الثاني: أن من يحتفلون بهذا يجعلونه مناسبة لتكريس الفساد الأخلاقي، والانفلات الجنسي.
فأقول لك حفظك الله تعالى وسددك: المشابهة بين ما منعت (عيد الحب) وما أبحت (اليوم الوطني) قوية جدا من وجهين:
الوجه الأول: الوطنية مشروع فكري غربي عقائدي يتعارض مع ديننا، ووضْعُ أيام مخصوصة للوطن أو الاستقلال هي جزء من هذا المشروع، وليست مجرد عادة نقلناها منهم.
الوجه الثاني: أن المنكرات التي أنكرتها مما يُعمل في اليوم الوطني شبيهة بالمنكرات التي حَرَّمتَ عيد الحب لأجلها، وأنت ترى أن احتفال شبابنا وفتياتنا بعيد الحب يشبه تماما احتفالهم باليوم الوطني.
فإن قلت رعاك الله تعالى: قَصَدَ واضعو عيد الحب الفسق أساسا فيه، بينما مظاهر الفسق في اليوم الوطني طارئة.
قلت لك وفقك الله تعالى: من النصارى من جعل يوم الحب للحب العذري الأفلاطوني (البريء) ومنهم من جعله لحب الزوجين، والمحبة بين الزوجين مشروعة بل مطلوبة، فمن شابههم في هذه العادة التي لم يقصدوا الفسق فيها هل تبيحه لهم؟!
رابعا: لو سلمنا بأنه لا دليل البتة على المنع من الاحتفال باليوم الوطني، وقررنا بأنه حلال، فمع ما فيه من مظاهر الفسق التي يفعلها الشباب، والعرضات والأغاني والغلو في الأشخاص أو في الوطن وترابه وأنت ترى تحريم ذلك، أليس صار حلالا يتوصل به إلى حرام في الظن الغالب، بل يقينا.
ومعلوم أن المباح الذي يتوصل به إلى محرم واحد يُمنع منه فكيف إذا كان وسيلة لمحرمات عدة، إنْ مُنع بعضُها لم يمنع بعضها الآخر؛ لأنها من شعائر اليوم الوطني ورسومه.
وبناء على ذلك آمل من فضيلتكم تدبر ذلك، والنظر فيما سيؤول إليه من مفاسد عدة، ووالله ما عهدناك إلا غيورا على حرمات الله تعالى أن تنتهك.
وفقني الله تعالى وإياك للخير، ودلنا على الصواب، وعلمنا ما ينفعنا ورزقنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب، [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ]
أخوك
إبراهيم بن محمد الحقيل (نقلا من موقع لجينيات)
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:30 م]ـ
نص فتوى الشيخ الفاضل عبدالعزيز الفوزان من موقعه الرسمي هنا:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=132&aid=4967
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الناس الخير والهادي إلى سواء السبيل. أما بعد:
فقد سئلت في إحدى القنوات الفضائية عن حكم تخصيص يوم لما يسمى باليوم الوطني للتذكير بنعمة توحيد هذه البلاد المباركة، ووجوب المحافظة على أمنها ومكتسباتها، فأجبت بأن المشهور عن كثير من مشايخنا هو منع ذلك وأمثاله من الأيام التي توافق عليها العالم في عصرنا الحاضر، وإن كان بعضهم متردداً بين تحريمها وكراهتها، وبعضهم يحرم بعضها ويجيز بعضها، وذكرت أنه لا يظهر لي مانع شرعي من تخصيص يوم للوطن كما هو الحال في كل دول العالم، أو يوم للمعلم أو للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو يوم لمكافحة الإيدز أو السرطان أو التدخين أو نحوها من الأيام التي يتنادى لها العالم بدوله وهيئاته العالمية، وتقام لها النشاطات التوعية من برامج إعلامية، وحلقات نقاش ومحاضرات وكتيبات ومطويات ونحوها، من أجل لفت أنظار الناس لهذه القضايا المهمة، والتأكيد على حقوق أصحابها وحفظ مصالحهم، أو للتحذير من أخطار هذه الأمراض وبيان أسبابها وسبل مكافحتها وعلاجها، وذكرت أن هذه المسألة تحتاج إلى مزيد تأمل ودراسة، وتمنيت من مشايخنا الفضلاء في الهيئة الدائمة للإفتاء وغيرها أن يحسموا القول في هذه المسألة، ويبينوا وجه الصواب فيها، بحيث لا يقع الناس في تردد وحرج إما في إقرارها والمشاركة في فعالياتها، وإما في إنكارها والامتناع عن المشاركة فيها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
¥