تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا كان الامر كذلك فهم أصحاب الحق يطلبونه حيث وجدوه ويستردونه حيث فقدوه لا يحول بينهم وبينه شيء فالمسألة ترجع اليهم في نهاية الامر وليس لعالم او رجل دين لا يعلم ماذا يحدث خارج بيته او قطره ان يفتي لهم إذ الفتيا بغير علم موردة للهلاك العاجل والآجل كما هو معلوم.

وطرابلس خير مثال فقد استهدف مجرمو النصيرية افقر احياء طرابلس (طريق التبابة) وكان الدعم من قبل التيار السني (المستقبل) في لبنان ضعيفا

كما ان البسطاء والفقراء هم الداعم الاقوى للتيارات السياسية وقد شاهدنا ذلك في طرابلس فعندما تدعو قوى 14 آذار للتظاهر يكون المكون السني الاكبر في التظاهرة هم ابناء طرابس الابية.

والكاتب يرى ان الخلاف القائم بين السنة والشيعة في كل مكان هو خلاف سياسي لا صلة له بالمذهبية وإنما يستغله بعض السياسيين ممن لا يعبأ بمصير الشعب

ورغم ان هذا القول (الخلاف السياسي) قال به من شذ من اهل السنة في العراق ولبنان،لكن سواد المسلمين في العراق ولبنان على يقين تام لا يتطرقه ادنى شك او لبس بأن الخلاف مذهبي طائفي يستهدف اجتثاث اهل السنة على تعدد مذاهبهم وقد صرح بذلك ائمة السنة السياسيين والدينيين في كلا البلدين فلماذا يعمي الابصار عن هذه التحذيرات ويضعها في جانب التطرف والتشدد،

ولماذا يتجاهل موقف المقاومة العراقية التي وقفت بحزم في وجه المليشيات وطغيانها في بغداد ومحيطها وصرحت بأن المعركة مصيرية فإما ان نكون او لا نكون.

إن كل ما يتشب بالكاتب يتهاوي ويسقط في محله لأنه لا وجود في له الاعيان وإنما وجوده للأسف في الأذهان (والاذهان المريضة فحسب)

وكل ما ينظّر له الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا يساوي عند الشيعة في العراق شسع نعل بال مرمي في الأزبال.

وبالعودة الى العقل الذي هو محور حديث الكاتب يقول الله تعالى ((فما اوتيتم من شي فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ... ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم))

فذكر سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين انهم يغفروا ويصفحوا اذا غضبوا او استغضبوا،لكنه ذكر أيضا أنهم ينتصرون لأنفسهم ويستنصرون لغيرهم اذا أصابهم البغي والجور، وقول الله تعالى أيضا [والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيروا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظبموا أي منقلب ينقلب]

فذم سبحانه وتعالى الشعراء ممن اتخذوا لسانهم سبيلا للحاكم وصاحب المال والسطوة يتزلفون به اليهم وممن يبالغون في الاطراء والذم والهجاء والقدح والرفع والخفض بغير حق، واستثنى من ذلك كله المؤمنين الذين انتصروا من بعد ما ظلموا

يقول الرافضي: [كان حريا بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم علماء راجحي العقل من السنة والشيعة، تداول الهموم التي طرحها الشيخ القرضاوي، بانفتاح وتجرد ليكونوا من المؤمنين حقا الذين وصفهم القرآن الكريم بانهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه]

لو سألنا هذا الرافضي وأمثاله من السنة المضيعين لحقوق الضحايا والمنكوبين ماذا جنى العالم الاسلامي من وراء هذه الجلسات والندوات والمؤتمرات التقريبية والوحدوية التي لم تجد لها مساحة في الواقع قيد شبر؟

ومعلوم ان الرافضة لا يقولون إلا السيء من الكلام وأحسن القول هم كلام الله واحسن الحديث حديث محمد صلى الله عليه وسلم والروافض لا يعبأون بالنقل من هذين الاصلين وإنما كلامهم كله مما نسب إلى الأئمة رضي الله عنهم

وان هذا الرافضي يعلم ان القرضاوي حفظه الله لم يناقش مسألة يتطرق لها الجدل والبحث والنقاش إنما هي مسالة مصيرية دونها عقيدة الامة ومستقبلها فالغزو الشيعي للمجتمعات الاسلامية باتت تؤرق الحكام العرب فكيف لا ينتبه لخطرها عالم فاضل كالقرضاوي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير