[محاججة طائفة الكلابية]
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:04 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه واله ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين اما بعد:
كنا نتجنب نشر محاججات اهل البدع وسرد اقوالهم الفلسفية ودحضها بالمعقول الذي يدّعون احكامه , وذلك امام العامة وضعيفي العقيدة لأن الشبه خطافة, ولكن منذ ان ظهرت القنوات والانترت ووقع هذا الانفتاح الرهيب , حيث اصبح من المستحيل صد الناس عن الاتصال بالآخر وخاصة الشباب الذي نشأ عن فكر متحرر انفتاحي لا يقبل الوصاية والرقابة على فكره ولو من المشايخ , فسقط كثير منهم خاصة انصاف المتعلمين -الكثر في هذه الايام- في شباك اهل الاهواء.
ومما زاد افتناعي بذلك ان منتديات سلفية اصبحت تطرح شبهات الخصوم دون رد محكم قاطع ملزم.
فاصبح من الضروري طرح هذه المسائل , تقديم جرعات كدواء فيه ضرر لدفع مرض اعظم وذلك بقدر دون افراط , والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ندعو كل سني إلى لزوم اهل السنة ومجانبة اهل الاهواء الكلابية والمعتزلة وغيرهم ... وعدم سماع كلامهم في العقائد, اذا آثر السلامة.
وسوف يكون الزامنا منصبا على طائفة الكلابية سوى كانوا اشعرية متكلمة أو ماتوريدية, بسبب كثرة نشاطهم ومنتدياتهم ورسائلهم, وهذا ملاحظ منذ ان اطلق بوش برنامج غزو الفكر السلفي في العالم الاسلامي- بدعوى انه هو الفكر الارهابي -.
ولقد اتبعت منهجا في العرض يعتمد على:
1 - عدم استعمال مصطلحات اهل الكلام الا عند الضرورة
2 - اتباع اسلوب الحوار لشد الانتباه
3 - تبسيط العبارت بقدر الامكان
فنبدأ باسم الله
الجولة الاولى:
السني يهاجم - لتوجيه الحوار نحو ما يريد-: فيقول للكلابي سوى كان متمشعر أو ماتوريدي:
انت تنفي صفات الله الذاتية كالسمع والبصر ولا تثبت منها الا الوجود أو ربما العلم .....
الكلابي يجيب: لا انا اثبت هذه الصفات
هنا يبدأ السني في طرح الاسئلة عليه لاثبات كلامه, وكن انت ايها السني دائما سائلا ولا تكن مجيبا , فهو الزم للخصم وتوجيه له لكي يقع في الالزام- هذه نصيحة من ابن حزم مفيدة جدا في المناضرة-
السني يسأل فيقول له: اذا ما معنى سمع الله عندكم؟
الكلابي يجيب: هو تعلق سمع الله بالمسموع في الازل - وليس لهم اجابة غير ذلك-
فيقول السني: وكذلك العلم بالمسموع عندكم هو تعلق علم الله به في الازل
فما هو الفرق بينهما - لأن باثبات المعنى او اثبات الفرق يتميز كل منهما عن الآخر-؟
فيبهت الكلابي ولا يجد اجابة
فيرفسه السني بقوله: لقد علمنا ان معنى السمع عندكم هو العلم ... وليس صفة غيره
النتيجة:
ومنه تفهم لماذا الاشعرية والماتوريدية حائرين في الفرق بين سمع وبصر الله وعلمه - فهو عندهم شيء واحد مثل المعتزلة لكنهم جبنوا عن التصريح بذلك , حتى لا يصدموا نصوص القرآن المتواترة , الا ان بعض شجعانهم صرحوا برجوع صفتا السمع والبصر إلى العلم-
وعصم الله اهل السنة لأنهم يقولون: سمع الله هو ادراك الله للمسموع له عند وجوده على الكمال, وبصر الله هو ادراك المبصور له عند وجوده على الكمال .. وعلم الله هو ادراك كل شيء قبل وجوده وبعد وجوده وبعد اعدامه على الكمال.
يتبع بالجولة الثانية
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 01:04 م]ـ
الجولة الثانية:
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية تتنقصون علم الله -سبحانه -وتجعلون المخلوق اعلم منه وتدعون التنزيه , فكم اخطأتم في حق ربكم
يجيب الكلابي: لا نحن لا نتقص علم الله
يسأله السني: اذا فكيف هو علم الله عندكم
يجيب الكلابي: نحن نقول ان علم الله غاية الكمال حيث يعلم كل شيء سيحدث قبل خلق الخلق, علما في غاية الاستغراق للجزئيات.
يعقب عليه السني: ونحن نثبت هذا كذلك , ثم
يسأل السني الكلابي: ولكن عندكم , هل الله سبحانه عندما يخلق الخلق يعلم انه حدث الخلق.؟
هنا يبهت الكلابي ولا يستطيع ان يجيب ببنت شفة لأنه:
لو قال نعم: فقد قال بتغير علم الله من سيحدث قبل خلق الخلق إلى حدث عند خلقهم. والتغير في علم الله الاول عند الكلابية يسمى بحلول الحوادث وهو نقص في حق الله عندهم.
ولو قال لا يعلم: فقد تنقص علم الله وقال بقول القلاسقة القائلين بان الرب لا يعلم حدوث الخلق ... كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.
النتيجة:
وهنا تفهم ايها السني ان كل الكلابية عجزوا عن تفسير قوله عز وجل: " وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... " واضرابها من آيات " ليعلم الله ..... "
فانظر تفاسيرهم لها لتجدهم بين محرف ومخرف ومتهرب ومفوض,
وعصم الله اهل السنة حيث اتبعوا مفسري السلف القائلين: " ليعلم الله ان ذلك وقع " وهذا لا ينافي علمه الاول: " انه سيقع ذلك "
مع ملاحضة ان بعض الكلابية ذكر تفسير السلف هذا , وصدره بقيل لغصته في حلوقهم.
والى جولة اخرى
¥