تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهنا أتعرض لتفصيل الكلام نوعا ما عن القسم الثاني من أهل الإثبات حيث أن كلام ابن تيمية رحمه الله في الغالب يكونوا هم المقصودين به لا سيما في مقابلة اقوال أهل البدع بعضها ببعض على وفق ما سبق ذكره من طريقة المناظرة.

فاقول:

متكلمة أهل الإثبات ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول:

طوائف ممن ينفون الجسمية عن الله سبحانه وتعالى ومع ذلك هم يثبتون الصفات وينفون لوازم هذا الإثبات الذي يزعمه النفاه من أن الإثبات يلزم منه التجسيم فها هم ينفون الجسمية ويثبتون الصفات! وهؤلاء هم اطوائف من النظار المتكلمين من الكرامية والكلابية والاشاعرة وغيرهم.

القسم الثاني:

طوائف ممن يثبتون الجسمية لله سبحانه وتعالى وينقسم هؤلاء أيضا إلى قسمين:

الأول:

طائفة المجسمة الغلاة الذين يفسرون الجسم باصطلاح النفاة ويلتزمون لوازمهم - الذي يريد الأستاذ بحيله أن يلصقه بابن تيمية رحمه الله - ويدعون انه لا يتصور جسم إلا ذلك فيصفونه بما توصف به سائر الأجسام فيقولون ما يحكى عنهم من الأقوال الشنيعة وهؤلاء متفق على ضلالهم وبطلان أقوالهم.

الثاني:

طائفة من نظار أهل الكلام وعلماءهم يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الموصوف بالصفات ويقولون الجسم هو ما له ذات والقابل للصفات والله سبحانه وتعالى قائم بنفسه موصوف بالصفات فهو جسم ولكنه غير مماثل للأجسام فهو جسم لا كالأجسام ويبطلون أقوال النفاة في اصطلاحهم على لفظ الجسم بالمنقسم والمركب والمتحيز ويبطلون أدلتهم على حدوث جميع الأجسام ويبطلون أقوالهم في غير ذلك من المسائل بالحجج العقلية والأدلة الكلامية.

- فهؤلاء مع القسم الأول ممن ينفي الجسمية ويثبت الصفات هم من يعارض بهم وبأقوالهم ابن تيمية رحمه الله أقوال النفاة وحججهم.

- فتارة يعارض أقوالهم بأقوال أمثالهم ممن ينفي الجسمية ويثبت هذه الصفات.طعنا فيما جعلوه لوازم الإثبات فيقول لهم هؤلاء اثبتوا الصفات ولم يقولوا بهذا اللوازم فإما أن هذه الوازم لاتلزم أصلا وإما أنكم متعارضون مختلفون في معنى الجسمية الذي تنفونه جميعا.

- وتارة يعارض أقوالهم بأقوال من يثبت الجسمية على المعنى الذي ذكروه ويقابل بحججهم حجج هؤلاء النفاة في مثل مسائل الحدوث والمباينة وانحصار المجودات إلى غير ذلك.

فيأتي الأستاذ فودة المتذاكي فيجعل كل هؤلاء طائفة واحدة وينعتهم بالمجسمة إما جهلا بتفصيل ذلك أو تلبيسا منه وكذبا على ابن تيمية.

واليكم بعض النصوص التي تعرض فيها ابن تيمة لذكر أهل الإثبات على نحو ما ذكرت:

قال رحمه الله:

((ولا ريب أن المثبتين لهذه الصفات أربعة أصناف:

1 - صنف يثبتونها وينفون التجسيم والتركيب والتبعيض مطلقا كما هي طريق الكلابية والأشعرية وطائفة من الكرامية كابن الهيصم وغيره وهو قول طوائف من الحنبلية والمالكية والشافعية والحنفية كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل ورزق الله التميمي والشريف أبي علي ابن أبي موسى والقاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الجسن ابن الزاغوني لا حصى كثرة يصرحون بإثبات هذه الصفات وينفي التجسيم والتركيب والتبعيض والتجزئ والانقسام ونحو ذلك وأول من عرف أنه قال هذا القول هو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب ثم اتبعه على ذلك خلائق لا يحصيهم إلا الله.

2 - وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه

3 - وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة لها ويقولون هو جسم لا كالأجسام ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير