والعياذ بالله ـ.
وللشيخ هنات وهنات لا يتسع المجال لتناولها، وقد جمعت منها عشرين موبقة في عشرين فصلا، سميتها: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق)؛ محتجا لها بأقوال الشيخ، ناقلا عن خطه في رسائله إلي، التي ناهزن المائة، والتي سطا عليها الدجال عبد الله الكرفطي ـ المدعو: التليدي ـ وضمن أكثر من عشرين من عيونها كتابه (درّ الغمام الرقيق)، ولم يستأذني كما هو مقتضى الأمانة العلمية، بله أن يشكرني عليها، وهي ملكي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وليته اقتصر على هذا، بل أشار إلي في المقدمة، وهددني في ما يدخل في الإرهاب الفكري الصوفي؛ بأنني سألقى جزائي كاملا! وأنا واثق ـ بفضل الله ـ أنه سيجازيني على هدم الهياكل التي لا أساس لها، والجهاد في سبيل الله، بكشف الزيف والباطل، وتعرية الضلال والزندقة وأهلها؛ نصحا لله وديني، والتحذير ممن يقول بإيمان فرعون ـ عدو الله المتربب ـ محادة لله ورسوله، ويرجح قول من يزعم فناء النار، ويدعو إلى الاستغاثة بالمخلوق، والتعلق بالأموات، ودعائهم لتفريج الكربات، والمصيبة العظمى: اعتقاد وحدة الوجود؛ وأن الخلق هو الخالق، وأن ليس إلا ما ترى، وأن من لم يعتقد هذه الوحدة فإن إيمانه مدخول، وأن السماع الصوفي والرقص اليهودي؛ من شعائر التصوف، ولم يزل يمارسه ويدعو إليه إلى وفاته، وما زال إلى الآن في زاوية أبيه بطنجة، وبزاوية ذنبه ووارث (شرِّه): التليدي، كل جمعة، والطعن على عدد من الصحابة، واعتقاد كفرهم، ونفاق أغلب الصحابة ـ كما يعتقد مشايخه الروافض ـ.
وشرح هذا بأدلته وحججه في رسالتي المشار إليها (صحيفة سوابق)، أعان الله على إكمالها.
وبالمناسبة: أسجل هنا لله تعالى وللتاريخ، ودفعا لما أُعيَّر به إلى الآن، من أوباش الطريقة، وأنعام الخليقة، أنني كنت صوفيا درقاويا من تلاميذ الشيخ أبي الفيض، وأني مدحته بقصائد، ورثيته بعد موته بمرثيتين، ألقيت إحداهما على منبر الزاوية بطنجة.
وأنا لا أنكر هذا، مع أنني أعترف بفضل الشيخ علي، وانتفاعي به، إلا أن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ولا يقبلونها: أنني أسلمت لله رب العالمين، وأعلنت توبتي غير مرة من التصوف والزوايا، جملة وتفصيلا، كما وقع لشيخي الدكتور الهلالي، وقبله الشيخ النتيفي البيضاوي، وغير هؤلاء، ومن آخرهم: ربيب الزاوية وابنها، وشقيق أبي الفيض، وهو: الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الغماري ـ رحمهم الله ـ.
وقد سبق لي أن أعلنت هذا في رائية نشرت بأول كتاب (تنبيه القاري إلى فضائح أحمد الغماري)، لمؤلفه: مصطفى أبو سفيان، وهو مطبوع بعنوان: (لدرقاوي تائب)، والكتاب مازال قذى في أعين الغماريين، وشجا في حلوقهم، وسفودا في أكبادهم وأكباد أذنابهم، كالكرفطي، وهذا الإمعة الرقيع الجهول الوقح، الذي ألف بمساعدة شيخه التليدي كتابا؛ حاول فيه نقضه بالصدر، والجحود والتوقح.
والمهم أنني لم أكن قرأت لأبي الفيض كتابين من كتبه، أحدهما طبع بعد موته بمصر، وهو المسمى (البرهان الجلي)، والآخر مازال مخطوطا، ويسمى (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد)، وهو ـ والله ـ عبث بكتاب الله، وتفسير له بالرأي الفائل، ولم يقع بيدي كاملا إلا بعد موت الشيخ، فقرأته كما قرأت البرهان، وبهما تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني عفا الله عنه
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا الناظوري وجزاك الله خيرا على هذا العمل الجليل أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ...
التقديم مفيد جدا ففيه فوائد ودرر رائعة ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:19 م]ـ
تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين
الله المستعان ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
والذي يظهر من كلام الشيخ أن الغماري أشنع من الأشعرية اعتقاداً، فيكون الاحتجاج بكلامه عليهم إلزاماً جدليا فحسب.
تصحيح في كتابة الآية: فلما تبين له أنه عدو لله ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:29 م]ـ
(فلما تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين. تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني عفا الله عنه
بارك الله فيكم.
هل الشيخ يرى جواز قول:
(صدق الله العظيم)؟!
¥