تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما التركيب فهو إثبات صفات الله سبحانه وتعالى مثل اليد والوجه وغيرها من الصفات ...

فابن تيمية رحمه الله في الحقيقة يثبت صفة العلو والاستواء وصفة اليد والوجه وغيرها مما جاءت به النصوص الشرعية ولم يثبت ما يقوله الاستاذ فودة من الجوارح والاعضاء والاجزاء ولكن الاستاذ يعبر عن الفاظ ابن تيمية بتلك المصطلحات وكأنها مترادفات وتلك من حيله المكشوفة.

حتى يظن القارئ الفطن أن هذه متردفات وأن ابن تيمية إنما يثبت هذه الصفات على الوجه التي تكون أعضاءا واجزاءا وتركيبا،وكل هذا من ادعاءات الخصم والزاماته التي لا تلزم ..

- وتجد مصداق ذلك في الوجه التاسع والستون: حيث نقل عن الرازي قوله:

(فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال)

فهو لا ينسب اليهم إثبات هذه الصفات على الوجه الذي أثبتوه ولكن ينسبه اليهم على ما يلزمهم هو به من الفاظ ومصطلحات لا يقر بها ابن تيمية ولا من ينقل قولهم من المثبتين لها فأين ذهب الانصاف يا استاذ فودة؟!

وهذه الحيلة المكشوفة قد ملأ بها كاشفة المزعوم ونحن نكشفها أيضا ليكون الكاشف مكشوفا على كاشفه!

- والأستاذ فودة مقهور مغتاظ من كثرة وجوه الرد من ابن تيمية رحمه الله على شيخه الرازي،حتى وصل إلى السبعين فلم يستطع أن يخفي قهره وغيظه فنفث عن نفسه بقوله أن جميع هذه الوجوه باطلة وان هذا كله كلام فارغ تافه وتكرار ساذج لا قيمة له وحيلة من حي ابن تيمية ليقنع أتباعه أن وجوه الرد الكثيرة تدل علمه وتبحره ونحن نقدر حالة الأستاذ فودة ونفسيته ولا نرد على هذا الكلام حيث أنه مجرد تنفيث عن قهره.

- إذا علم ذلك علم ما يقوم به من افتراءات متكرره لا يمكن حصرها في مثل هذا المختصر وإنما هذا نموذج فقط ليعلم به حيلته في صياغة العبارات التي توهم بأن ابن تيمية يقول بألفاظها وما هي إلا من حيل الأستاذ في تبديل الكلم عن مواضعه.

-وقد سبق القول بأن الذين فسروا الجسم بالقائم بنفسه والموجود وما يشار إليه وقالوا إن الله جسم لا كالأجسام هم طائفة من نظار أهل الكلام وهؤلاء الخلاف معهم في مجرد إطلاق لفظ الجسم على الله وفي دلالة لفظ الجسم على هذا المعاني، أما المعاني ذاتها التي يثبتونها فهي صحيحة لا يخالف فيها أحد لا النفاة ولا المثبتون، وهؤلاء ليسوا مجسمة على الحقيقة وإن كانوا مبتدعة لا شك في ذلك على الأقل عند أئمة العلماء الذين صدر بهم الأستاذ كتابه في تحرير معنى التجسيم وحكم المجسمة ...

-فقد قال ابن حزم الذي يسميه الأستاذ إمام من أئمة الأمة ومن أعلام المسلمين:

((من قال إن الله تعالى جسم لا كالأجسام فليس مشبها ولكنه ألحد في أسماء الله تعالى إذ سماه عز و جل بما لم يسم به نفسه))

ولا أدري هل وقف الأستاذ فودة صاحب الاطلاع الواسع على كتب الخصوم على كلام ابن حزم الإمام في الاشاعرة ووصفه لهم بالجهل والتناقض والكفر الصريح ورده عليهم في عامة مسائلهم؟! أم أنه إمام فقط على المجسمة؟!

وقد سبق التفريق بين هؤلاء وبين الذين يثبتون الجسمية لله تعالى بالمعنى اللغوي أو الاصطلاحي المتضمن له وهؤلاء هم المجسمة الحقيقيون المشبهين الله سبحانه بخلقه

أما الصنف الأول فإن هذه المعاني التي أثبتوها للفظ الجسم صحيحة لا إشكال فيها بل متفق على ثبوتها له سبحانه من الجميع، والنزاع معهم بخصوص هذا الأمر هو في دلالة لفظ الجسم على هذه المعاني وفي صحة إطلاق لفظ الجسم على الله وقد سبق تفصيل ذلك في مقدمة البحث

- أما ما يحكيه ابن تيمية عن هؤلاء بقوله: (وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير