ولما حوقق في ذلك ووجه وأحرج من القريب والبعيد تبجح وزعم بأن ابن تيمية له من النصوص الكثيرة ما في هذا المعنى وزيادة وأن نسبة هذا القول له لا بأس به وهو كنسبته للإمام أحمد مع الفارق!!!
واخرج ملفا ملونا ومكبرا ومتراقصا يظن أنه يستر به سوءته التي كشفها بنفسه ولكن هيهات،،فمن له أدنى عقل لا يشك أن إيراد الكلام ونسبته لابن تيمية بهذه الصورة الفاضحة ليس له وجه إلا الكذب والافتراء وما يحمله من سوء النية وخبث الطوية. ولا أدري كيف يقنع أتباعه بهذا الهراء؟!
فمهما كان لابن تيمية من عبارات تحمل هذا المعنى أو غيره فهل هذا مسوغ لك يا أستاذ فودة أن تكذب عليه وتنسب اليه ما يحكيه صراحة ولفظا عن غيره؟!
ثم تستحل هذا الكذب بهذه الحجة الممجوجة!
علما بأن هذا الملف الملون الجميل الذي أخرجه ليستر سوءته مملوء هو الاخر بالكذب والتدليس ككتابه الكاشف، حيث زعم أنه اصطلاح المتكلمين وأهل النظر في معنى الجسم واحد وأنهم جميعا يصطلحون على أنه هو ذو الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وهذا من الكذب مرة أخرى والتلبيس على من لا يعلم حقائق هذه المسائل ويطلع على أقوال أهل المقالات.
فإن أهل الكلام ليسوا على اصطلاح واحد ويكفي في إثبات ذلك الاطلاع على ما ذكره الاشعري في المقالات وما ذكره الايجي في المواقف ولنا ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في ذكر طوائف النظار من أهل الكلام الذين قالوا إن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف المشار اليه، فهؤلاء قسيم من يفسر الجسم بما ذكره الأستاذ فودة من أهل الكلام وهم مع ذلك طوائف كثيرة متنازعة ...
فإذا ذكر قول هؤلاء النظار فلابد أن يستحضر أنهم مخالفون لاهل الكلام في الاصطلاح على معنى الجسم وأنهم إنما يفسرونه بمعان صحيحة فطرية وضرورية رغم اعتراض ابن تيمية عليهم في دلالة هذا اللفظ على هذه المعاني وعلى جواز إطلاق هذا اللفظ على الله سبحانه في غيرما موضع من كتبه، ولكن في الجملة فهم طائفة من طوائف أهل الكلام اصطلحوا على معان للفظ اصطلح غيرهم على خلافه ...
فإذا تبين ذلك تبين معه تدليس الأستاذ فودة على أتباعه حيث أوهمهم أن تعريف الجسم بالمركب المتحيز ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع هو ما يقصده طوائف النظار الذين نقل عنهم ابن تيمية بقولهم بأن ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم،وعليه فيكون معنى الكلام أنه ليس موجود إلا المركب ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وما يقوم به من الأعراض والصفات!
وهذا كما سبق كذب وتدليس يضاف إلى رصيد الأستاذ فودة ..
- والصحيح الذي لاشك فيه أن قولهم الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف –وإن قلنا ببطلانه كما نقول ببطلان اصطلاح غيرهم - وحصرهم الموجود بعد ذلك في الجسم أو ما يقوم به من الصفات والأعراض هو بمعنى أن الموجود ينقسم إلى ماله ذات وقائم بنفسه وما ليس له ذات وقائم بغيره أو إلى المباين والمحايث عند من لا يفسر الجسم بهذا المعنى وهذا هو المعني بالقول أن العامة قد فطرت عليه وقال به الأئمة الكبار كأحمد وعبد العزيز المكي وغيرهم في مناظراتهم للجهمية ومن له أدنى فهم ولديه بقية إنصاف ليعلم ذلك بالتأمل البسيط في قول شيخ الاسلام: (وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
فقوله: (بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث .. )
يوضح كما سبق الإشارة إليه أن كلام الائمة الكبار كأحمد وغيره هو في محتوى هذه العبارة: (بينوا ... ) ليس على أن الله جسم بل على المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما، بل إذا سلمنا جدلا أن الكلام على انحصار الموجودات في الجسم والقائم بالجسم فإن هذا يكون على اصطلاح النظار الذين قالوا بأن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات لا على اصطلاح المتكلمين الآخرين الذين يفسرونها بالمركب المتحيز الذي له ثلاثة أبعاد الطول والعرض والارتفاع كما يزعم الاستاذ فودة تلبيسا وادعاءا ... والله حسبه وهو المستعان
ـ[أبوصخر]ــــــــ[13 - 10 - 08, 09:25 م]ـ
¥