تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق؛ بل أكثر أهل الكلام والفلسفة يقولون بموجبها وإنما خالفها طائفة من المتفلسفة وطائفة من المتكلمين: كالمعتزلة ومن اتبعهم ... )

ثم قال تعليقا: (فانظر رحمك الله إلى ابن تيمية كيف يصرح أن قضية كون الله جسما وأنه في جهة حق، أن جميع الكتب المنزلة من السماء، وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... )

وهذا كذب صريح وواضح ومكشوف لمن له أدنى اطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله أو اطلع على المقدمة التي جعلناها بين يدي هذا المبحث.

فالذي يقرر أن لفظ الجسم لم يتكلم به السلف ولا الصحابة ولا التابعين ولم ينقل عنهم شيئ من ذلك وأن اثباته ونفيه بإطلاق لا يجوز كيف يمكن أن يقول (أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها)

هذا الكلام السمج لا ينطلي إلا على مريدي الأستاذ فودة ولا يقبله من له أدنى تأمل في كلام ابن تيمية، ولعمر الله إن كان الكلام على الجسم وان الله جسم فما الداعي لكاشف الأستاذ فودة بعد ذلك؟

وما الداعي لكل هذا الحشو الذي ملاه به؟

- والحقيقة ان الأستاذ يحتال على النص حيث أن الكلام ليس على (أن الله جسم) وإنما هو عن (المباينة والمحايثة) وانحصارالموجودات فيهما وذلك ردا على الرازي في ادعاءه وجود قسم ثالث.

والقضية الضرورية التي ذكرت هي أن كل موجودين فلابد أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له

ولتوضيح معنى المباين والمحايث أقول:

المباين والمحايث مبني على تقسيم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وهذا التقسيم يتضمن واجب الوجود سبحانه حيث أنه القائم بنفسه ضرورة ...

فالقائم بغيره من الصفات والأعراض يكون بحيث يكون غيره , فإن الصفات والأعراض تقوم بالمحل الواحد. وأما القائم بنفسه فلا يكون حيث يكون آخر قائما بنفسه بل يجب أن يكون مباينا لغيره , فيكون حيث لا موجود غيره , أو حيث لا قائم بنفسه غيره.

فالقائم بنفسه هو الموجود الذي له ذات يقومه ويمنع غيره أن يكون حيث هو فيكون مباينا له متميزا عنه بذاته وهذا هو المباين.

فكل مباين قائم بنفسه وكل موجود قائم بنفسه مباين فإذا انتفت المباينة ثبت الحلول ضرورة أو ثبت انتفاء الذات ...

أما الموجود القائم بغيره كالعرض والصفة فهو المفتقر إلى ذات تقومه فلا يقوم بنفسه وإنما يقوم بالقائم بنفسه الموصوف يعني يحايثه بمعنى يكون حيث هو. وهذا هو المحايث ..

فاذا انقسم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وكان القائم بنفسه هو المباين والقائم بغيره هو المحايث علم انحصار الموجودات في المباين والمحايث ضرورة فهي إذن قضية ضرورية فطرية وهي محور الكلام ..

هذا وقد نقل الاستاذ في مقدمة ما نقله عن ابن تيمية قوله: " والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة ... "

فهذه هي القضية الأساسية يدور حولها الكلام وهي التي طرحها الرازي في أول تأسيسه وشرع في الرد عليها شيخ الإسلام وذكر أنها ولوازما غير ضرورية وذلك بقوله:

" وكذلك سائر لوازم هذا القول: مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك "

فكيف يقال أن الكلام على إثبات أن الله جسم وأن هذا نص في ذلك وأن القضية الضرورية المذكورة في كلام ابن تيمية هي كون الله جسم؟؟؟!!! سبحانك هذا بهتان عظيم

أضف إلى ذلك أن قول ابن تيمية رحمه الله:

" مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... " ليس من قوله في معرض رده على الرازي أصلا!

وإنما هو منقول من الفتاوى لمعالجة سقط النسخة التي اعتمد عليها الأستاذ اتضح الأمر وظهر بالرجوع إلى السياق أن قوله "أن هذه القضية " هي قضية (المباينة وعلو الله على خلقه) التي يسميها الأستاذ "جهة" وليست قضية (أن الله جسم)!

وهذا المقطع من كلامه رحمه الله مسبوق بقول محقق الكتاب: (وقال)

يعني ابن تيمية، وهذا يعني أن هنا سقط، وأن هذا منقول عنه من موضع آخر وهو الجزء الخامس صفحة 271 من مجموع الفتاوى، والأستاذ طبعا لم ينقل هذه الكلمة ليوهم أن السياق هو في الرد على الرازي وليس ثمة سقط، فهي تعني بالضرورة أن هذا النص منقول من موضع آخر ..

ومع أن لأستاذ يعرف هذا جيدا،فأنظر لقول الأستاذ:

((ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي))!!!!

فليس ثمة نص بأن الله جسم ولا حتى نص بان الله متحيز ذو أبعاد بل تدليس وكذب وتلاعب.

منقول

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=312704

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير