تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالشمس يا «حيدر» لا يحجبها غبار الذين فرقوا الجماعة بمضادة السابقين الأولين كما قال تعالى «ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما ونصله جهنم وساءت مصيرا»، وقال تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا»، «الأنعام:159»، قال البغوي، رحمه الله: «هم أهل البدع والأهواء»، شرح السنة «1/ 210»، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدعة والفرقة»، الاستقامة «1/ 42».

الاستدلال بسليمان بن عبدالوهاب

شنع خليل حيدر على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بما نقله من معارضة أخيه سليمان بن عبدالوهاب، وهذا الجواب عنه من وجوه:

أولاً: لابد لكل إمام عالم من معارض من أهل الباطل وهذا شأن النبيين عليهم السلام جميعا وورثتهم كما قال تعالى «وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا»، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ما كان بدعا من الرسل، فسيرة الانبياء عليهم السلام معلومة للجميع فمنهم من عارضه والده ومنهم من عارضه زوجه ومنهم من عارضه قومه، فلا يضر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معارضة أخيه سليمان له، لاسيما وقد أقر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله على دعوته علماء المذاهب جميعا كما اشرت ..

ثانياً: أئمة الدعوة وعلماء نجد أعلم بما جرى بينهم من خليل حيدر، فسليمان بن عبدالوهاب نفسه تراجع عن معارضة أخيه شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأقر على نفسه بالخطأ.

ورسالة اقرار سليمان بن عبدالوهاب على نفسه بالخطأ موجودة محفوظة ذكرها العلامة المجدد عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله في كتابه «مصباح الظلام» ص105 ــ 108، حيث جاء فيها: «من سليمان بن عبدالوهاب إلى الاخوان: حمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته «وبعد»: .. ، ولكن يا اخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى.

والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا الا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محبوسة، والمأمول منا ان نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال، وان يكون ذلك لله وحده لا شريك له، لا لما سواه، لعل الله يمحو عنا سيئات ما مضى وسيئات ما بقي .. الخ الرسالة».

وقد جاءه الجواب من الشيخين حمد التويجري وأحمد بن عثمان الشبانة على النحو الآتي: «الأخ سليمان بن عبدالوهاب، زادنا الله وإياه من التقوى والإيمان، وأعاذنا من نزغات الشيطان.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد ابلاغ الشيخ وعياله وعبدالله واخوانه السلام.

وبعد: فوصل إلينا نصيحتكم جعلكم الله من الائمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنحمد الله الذي فتح علينا وهدانا لدينه .. ، إلى ان قالا: فالمأمول والمبغي منا ومنكم ومن جميع اخواننا التبيين الكامل الواضح، لئلا يغتر بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وان نتمسك بما اتضح وابلولج من نور الإسلام، وما بين الشيخ محمد رحمه الله من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم». مصباح الظلام ص108 ــ 112.

ثالثا: لو قُدر ان سليمان بن عبدالوهاب لم يتراجع، فإن نقده للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يجب ان يوزن بموازين الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، واذا فعلنا ذلك تبين خطأ سليمان بن عبدالوهاب وصواب الإمام محمد بن عبدالوهاب ولزومه للكتاب والسنة واجماع الأمة.

ولنضرب لذلك بمثل مما استدل به خليل حيدر.

ففي صحيفة «الوطن» بتاريخ 30 رمضان 1429 هـ، نقل خليل حيدر عن سليمان بن عبدالوهاب قوله ان أهل البدع الذين قالوا بـ «خلق القرآن»، رد عليهم العلماء وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الأمة، ولكن ما كفروهم.

فهذا برهان واضح على خطأ سليمان بن عبدالوهاب، وان الحق في جهة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهو دليل على جهل خليل حيدر بمقالات المذاهب وحقائقها ومقالات العلماء فيها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير