تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم خرج بعد هؤلاء، يستطرد الشيخ سليمان، «المرجئة» الذين يقولون الايمان قول بلا عمل، فمن اقر عندهم بالشهادتين فهو مؤمن كامل الايمان، وان لم يصل لله ركعة عمره ولا صام يوما من رمضان ولا ادى زكاة ماله ولا عمل شيئا من اعمال الخير. بل من اقر بالشهادتين فهو عندهم مؤمن كامل الايمان، ايمانه كايمان جبريل وميكائيل والانبياء، الى غير ذلك من اقوالهم القبيحة التي ابتدعوها في الاسلام. ومع انه صاح بهم يقول الشيخ ائمة اهل الاسلام وبدعوهم وضللوهم و بينوا لهم الحق من الكتاب والسنة واجماع اهل العلم من اهل السنة من الصحابة ومن بعدهم «جعلوا الاخوة الايمانية ثابتة لهم ولمن قبلهم من اهل البدع، ولا قالوا لهم كفرتم بالله ورسوله لانا بينا لكم الحق فيجب عليكم اتباعنا لانا بمنزلة الرسول، من خطأنا فهو عدو لله ورسوله، وكما هو قولكم اليوم، انا لله وانا اليه راجعون».

ويتناول الشيخ سليمان جماعة «الجهمية»، الذين «يقولون ليس على العرش اله يُعبد، ولا لله في الارض من كلام، ولا عُرج بمحمد صلى الله عليه وسلم لربه، وينكرون صفات الله سبحانه التي اثبتها لنفسه في كتابه، وينكرون رؤية الله سبحانه في الاخرة .. الى غير ذلك من اقوالهم وافعالهم التي هي غاية الكفر، حتى ان اهل العلم سموهم الفرعونية تشبيها لهم بفرعون حيث انكر الله سبحانه، ومع هذا ردت عليهم الائمة، وبينوا بدعتهم وضلالهم، وبدعوهم وفسقوهم .. وقالوا انهم قدموا عقولهم على الشرعيات وامر اهل العلم بقتل بعض دعاتهم كالجعد بن درهم وجهم ابن صفوان وبعد ان قتلوا غسلوهم، وصلوا عليهم، ودفنوهم مع المسلمين، كما ذكر ذلك الشيخ تقي الدين - ابن تيمية - ولم يجروا عليهم احكام اهل الردة، كما اجريتم احكام اهل الردة على من لم يقل او يفعل عشر معشار ما قالوا او فعلوا، بل والله كفرتم من قال الحق الصرف اينما خالف اهواءكم.

ويذكر الشيخ سليمان القارئ بان مذهب السلف عدم القول بتكفير الفرق المذكورة، وقد قال الشيخ ابن تيمية كما ينقل عن الشيخ سليمان من كان في قلبه الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وقد يقع في بعض البدع ولو دعا اليها، فهذا ليس بكافر اصلا، والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالا للامة وتكفيرا لها، ولم يكن في الصحابة من يكفرهم، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين. وكذلك سائر الاثنتين والسبعين فرقة، من كان منهم منافقا فهو كافر في الباطن، ومن كان مؤمنا بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافرا في الباطن، وان كان اخطأ في التأويل كائنا ما كانت اخطاؤه، ومن قال ان الاثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عن الملة، فقد خالف الكتاب والسنة واجماع الصحابة بل واجماع الائمة الاربعة وغير الاربعة، فليس فيهم من كفر كل واحد من الاثنتين والسبعين فرقة. انتهى كلام الشيخ ابن تيمية كما ينقله الشيخ سليمان وينقل الشيخ سليمان عن الشيخ ابن القيم كذلك فيما يتعلق بـ «اهل البدع الموافقون على اصل الاسلام ولكنهم مختلفون في بعض الاصول، كالخوارج والمعتزلة والقدرية والرافضة والجهمية وغلاة المرجئة» وينقل الشيخ سليمان عن ابن القيم، ان هؤلاء اقسام احدها الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له، فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته اذا لم يكن قادرا على تعلم الهدي، وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان. والقسم الثاني متمكن من السؤال وطلب الهداية ومعرفة الحق ولكن يترك ذلك اشتغالا بدنياه ورياسته ولذاته ومعاشه. فهذا مفرط مستحق للوعيد، آثم بترك ما اوجب عليه من تقوى الله .. والقسم الثالث هو من يتبين له الهدي ويتركه تعصبا أو معاداة لأصحابه، «فهذا اقل درجاته ان يكون فاسقا وتكفيره محل اجتهاد».

ويقول الشيخ سليمان ان من اهل البدع كالمعتزلة من انغمسوا في جلد الامام «احمد بن حنبل» وعذبوا المؤمنين والمؤمنات بدعوتهم الى الاخذ بقولهم، ولكن الامام احمد لا يكفرهم ولا احد من السلف، بل ان الامام احمد صلى خلفهم واستغفر لهم ورأى الائتمام بهم وعدم الخروج عليهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير