تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس: الله عز وجل في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان

قال: وقيل لمالك الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فقال مالك رحمه الله: استواؤه معقول وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء. وقد روينا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال في قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى مثل قول مالك هذا سواء، وأما احتجاجهم بقوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية لأن علماء [ص: 139] الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله: ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية قال: هو على عرشه وعلمه معهم أين ما كانوا قال: وبلغني عن سفيان الثوري مثله. قال سنيد: وحدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: الله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم قال سنيد: وحدثنا هشيم عن أبي بشر عن مجاهد قال: إن بين العرش وبين الملائكة سبعين حجابا: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة وأخبرنا إبراهيم بن شاكر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن جبير، وسعيد بن عثمان قالا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة، والعرش على الماء، والله تبارك وتعالى على العرش يعلم أعمالكم.

قال أبو عمر: لا أعلم في هذا الباب حديثا مرفوعا إلا حديث عبد الله بن عميرة، وهو حديث مشهور بهذا الإسناد ; رواه عن سماك جماعة منهم أبو خالد الدالاني، وعمر، وابن أبي عمرو بن أبي قيس، وشعيب بن أبي خالد، وابن أبي المقدام، وإبراهيم بن طهمان، والوليد بن أبي ثور وهو حديث [ص: 140] كوفي أخبرنا عبد الله بن محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود وأنبأنا عبد الوارث حدثنا قاسم: حدثنا محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي البزار قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى سحابة مرت فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب قال: والمزن؟ قالوا: والمزن قال: والعنان؟ قالوا: نعم قال: كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا: لا ندري، قال: بينكم وبينها إما واحدا أو اثنين أو ثلاثا وسبعين سنة، والسماء فوقها كذلك بينهما مثل ذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك، وفي رواية فروة بن أبي المغراء هذا الحديث عن الوليد بن أبي ثور قال في الأوعال: ما بين رءوسهم إلى أظلافهم مثل ذلك [ص: 141] يعني ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقهم العرش ما بين أعلاه وأسفله مثل ذلك، ثم الله فوق ذلك.

وفيه حديث جبير بن مطعم مرفوعا أيضا، وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال يا رسول الله: جهدت الأنفس، وضاع العيال، ونهكت الأموال ; فاستسق الله لنا ; فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك! أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك وتدري ما الله؟ إن الله على عرشه على سماواته وأرضه لهكذا، وأشار بأصابعه الخمس مثل القبة، وأشار يحيى بن معين بأصابعه كهيئة القبة، وإنه ليئط أطيط الرحل [ص: 142] بالراكب أخبرني أبو القاسم خلف بن القاسم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن واضح قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا عبد الله بن موسى الضبي قال: سألت سفيان الثوري عن قوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم قال: علمه قال علي بن الحسن: وسمعت ابن المبارك يقول: إن كان بخراسان أحد من الأبدال فهو معدان. قال أبو داود: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا يحيى بن موسى، وعلي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك قال: الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش قيل له بحد ذلك؟ قال نعم: هو على العرش فوق سبع سماوات قال: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني محمد بن عمرو الكلابي قال: [ص: 143] سمعت وكيعا يقول: كفر بشر بن المريسي في صفته هذه قال: هو في كل شيء قيل له: وفي قلنسوتك هذه؟ قال: نعم قيل له: وفي جوف حمار؟ قال: نعم، وقال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.

التمهيد ج7 ص 128

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير