تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالت المثبتة إنما أثبته هؤلاء المتفلسفة من موجودات ممكنة ليست أجساما ولا أعراضا قائمة بالأجسام كالعقل والنفس والهيولى والصورة التي يدعون أنها جواهر عقلية موجودة خارج الذهن ليست أجساما ولا أعرضا لأجسام فإن أئمة أهل النظر يقولون إن فسادها هذا معلوم بالضرورة كما ذكر ذلك أبو المعالي الجويني وأمثاله من أئمة النظر والكلام)

فهؤلاء يمنعون وجود موجود لا مباين ولا محايث أي لا داخل ولا خارج ويردون على الفلاسفة هذا القول بينما يسلم لهم الرازي والشهرستاني والامدي ..

فيقول ابن تيمية رحمه الله:

(ومن لم يهتد لهذا كالشهرستاني والرازي والآمدي ونحوهم فهم ناظروا الفلاسفة مناظرة ضعيفة ولم يثبتوا فساد أصولهم كما بين ذلك أئمة النظر الذين هم أجل منهم وسلم هؤلاء الفلاسفة مقدمات باطلة استزلوهم بها عن أشياء من الحق بخلاف أئمة أهل النظر كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي وأبي الحسين البصري وأبي عبدالله بن الهيصم الكرامي وأبي الوفاء علي بن عقيل ومن قبل هؤلاء مثل أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم وأبي الحسين الأشعري والحسن بن يحيى النوبختي ومن قبل هؤلاء كأبي عبدالله محمد بن كرام وابن كلاب وجعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وأبي إسحاق النظام وأبي الهذيل العلاف وعمرو بن بحر الجاحظ وهشام الجواليقي وهشام بن الحكم وحسين بن محمد النجار وضرار بن عمرو الكوفي وأبي عيسى محمد بن عيسى برغوث وحفص الفرد وغير هؤلاء ممن لا يحصيهم إلا الله من أئمة أهل النظر والكلام فإن مناظرة هؤلاء للمتفلسفة خير من مناظرة أولئك ... )

وهؤلاء هم المتكلمون وأهل النظر الذين ذكر منهم ابن تيمية طوائف النظار الأتي ذكرهم ...

ثم قال رحمه الله:

(وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة) فهذا إبطال لحجة الرازي في وجود موجود لا مباين ولا محايث وسيأتي تفسر هذه المصطلحات

ثم قال رحمه الله:

(بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث)

فهذه هي أصل المسالة التي يدور حولها الكلام والذي يحاول الأستاذ فودة أن يستل منها ما يزعمه نصوصا ...

وهي مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث وما يلزم من ذلك على مذهب النفاة ولقد سبق بيان معنى المباين والمحايث في التعليق على النص الأول.

وقول ابن تيمية " وطوائف من النظار " يقصد بهم بعض من ذكرهم كبعض منظري الكرامية ....

- وقولهم: "ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم " بناءا على قولهم من أن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات وهذه المعاني صحيحة من جهة نسبتها لله جل وعلا فهي واجبة له سبحانه بالاتفاق ولكنهم لما اصطلحوا على انها من معاني الجسم أو أن الجسم يتضمن هذه المعاني وصفوا الله سبحانه بأنه جسم وقالوا هو جسم لا كالأجسام كما أنه موجود لا كالموجودات وشيء لا كالأشياء وموصوف لا كالموصوفات، ومن هنا كان حصر الموجودات بالجسم أو ما يقوم بالجسم من الصفات والأعراض هو قول هذهالطائفة من أهل الكلام، فانحصارا لموجودات بالمباين والمحايث عند من ينفي أن الله جسم هو كانحصاره بالجسم والقائم بالجسم عند من يثبت ان الله جسم والخلاف بينهما لفظي بناءا على اصطلاحهم السابق على معنى الجسم ...

وهذه المسالة هي مدخل الاستاذ فودة فيالتلبيس على أتباعه والافتراء على ابن تيمية رحمه الله كما سيأتي

- وقوله إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي فيه استبعاد قصد المعنى اللغوي عند هؤلاء النظار حيث أن المعنى اللغوي للجسم هو الجسد والجسمان والبدن وهذا لا يقولون به، واستبعاده هنا دليل على عدم قصده ضرورة.

أما المعنى الاصطلاحي للجسم فمختلف فيه بين أهل الكلام فمن سبق ذكرهم من طوائف النظار الذين يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الحامل للصفات - وهؤلاء يجتهد الأشاعرة في التحقير منهم وعدم اعتبار قولهم قولا معتبرا في تفسير الجسم رغم أن المسألة لديهم مجرد إصطلاح كما هي عند الاشاعرة وبقية أهل الكلام لا يستندون في اصطلاحهم إلى لغة العرب أو ألفاظ الشريعة -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير