تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:52 ص]ـ

النص الخامس: كون الله جسما هو الأقرب للفطرة والعقول.

من الطبيعي أن القارئ قد يأس من الأستاذ بعد ما مر من النصوص والتي لم ير فيها نصا صريحا لابن تيمية يقرر فيه أن الله جسم مجسم،كما صور له الأستاذ فودة ذلك في مقدمة مسألته على صورة سؤال وجواب:

هل الله جسم؟ الجواب كان من ابن تيمية: نعم!

فلما لم يجد في كل ما مر نصا صريحا وقد أحس الأستاذ بخيبة أمل كبيرة لشعوره بأن القارئ له قد فقد الثقة في نقوله ونصوصه، لذا أخذ الأستاذ يشد من أزر القارئ بأنه في هذا النص الشنيع سيجد مبتغاه وسيحقق أمنيته، فيقول مخاطبا القارئ الذي قارب على الملل:

(اعلم أيها القارئ "الفطن" أن "النصوص" السابقة وإن كانت شنيعة و"مصرحة! " بأن الله جسم مجسم إلا أن هذا النص الذي " سنتلوه"! عليك الآن قد فاقها في الشناعة والقبح!!)

وهكذا يهيئ القارئ نفسه ربما للاستماع هذه المرة لأنه ربما فهم من قول الاستاذ "سنتلوه " أن الأستاذ سيتلوه على مسامعه مباشرة، في محاولة منه في مغازلته بعد أن كاد أن يفض يده من الأستاذ ووعوده الكثيرة بأنه سيأتي بالنصوص والتي لم يجد إلى الآن شيئا منها ...

ثم ينقل الأستاذ عن ابن تيمية قوله:

(الوجه السبعون أن جميع الناس من المثبتة والنفاة متفقون على أن هذه المعاني التي حكيناها عن خصمك هي التي تظهر للجمهور ويفهمونها من هذه النصوص من غير إنكار منهم لها ولا قصور في خيالهم ووهمهم عنها والنفاة المعتقدون انتفاء هذه الصفاة العينية لم يعتقدوا انتفاءها لكونها مردودة في التخيل والتوهم ولكن اعتقدوا أن العين التي تكون كذلك هو جسم واعتقدوا أن الباري ليس بجسم فنفوا ذلك

ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة

ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول)

وكما اعتاد القارئ ألا يرى النقل عن ابن تيمية كاملا كما ننقله هنا بل لابد من تمزيقه وتفكيكه ومحاولة إعداده للتوجيه،وكما ذكرنا سابقا أن من علامات " وضوح " "النص" " وصراحته " وقوة دلالته إن الاستاذ فودة يطيل في مقدماته وتفسيراته وشروحاته قبل لانص وفي أثناءه وبعده ويكثر من تقطيعه وتفكيكه حرصا منه على ألا يفلت المعنى الذي يريد أن يوصله اليه من القارئ!!!

وهذا ما نجده في هذا النص فقد بذل الاستاذ فودة جهدا كبيرا في إيصل الفكرة للقارئ.

- وخلاصة الأمر في هذا النص وغيره من النصوص أن الأستاذ يتلاعب بحيل مكشوفه لا تخفى على فطن له اطلاع على كلام شيخ الاسلام رحمه الله، ومن يطلع على هذا لمبحث يقف على قدر لا بأس به من هذه الحيل ....

فهنا مثلا يستعمل حيلة تبديل الكلمات بعضها بعض ويسميها بغير اسمها وكأنها مترادفات وهي في الحقيقة الزامات الخصم فينقدح في ذهن القارئ المعنى الذي يريده في كلام خصمه فمثلا:

يقول عن ابن تيمية:

"فهو يدعي في هذا الوجه أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر إلى أذهان جمهور الناس "

فهل قال هذا ابن تيمية حقا بهذه الألفاظ؟

الجواب: لا قطعا.

فلماذا إذن يكذب عليه وينسب اليه أنه في هذا الوجه (الوجه السبعون) يدعي أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر على أذهان الجمهور؟

الجواب لانه يبدل الكلمات والالفاظ التي يقولبها شيخ الاسلام بكلمات الخصم وهو الرازي.

فالجهة هي العلو أو الاستواء على العرش،فغذا تكلم ابن تيمية بصفة العلو والاستواء على العرش قال فودة ابن تيمية يثبت الجهة ويقول الجهة

أما الجسمية فهي لازم إثبات ذلك لانه على زعمه لايكون في جهة إلا الجسم فإذا أثبت العلو فقد قال بالجهة وقال بالتجسيم!!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير