعبد العزيز بن محمد اللؤلؤي وابن مالك وابن الصواف وأحمد بن القاسم بن دوست وأبي بكر السلماني وأبي بكر عبد العزيز وحاضره وأبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد المخرمي المعروف بابن شاصو.

...

قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا قراءة عليه قال:

قلت لأبي سليمان الدمشقي: بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج وقوله في الخبر: " وضع يده بين كتفي فوجد بردها وذكر الحديث ".

فقال لي: هذا إيمان ونية لأنه أريد مني روايته وله عندي معنى غير الظاهر قال: وأنا لا أقول مسه.

فقلت له: وكذا تقول في آدم لما خلقه بيده؟

قال: كذا أقول. إن الله عز وجل لا يمس الأشياء.

فقلت له: سويت بين آدم وسواه فأسقطت فضيلته وقد قال الله تعالى يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قلت له: هذا رويته لأنه أريد منك على رغمك وله عندك معنى غير ظاهره وإلا سلمت الأحاديث التي جاءت في الصفات ويكون لها معاني غير ظاهرها أو ترد جميعها؟.

فقال لي: مثل أي شيء؟

فقلت له: مثل الأصابع والساق والرجل والسمع والبصر وجميع الصفات التي جاءت في الأخبار الصحاح حتى إذا سلمتها كلمناك على ما ادعيته من معانيها التي هي غير ظاهرها؟.

فقال لي منكرا لقولي: من يقول رجل؟.

فقلت: أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: من عن أبي هريرة؟ فقلت: همام

فقال: من عن همام؟ فقلت: معمر

فقال: من عن معمر؟ فقلت: عبد الرزاق

فقال لي: من عن عبد الرزاق؟ فقلت له: أحمد بن حنبل

فقال لي: عبد الرزاق كان رافضيا.

فقلت له: من ذكر هذا عن عبد الرزاق؟

فقال لي: يحيى بن معين.

فقلت له: هذا تخرص على يحيى إنما قال يحيى: كان يتشيع ولم يقل رافضيا

فقال لي: الأعرج عن أبي هريرة: بخلاف ما قاله همام.

قلت له: كيف؟

قال: لأن الأعرج قال: " يضع قدمه ".

فقلت له: ليس هذا ضد ما رواه همام وإنما قال هذا " قدم " وقال هذا " رجل " وكلاهما واحد. ويحتمل أن يكون أبو هريرة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وحدث به أبو هريرة مرتين فسمع الأعرج منه في إحدى المرتين ذكر " القدم " وسمع منه همام ذكر " الرجل ".

فقال لي: همام غلط

فقلت له: هذا قول من لا يدري.

ثم قال لي: والأصابع في حديث ابن مسعود تقول به؟

فقلت له: حديث ابن مسعود صحيح من جهة النقل رواه الناس ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.

فقال لي: هذا قاله اليهودي.

فقلت له: لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله قد ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقوله

فأنكر أن يكون هذا اللفظ مرويا من أخبار ابن مسعود.

فقلت له: بلى هذا رواه منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن أبي عبيدة " أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله عز وجل يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع والشجر على إصبع وروى: والثرى على إصبع ثم يقول: أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لما قال الخبر " هكذا رواه الثوري وفضيل بن عياض.

فقال لي: قد نزل القرآن بالتكذيب لا بالتصديق فقال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره

فقلت له: قد نزل القرآن بالتصديق لا بالتكذيب بدلالة قوله تعالى في سياق الآية والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ثم نزه نفسه عز وجل عما يشرك به من كذب بصفاته فقال سبحانه وتعالى عما يشركون وقوله وما قدروا الله حق قدره لا يمنع من إثبات الأصابع صفة له كما ثبتت صفاته التي لا أختلف أنا وأنت فيها ومع هذا فما قدروا الله حق قدره كذلك أيضا نثبت الأصابع صفة لذاته تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره فلما رأى ما لزمه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير