تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وينتهي الشيخ سليمان الى ما يعتبرها خلاصة موقف الاسلام من التكفير فيقول: «قد تقدم لك من كلام اهل العلم واجماعهم انه لا يجوز ان يقلد ويؤم به في الدين الا من جمع شروط الاجتهاد اجماعاً وتقدم ان من لم يجمع شروط الاجتهاد انه يجب عليه التقليد وان هذا لا خلاف فيه، وتقدم ايضاً اجماع اهل السنة ان من كان مقراً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ملتزماً له، وان كان فيه - اي في الشخص - خصلة من الكفر الاكبر او الشرك، الا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها، وان الحجة لا تقوم الا بالاجماع القطعي لا الظني وان الذي يقيم الحجة الامام او نائبه وان الكفر لا يكون الا بانكار الضروريات من دين الاسلام بالوجود -وجود الخالق- والوحدانية والرسالة، او بانكار الامور الظاهرة كوجوب الصلاة وان المسلم المقر بالرسول،اذا استند الى نوع شبهة تخفى عليه مثله لا يكفر وان مذهب اهل السنة والجماعة التحاشي عن تكفير من انتسب الى الاسلام، حتى انهم يقفون عن تكفير ائمة اهل البدع، مع الامر بقتلهم دفعاً لضررهم لا لكفرهم وان الشخص الواحد يجتمع فيه الكفر والايمان والنفاق والشرك ولا يكفر كل الكفر، وان من اقر بالاسلام قبل منه، سواء كان صادقاً او كاذباً،،ولو ظهرت منه بعض علامات النفاق، وان المكفرين هم اهل الاهواء والبدع، وان الجهل عذر عن الكفر وكذلك الشبهة ولو كانت صعيفة، وغير ذلك ما تقدم، فان وفقت ففي هذا كفاية للزجر عن بدعتكم هذه التي فارقتم بها جماعة المسلمين وآئمتهم، ونحن لم نستنبط ولكن حكينا كلام العلماء ونقلهم عن اهل الاجتهاد الكامل»، انتهى كلام الشيخ سليمان.

ونقول تعليقاً وتعقيبا على هذه الملاحظات والنقاط الدقيقة حول التفكير، التي عرضها الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي، انها كانت كفيلة لو روعيت، بان تغير مسار التيار السلفي والدعوة الوهابية نفسها، وان توفر الكثير من العداءات والحروب والخصومات، بل وان تفسح مجالات اوسع حتى للجماعات السلفية في القرن العشرين والحادي والعشرين. غير اننا للاسف لانزال نجد في ادبيات وأشرطة الجماعة الكثير من الوان التشدد التي حذر منها الشيخ سليمان منذ قرون، ولايزال التيار ببعض اجنحته المتشددة والجهادية والمقاتلة والمكفرة، ابعد ما تكون عن النصائح والملاحظات التي حذر بها الشيخ سليمان التيار السلفي! فمن المسؤول؟

Publish Date 30/09/2008

الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي يعارض شقيقه (3 - 3) كان الشيخ سليمان، شقيق صاحب الدعوة الموحدية، المسماة من معارضيها بالوهابية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قد تزعم لامد طويل الحركات المناوئة للوهابية في العديد من واحات نجد، وقد اشار الشيخ سليمان مؤكدا ان التعصب من السمات الملازمة لهذه الحركة، وكتب المؤرخ الحجازي ابن زيني دحلان: «وقال له أخوه سليمان يوما: كم أركان الاسلام يا محمد بن عبدالوهاب؟ فقال: خمسة فقال: بل انت جعلتها ستة! السادس من لم يتبعك فليس بمسلم .. هذا ركن سادس عندك للاسلام».

وتشير المراجع الى ان الحركة «لم تكن تعتبر خصومها مسلمين بل مشركين وجميع الذين سمعوا الدعوة لم يتبعوها كفرة». وعندما كانوا يحتلون واحة أو مدينة، «كانوا يحطمون الشواهد والأضرحة على قبور الأولياء والصالحين ويحرقون كتب الفقهاء الذين يختلفون معهم».

فلنرجع، يستأنف الشيخ سليمان بن عبدالوهاب الحديث في كتابه «الصواعق الإلهية»، الى ذكر وجوه تدل على «عدم صحة ما ذهبتم اليه من تكفير المسلم واخراجه من الاسلام اذا دعا غير الله، أو نذر لغير الله، أو ذبح لغير الله، أو تبرك بقبر، أو تمسح به، إلى غير ذلك، مما تكفرون به المسلم، بل تكفرون من لا يكفر من فعل ذلك، حتى جعلتم بلاد الاسلام كفرا وحربا، فنقول: عمدتكم في ذلك ما استنبطتم من القرآن، فقد تقدم الاجماع على انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط، ولا يحل لكم أن تعتمدوا على ما فهمتم من غير الاقتداء بأهل العلم، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر ان يقلدكم فيما فهمتم من غير اقتداء بأئمة الاسلام .. ومن أين اخذتم من كلام أهل العلم أن هذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله سبحانه في القرآن، والذي يحل مال صاحبه ودمه وتجرى عليه احكام المرتدين، وان من شك في كفره فهو كافر؟ فنحن طالعنا بعض كلام أهل العلم ولم نجد كلامكم هذا، بل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير