تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 08:00 م]ـ

النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام.

نرى في هذا العنوان شيئا من التنزل والتدرج من الأستاذ عن القول بتصريح ابن تيمية بأن الله جسم إلى القول بما يقتضي أن يكون الله جسما.فالاستاذ فيما يبدوا قد تنازل عن شرطه للقارئ بأنه سيورد له نصوصا صريحة وليست لوازم ومقتضيات يستطيع القارئ نفسه أن يقول للأستاذ هي لا تلزمه لانه لا يسلم لكم بهذا التلازم وإن لزمته فهو لم يلتزمها فعلى الحالين فلا يصح أن تنسب اليه ولكن على كل حال فإن القارئ إن لم يقنع بما سماه الاستاذ فودة نصوصا لما ظهر له أنها ليست نصوصا ولا حتى لوازم صحيحة فكيف له أن يقنع بما يقر أنه ليس نصوصا بل مقتضى ولازم؟

- فإذا كان ما أورده الأستاذ فيما سبق مما يسميه نصوصا واضحة وصريحة قد علم حاله مع أنها من جهة ترتيب الأدلة من المفترض أن تكون هي الأقوى دلالة فكيف بما يقر الأستاذ فيه بأنه ليس تصريحا بل مقتضى الكلام ولازمه؟!

لا شك أنه سيكون الأضعف من نوعه وسيبذل الأستاذ فودة جهدا أكثر مما سبق حتى يوقف القارئ على محل الشاهد!.

ولنرجع إلى الأستاذ حيث نقل عن ابن تيمية قوله:

(فيقال إن أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء والأبعاض وأطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض وينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله هم مصرحون وإن أردت إطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم لا سيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية ومن الأشعرية بإثبات لفظ الجسم فهذا مأثور عن الصحابة والتابعين والحنبلية وغيرهم متنازعون في إطلاق هذا اللفظ كما سنذكره إن شاء الله وليس للحنبلية في هذا اختصاص ليس لهم قول في النفي والإثبات إلا وهو وما أبلغ منه موجود في عامة الطوائف وغيرهم إذ هم لكثرة الاعتناء بالسنة والحديث والاءتمام بمن كان بالسنة أعلم وأبعد عن الأقوال المتطرفة في النفي والإثبات وإن كان في أقوال بعضهم غلط في النفي والإثبات فهو أقرب من الغلط الموجود في الطرفين في سائر الطوائف الذين هم دونهم في العلم بالسنة والاتباع

وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض أو أنهم وصوفه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض ومتجزئ وإن لم يقولوا هو جسم فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)

وكالعادة فقد قطع الاستاذ فودة هذا النص الذي سقناه مكتملا هنا تقطيعا وحشاه حشوا ثم علق عليه وقال:

(فانظر في هذا الكلام الشنيع كيف ينسب القول بأن الله جسم إلى جماهير أهل الإسلام، بل وسائر الملل وسلف الأمة وأئمتها، فمن من السلف قال بهذا إلا المجسمة،وهل المجسمة هم سلف الأمة المباركة فتعست إذن أمة سلفها وقدوتها هم أرذل الطوائف وأضيقهم عقولا وأقبحهم مذهبا)

وأنا أقول للأستاذ إن التلاعب بالألفاظ لا يليق بمن يدعي التحقيق والإنصاف وهل نسيت يا أستاذ عنوان نصك الذي صدرت به هذا النقل؟!

الم تقل يا أستاذ فودة: (النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام)

فكونه يقتضى يعني يلزم منه ... ، ثم تأتي في تعليقك لتقلب هذا اللازم حقيقة وتقول (كيف ينسب القول أن الله جسم إلى .. ) فما تعد هذا؟ تناقض أم تلاعب؟

أما القارئ الكريم فإنه بالضرورة سيقرأ قول ابن تيمية قوله:

(وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد ..... فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)

وسيعلم أن قوله (وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض .. ) أنه من إلإلزامات التي يلزمه بها الخصم والتي لا يسلم بها ابن تيمية حيث أنها لا تلزم القول بإثبات الصفات على ما يليق بالله جل وعلا فضلا أن نقول يلتزمها ابن تيمية أو لا يلتزمها .....

فالتلاعب واضح وجلي يا أستاذ فودة والقارئ لن يحتاج غلى كبير جهد لكشفة، وكان يتمنى لك القارئ الكريم أن تربأ بنفسك عن هذا الأسلوب الذي يشعره بأنك تسخر من عقله الذي لا تفتأ بأن يصفه بأنه فطن!!

-وتلاعب الأستاذ بالألفاظ في هذا الموضع وفي الكثير من المواضع الأخرى هو على هذالصورة ويكمن في أنه ينسب إلى القائل لازم قوله الذي يزعم أنه يلزمه وكأنه قال به وسلم له بهذا الازم أو التزمه ويجعله من نفس قوله فإثبات الصفات الخبرية التي جاءت في الكتاب والسنة وإجماع السلف كاليد والوجه وغيرها يسميها الرازي أجزاءا وأعضاءا ويلزم المثبت لها من الحنابلة بأنه مجسم لان إثبات هذه الأجزاء والابعاض والأعضاء مستلزم لكون الله سبحانه جسما - على حد زعمه -، فيرد ابن تيمية أن إثبات الصفات الخبرية من اليد والوجه وغيرها مما جاء به الكتاب والسنة غير مختص بالحنابلة بل جماهير أهل الإسلام يثبتون ذلك ...

فيأتي الأستاذ فودة فيلبس الأمر ويجعل لازم إثبات الصفات هو نفس قول المثبت ثم يشنع عليه ويقول انظروا لابن تيمية إنه يثبت أن لله ابعاضا واجزاءا وأن الله جسم وينسب ذلك إلى جماهير أهل الإسلام!

ويختم الأستاذ بقوله:

(فالحاصل أن ابن تيمية،يعتقد أن كون الله جسما هو ما اتفق عليه سلف الأمة والصحابة وهو قول أكابر العلماء من المسلمين. فتأمل وتعجب.)

والحقيقة أننا حينما نتأمل في كلام شيخ الإسلام رحمه الله لا نعجب إلا من تحايل الأستاذ وتلاعبه المكشوف والذي يجعل القارئ بعد ذلك على حذر شديد وريبه في تصديق كلامه ..

- والفت الانتباه أن التعليق متعلق غالبا بالنصوص التي يوردها الاستاذ فودة كأدلة على تجسيم شيخ الاسلام رحمه الله وليس متعلقا بما يورده في ثنايا ذلك من الأكاذيب والافتراءات والوان التلاعب التي لا تكاد تحصى من كثرتها لان هذا لا يمكن جمعه في مثل هذا المختصر البسيط.

والله الموفق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير