تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والغزو الفكري له مجالات مختلفة: هناك الغزو الفكري في العقائد يتمثل في كل هذا التراث الضخم الذي نقل إلى اللغة العربية فيما يتعلق بما وراء الطبيعة، وهو تراث مختلف متعارض، بل ومتناقض، وهو نتاج بشري بكل ما يتسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.

2 - والغزو الفكري في نظام المجتمع:

الذي حاول أن يفرض علينا نظام المجتمعات الأوروبية. وإذا نحن سرنا في تياره، فإننا نصبح ولا شخصية لنا ولا ذاتية ونصبح وقد فقدنا رسالتنا التي كلفنا بتبليغها للناس ونشرها وهي رسالة الإسلام التي من أجلها كانت الأمة الإسلامية، وبدونها تصبح الأمة الإسلامية ولا مبرر لوجودها.

3 - والغزو الفكري في مجال التشريع:

وهذا الغزو الفكري في مجال التشريع توجد أسسه وأصوله بصورة مشروعة في مختلف الأقطار العربية ممثلة في كليات الحقوق التي تنفق عليها الدولة وتعتمد شهاداتها.

وكليات الحقوق هذه دراستها غزو فكري، واستعمار فكري ودراستها: أثر من آثار الاستعمار التي لم تزل بعد أن زال الاستعمار.

وإذا كانت الأمم الواعية تحاول جاهدة أن تتخلص من وصمة الاستعمار بما فيها من شرور ورجس وآثام فإن الكثير من الدول العربية لم تحاول أن تتخلص من وصمة الاستعمار الصارخة الواضحة الممثلة في هذه الكليات.

إن هذه الكليات تخصص عشرين ساعة في الأسبوع للقوانين الأوروبية أي للفكر الأوربي في التشريع، وتفرض على الطالب أن يستذكره ويستوعبه ويحفظه ويتمثله، وينجح فيه في الامتحان.

أي أنها تفرض على الطالب أن يستعمر فكره الأوربيون في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال، وأن يكون تابعا للأوربيين في هذا المجال، مقلدا لهم تجره عجلتهم، مستسلما لغزوهم، وبينما تخصص هذه الكليات عشرين ساعة أسبوعيا للفكر الأوربي في التشريع، إذا بها تخصص ساعتين فقط للتشريع الإسلامي.

ولو أن هذه الكليات في فرنسا أو في إنجلترا لما فعلت أكثر من ذلك. . ومنهج الاتباع: إذن يقتضينا أن ننظر في جد في أمر هذه الكليات من أجل أن نتمثل الوطنية والإسلامية والعروبة.

وبعد: فإن منهج الاتباع هو الخلاصة الجوهرية لتجاربي الخاصة بالطريق الذي ينبغي أن يسلكه المسلم في حياته وإذا سار فيه المسلم فردا أو سار فيه المجتمع مجتمعا، فإن الله - سبحانه وتعالى- يكتب له الهدوء والطمأنينة والسعادة، لأنه يكون في جو رباني مليء برعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته وإن منهج الاتباع ينفي من الجو الإسلامي الانحراف الفكري: ثم إنه ييسر لنا رعاية الله تعالى وتوفيقه وحمايته ونصره ويجب نشره في جميع الأجواء الإسلامية: إنه المنهج الإسلامي.

(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

مجلة البحوث الإسلامية – عدد: محرم - جمادى الثانية لسنة 1400هـ

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 11:37 م]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الكريم على هذا المقال القيم والمفيد، نفع الله بكم،،،

وهنا - للفائدة - رابط مقال للشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله - بعنوان: (المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية):

http://www.ferkous.com/rep/M16.php

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 06:13 م]ـ

وبارك ربي فيك عن إضافتك ..

ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 03:53 م]ـ

السلام عليكم

الامر تجاوز حديثكم عن "المطالبة بتدريس الفلسفة" , بل هي تدرس الآن ابتداء من الثانوية الى الجامعات والمعاهد فاصبحت واقعا مفروضا .... الا من عصمه الله ولم يدخل المدارس النظامية

فيجب الحديث الآن كيف يمكن ان نحصن ابنائنا من ضررها.

ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:29 م]ـ

بارك الله فيك

استفدت من مقالاتك حقّا، رغم البون الذي بيني و بين مستوى هذه الطروحات

و أعجبني ما نقلته عن الغزالي وهو ينطبق على أحوال شريعة كبيرة من بني جلدتنا

و الأمر ليس عفويا، بل نجد الجواب في المقالة الأخيرة و فيما جاء تحت عنوان اليهود و الفلسفة

مع أني متعطش لمعرفة مضمون الأطروحة المقدمة لنيل الدكتوراه و ردّ فعل المشرفين، فقد عرفت من عانوا كثيرا في هذا السياق لإيجاد مشرفين و حين المناقشة عانوا أكثر و أكثر.

كما أود الإشارة أن فرنسا تمرست في غزو العقول بعد أن كلّت من غزو البلدان، التي ما خرجت منها إلا لمّا ضمنت لنفسها من يستخلفها، الذين يصدق فيهم الباري عزّ و جل

-*- هم السفهاء و لكن لا يعلمون -*-

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:16 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

للفائدة: كتاب " مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية - خلال العصر الإسلامي " ل: د. خالد كبير علال - وفقه الله -:

http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4947

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير