ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:45 م]ـ
النص التاسع: الله جسم وفي جهة
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله في نفس الموضع المشار اليه سابقا:
(الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم)
ثم علق:
(وهذا نص صريح وواضح في إثبات أن الله تعالى جسم وأنه تعالى في جهة)
هكذا يدعي الأستاذ فودة وما أكثر دعاويه!
هذا النقل هو أحد الوجوه التي أوردها ابن تيمية في الرد على الرازي وقد سبقت الإشارة إلى معناه في سياق باقي الوجوه وما يقال فيه هو ما قد قيل في سابقيه:
ويقال أيضا:ليس في النص ما يدل على التصريح بأن الله جسم.
لان الكلام أصلا يحكيه ابن تيمية على لسان المثبتين وقد جاء على سبيل الإلزام للخصم وبما يتناسب مع تقريره في معنى الجسم وهذا واضح في قوله:
(إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم)
وذلك لأنه يحتج على الرازي بضرورية المقدمات ويقول إن كانت هذه المقدمات الضرورية تستلزم أن الله في جهة من العالم وبائنا منه وأنه تعالى جسم فيكون لازم الضروري ضروري ولازم الحق حق لأنه مبني على مقدمات ضرورية، وهو يعلم بأن الرازي لا يسلم بأن هذه المقدمات ضرورية، بل يصفها بأنها من حكم الوهم والخيال ولكنها المناظرة والمجادلة التي تفرض مثل هذه
الالزامات، ولا يصح في مثل هذا الحوار أن يجتزئ تصريح لأحد المتحاورين وينسب إليه على أنه من تقريره، هذا إن كان ثمة تصريح أصلا!
فقول الأستاذ فودة هذا تصريح واضح ليس واضحا بل هو مجرد تقول وتدليس ..
والله الموفق
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:02 م]ـ
النص العاشر:
لم يذم أحد من السلف بأنه مجسم ولا ذم المجسمة، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وان صفاته أجساما وأعراضا.
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله:
(الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة)
وقوله: (ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام قالوا وهذا مما لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك لكن أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال)
وعلق الأستاذ فودة بقوله: (تأمل هذا الأسلوب المراوغ، فهو يدعي أن هذه الألفاظ لم ينفها السلف ولم يثبتوها بل لم يتكلموا فيها نفيا وإثباتا)
ونقول للأستاذ كلام ابن تيمية صحيح فهل أثبت أنت خلافه؟!
فإن لم تثبت خلافه فأنت الدعي المراوغ لا هو.
وقولك: (ومع ذلك فقد أثبتنا نحن أن ابن تيمية بثبت الجسمية والتحيز ومعنى العرضية على الله وكما سيمر بك في هذا الكتاب)
أقول
- أنت في الحقيقة لم تثبت شيئا بل ادعيت دعاوى عريضة بينا بطلانها وما فيها من تحايل وتدليس وتلاعب بالألفاظ ..
وقول الأستاذ فودة عن المجسمة:
(ولهذا لم يلتفت إليهم السلف ولم يعبئوا بهم ولم يشغلوا أنفسهم بالرد عليهم لظهور فساد أرائهم وبطلان قولهم ... أما اشتغال السلف والعلماء المتقدمين بالرد على الجهمية فلأن آراء هؤلاء هي التي تستحق الرد لأنها فيها قرب كبير من الحقيقة والأصول الصحيحة! فلذلك نبه السلف على بطلانها)
¥