[إقامة البرهان على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 10 - 08, 01:54 ص]ـ
إقامة البرهان
على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن
يقرِّر الشيعة حسب مذهبهم العجيب أن الإمامة ينبغي أن تنحصر في آل بيت النبوة.
ثم يحصرونها بعد ذلك في اثني عشر منهم فقط دون دليل مخصِّص.
و يستدلون على مذهبهم في الإمامة بقول النبي عليه الصلاة و السلام لعلي رضي الله عنه: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" مع أن الحديث هو من أكبر الحجج عليهم لأن هارون لم يتولَّ أمر بني اسرائيل بعد موسى لكونه مات قبله،و الذي خلف موسى يوشع بن نون وليس هارون ..
ثم إنَّ معنى الحديث يتبيَّن من سبب وروده، قال ابوبكر بن أبي شيبة في مصنَّفه: (حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان , فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي).
فظاهرٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تطييب خاطر علي رضي الله عنه بإخباره أنَّ حاله تلك ـ حين خلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ـ شبيهة بحال هارون عندما استخلفه موسى عليهما السلام لمَّا ذهب الى ميعاد ربه، و وجه الشبه بينهما هو الاستخلاف.
مع ان النبي عليه الصلاة والسلام استخلف عددا من الصحابة:
فاستخلف " سعد بن عبادة " رضي الله عنه في غزوة " الأبواء ".
واستخلف " أبا سلمة بن عبدالأسد " رضي الله عنه في غزوة " العشيرة ".
واستخلف " زيد بن حارثة " رضي الله عنه في غزوة " يدر الأولى ".
واستخلف " بشير بن عبدالمنذر أبا لبابة " رضي الله عنه في غزوتي " بني قينقاع" ".السويق ".
واستخلف " عثمان بن عفان " رضي الله عنه في غزوة " غطفان "
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " نجران " وتسمى غزوة " بني سليم ".
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " حمراء الأسد ".
و غيرهم كثير رضي الله عنهم اجمعين.
إلاَّ أن القصص القرآني ـ أيضاً ـ يردُّ ما ذهبت اليه الشيعة،
فبعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه -وهي (40) سنة- وبعد وفاة هارون وموسى، تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع بن نون عليه السلام)، فدخل بهم بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين. وكان لهم تابوت "صندوق" يسمونه تابوت الميثاق أو "تابوت العهد"، فيه ألواح موسى وعصاه ونحو ذلك، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].
- و لما توفي يوشع بن نون، تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم، ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة: حكم القضاة.
وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فكثرت فيهم المعاصي، وفشا فيهم الفسق، إلى أن ضيعوا الشريعة، ودخلت في صفوفهم الوثنية، فسلَّط الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم، وكانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، وكثيراً ما كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.
3 - وفي أواخر هذه المدّة سَلب الكنعانيون منهم "تابوت العهد"، في حربٍ دارت بين الطرفين، وكان ممّن يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من سِبط لاوي اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام.
وكان بنو اسرائيل قد جعلوا الحكم و الرئاسة الدينية في ذرية هارون عليه السلام لأنهم آل بيت نبيهم موسى عليه السلام، عن طريق أخيه هارون عليه السلام، حيث أن موسى عليه السلام لم تكن له ذرية.
¥