تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكل هذه المعاني الفطرية الضرورية هو ماذكر اب تيمية أن فطر العامة عليها مستقرة إلا أن إطلاق لفظ الجسم لا يدل على هذ المعاني من جهة اللغة ولا من جهة الشرع ولذلك قد نبه ابن تيمية على تبديع إطلاقه واستعماله وعدم دلالته على هذه المعاني ...

قال رحمه الله 6/ 547 من المجموع:

( .... فيقال له الكلام في وصف الله بالجسم نفيا وإثباتا بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس بجسم كما لم يقولوا أن الله جسم بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعا كثيرا فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب جسما من جنس المخلوقات فهو من أعظم المبتدعة ضلالا دع من يقول منهم أنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقولة عنهم وإن أراد نفي ما ثبت بالنصوص وحقيقة العقل أيضا مما وصف الله ورسوله منه وله فهذا حق وإن سمي ذلك تجسيما أو قيل إن هذه الصفات لا تكون إلا لجسم فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة هو حق وإذا لزم من ذلك أن يكون هو الذي يعنيه بعض المتكلمين بلفظ الجسم فلازم الحق حق كيف والمثبتة تقول إن ثبوت هذا معلوم بضرورة العقل ونظره وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ما جاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه عن الألفاظ المبتدعة المجملة وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه وأما قوله نقلنا الكلام معه إلى إبطال التجسيم فقد ذكرنا أدلة النافين والمثبتين مستوفاة في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وتبين لكل من له أدنى فهم أن ما ذكره هؤلاء من أدلة النفي كلها حجج داحضة وأن جانب المثبتة أقوى)

وخلاصة القول أن الأستاذ فودة يصور كذبا وتدليسا على القارئ أن القضية الأساسية التي عليها محور الكلام هي قضية " أن الله جسم " وان ابن تيمية يقول بأن هذا مستقر في فطر العامة وأن هذا ما عليه الأئمة الكبار ...

- والحقيقة عند التأمل في النص المذكور والنظر في سياقه الذي قطعه الأستاذ تقطيعا وحشاه حشوا يجد أن القضية التي عليها أصل الكلام هي قضية المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما وعلو الله على خلقه،وأنه ليس ثمة موجود إلا الخالق والمخلوق وكلاهما متميز عن الاخر مباين له غير محايث له ...

أما الخالق فهو عال على خلقه مستو على عرشه سبحانه تتوجه اليه القلوب وترفع اليه الايادي بالدعاء فطرة الله التي فطر الناس عليها إقرارا منهم لعلو المطلق سبحانه وتعالى.

- ولكن الرازي والنفاة المعطلة -ومنهم الأستاذ فودة- يجعلون إثبات هذه المعاني لازم للقول بالتجسيم لا محالة!

وليتهم يصرحون بان اتهامهم لشيخ الإسلام وأهل السنة والأئمة هو اتهام لهم بناء على لازم أقوالهم لان من المعلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب.ولكن الأستاذ وشيعته لما علموا أن هذا لا يلزم ابن تيمية لانه لم يلتم هذه اللوازم بل نفاها وبين عدم تلازمها لاثبات الصفات ووضح هذا بالحجج الشرعية والعقلية لجئوا إلى الكذب الصراح فجعلوا هذه اللوازم الباطلة أصلا والتي لا تلزم قول قائلها أصلا فضلا أن يلتزمها هي نفس القول بإثبات الصفات لله جل وعلا وأجازوا لانفسهم أن ينسبوا لكل من يثبت صفات الباري سبحانه وتعالى على مقتضى ظواهر النصوص أنه قائل بالتجسيم صراحة وهذا ما يقصدونه بزعمهم أن ثمة نصوص صريحة وعند التحقيق يتبين أنه كذب وادعاء لا شيء غير ذلك والله المستعان

ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 05:31 م]ـ

- ومما هو لصيق بهذا النص أن يقال بإن الأستاذ فودة قد وقع في الكذب الصريح على شيخ الاسلام رحمه الله حيث قال في صـ 30 من كتابه الكاشف أن ابن تيمية قال في التأسيس 1/ 9: (ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)!!!

- ولكن الله سبحانه وتعالى أو قعه في شراك نفسه بنفسه ليوقف القارئ على سوء طويته وكذبه فأتي بهذا النص منسوبا إلى قائله على لسان ابن تيمية حيث نقل عن ابن تيمية قوله:

((وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)).

فتبين كذبه الصريح في أول كتابه المشئوم فبئس شيمة العبد الكذب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير