تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن قلت: عليٌ نفسه قتل الغالية- أي الغلاة، بل حرقهم بالنار وهم مجتهدون، والصحابة قاتلوا أهل الردة قلت: هذا كله حق، ولكن الغالية مشركون زنادقة أظهروا الكفر ظهوراً جلياً لا لبس فيه، وقالوا لعلي: أنت الله. فإن رأيتم من يقول لمخلوق هذا هو الله فاحرقوه، وإلا «فاتقوا الله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتقيسوا الكافرين على المسلمين بآرائكم الفاسدة ومفاهيمكم الواهية». وقد بينا أن أهل الردة كانوا أصنافاً، منهم من ارتد عن الملة ودعا إلى نبوة مسيلمة، ومنهم من أنكر الشرائع كلها، وهؤلاء هم الذين اعتبرهم الصحابة كفاراً، وكذلك رأى أبو بكر سبي ذراريهم وساعده على ذلك أكثر الصحابة، ثم لم ينقض عصر الصحابة حتى أجمعوا على أن المرتد لا يُسبى فأما مانعو الزكاة منهم، المقيمون على أصل الدين، فإنهم «أهل بغي»، ولم يسموا «أهل شرك» أو هم «كفار»، وإن كانت الردة أضيفت إليهم لمشاركتهم للمرتدين في بعض ما منعوه من حق الدين.

ويختتم الشيخ سليمان كلامه في هذا الباب فيقول: «لما تقدم الكلام على الخوارج وذكر مذهب الصحابة وأهل السنة فيهم، وأنهم منتسبون إلى الإسلام الظاهر، ويقول: «وأنتم اليوم تكفرون من ليس فيه خصلة واحدة مما في أولئك»، بل الذين تكفرونهم اليوم وتستحلون دماءهم وأموالهم عقائدهم عقائد أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، جعلنا الله منهم» .. وللحديث صلة!

Publish Date 23/09/2008

الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي يعارض شقيقه يواصل الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي، شقيق الداعية الشيخ محمد بن عبدالوهاب، استعراضه لموقف المسلمين والفقهاء من مختلف الفرق والمذاهب، وكيف انهم لم يصدروا احكام التكفير والردة عليهم رغم ابتعاد اقوالهم وبعض افعالهم عن مذهب اهل السنة والجماعة!

وينتقل الشيخ سليمان بعد عرض للخوارج الى «القدرية»، ويقول انها فرقتان، فرقة انكرت القدر وقالت ان الله لم يقدر المعاصي على اهلها ولا هو يقدر على ذلك ولا يهدي الضال ولا هو يقدر على ذلك، والمسلم عندهم هو الذي جعل نفسه مسلما، وهو الذي جعل نفسه مصليا وكذلك سائر الطاعات والمعاصي، العبد هو الذي خلقها بنفسه! وجعلوا العبد خالقا مع الله اما الفرقة الثانية من القدرية فقد زعمت ان الله اجبر الخلق على ما عملوا، وان الكفر والمعاصي في الخلق كالبياض والسواد في خلق الادمي - اي لون بشرته - لاي للمخلوق فيه، اوكما يشير القرآن الكريم الى ما قاله المشركون الذي قالوا «لو شاء ربك ما اشركنا ولا آباؤنا».

ومع هذا الكفر العظيم والضلالة، يقول الشيخ سليمان، لم تكفرهم الصحابة ولا من بعدهم من أئمة اهل الاسلام ولا اوجبوا قتلهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة ولا قالوا قد كفرتم حيث خالفتمونا لانا لا نتكلم الا بالحق»!

وينتقل الشيخ سليمان في حديثه الى المعتزلة ضمن «اهل البدع»، الذين خرجوا في زمن التابعين، واتوا من الاقوال والافعال الكفريات ما هو مشهور، منها القول بحق القرآن ومنها انكار شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) لاهل المعاصي، ومنها القول بخلود اهل المعاصي في النار الى غير ذلك من قبائحهم وفضائحهم التي نقلها اهل العلم عنهم .. ومع هذا، ورغم ان التابعين قاموا بالردعليهم وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الامة، «ولكن ما كفروهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة، بل اجروا عليهم، هم واهل البدع قبلهم، احكام الاسلام من التوارث والتناكح والصلاة عليهم، ودفنهم في مقابر المسلمين. ولم يقل لم اهل العلم من اهل السنة قامت عليكم الحجة، حيث بينا لكم لأنا لا نقول الا حقا، فبما انكم خالفتمونا وكفرتم وحل مالكم ودماؤكم وصارت بلادكم بلاد حرب كما هو الآن مذهبكم، افلا يكون لكم في هؤلاء الائمة عبرة فترتدعون عن الباطل وتفيئون الى الحق؟».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير