تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أعجب العجب أن نقرأ في صفحات بعض الجرائد الإصلاحية!! دعوات إلى الصوفية وإحياء أمجاد الطرقية بقلم يزعم في كثير من "خربشاته" أنه من محبي وأتباع الأستاذ سيد قطب، وهو لا يعرف سيدا ولا قرأ لسيد ولا يعترف له بفضل أو فضيلة إنما هو الثناء الذي يراد به كسب التأييد والتعاطف من شرائح الأمة المتأثرة فعلا بسيد قطب، وقد نفذ صبر كاتب هذه السطور من تلك "الحروز" العصرية التي يطلع لنا بها هذا المشعوذ الجديد، فرأى أن يوضح للناس الموافقين لسيد والمخالفين له من أبناء الإسلام على اختلاف انتماءاتهم الفكرية ومناهجهم في الإصلاح والتغيير أن سيد قطب بريء من فكر الطرقية الصوفية وأنه معدود من التيار الإصلاحي المناهض للفكر الخرافي ومن دعاة التجديد المخالفين لأهل التقليد والجمود، فهو يعد التفكير الصوفي تفكيرا ساذجا، وإذا ما تحدث عن أهله تحدث عنهم حديث الساخر المستهتر لأنه لا يعدهم أهلا للمناقشة، فقال في كتابه معركتنا مع اليهود (39 - 40):" الإسلام ليس تعويذة سحرية تعلق على رأس الشرق الأوسط أو تحت إبطه فتذهب عنه الأرواح الشريرة وتطرد عنه الجن والمردة وتحفظها بسره البالغ من المبادئ الهدامة، الإسلام الذي يقي من الشيوعية ليس هو الأوراد والتسابيح والتراتيل، وليس هو الطقطقة بالمسابح والإنشاد في الأذكار، وليس هو صواريخ المولد ولا زفة المحمل، كلا ليس هذا الإسلام، وإن كان الاستعمار قد استخدم هذا النوع من الإسلام أعواما طويلة في هذا الشرق، على أيدي عملائه من مشايخ الطرق المعروفين"، هذه نظرة سيد وجميع المصلحين دعاة وعلماء في العصر الحديث من أن الطرقية هي سبب بلاء الأمة وأنها شوهت صورة الإسلام وأنها سذاجة في الفكر وانحطاط بالعقل البشري، وأن أهلها كانوا ولا يزالون عملاء للاستعمار في المشرق والمغرب، ويقول أيضا تحت عنوان حكم المشايخ والدراويش من كتاب معركة الإسلام والرأسمالية (69 - 81):"وليس في الإسلام رجال دين ولا هيئة أكليروس لا تقام الطقوس الدينية إلا بواسطتها"، ودعا بعد ذلك إلى النظر إلى أصول وقواعده لا إلى التطبيقات السيئة والمنحرفة بسبب الجهل والانحطاط، وبين أن خوف من يخاف من الإسلام هو تلك الصورة التي قامت في أذهانهم من أنه حكم الدراويش أصحاب العمائم والمسابح، وقال وهو يتحدث بطالة الصوفية في (ص52):" والإسلام عدو التبطل باسم العبادة والتدين! …وتمضية الوقت في التراتيل والدعوات بلا عمل منتج ينمي الحياة أمر لا يعرفه الإسلام، ولا يقر عليه تلك الألوف المؤلفة في مصر التي لا عمل لها إلا إقامة الصلوات في المساجد أو تلاوة الأدعية والأذكار في الموالد"، وقال في الظلال (1072):" ولكنه في التصور الإسلامي لا ينشئ - كما قلنا - إهمالا للحياة الدنيا ولا سلبية فيها ولا انعزالا عنها. . وليس ما وقع من هذا الإهمال والسلبية والانعزال وبخاصة في بعض حركات "التصوف" "والزهد" بنابع من التصور الإسلامي أصلا. إنما هو عدوى من التصورات الكنسية الرهبانية؛ ومن التصورات الفارسية. ومن بعض التصورات الإشراقية الإغريقية المعروفة بعد انتقالها للمجتمع الإسلامي! " إذن سيد يعد الطرقية من عملاء الاستعمار ويشبههم برجال الدين النصارى، ويقرر أنهم هم من شوه صورة الإسلام بالبطالة ومظاهر العبادة المبتدعة وجعل المثقفين من أبناء الأمة يسيئون الظن بعقائد الإسلام وبحكم الإسلام وبعبادات الإسلام، بل قد شبههم رحمه الله بمن ادعى النبوة من اليهود فقال في الظلال (1096):" وقد كثر عدد الأنبياء في قبائل بني إسرائيل كثرة يفهم منها أنهم كانوا في أزمنتهم المتعاقبة يشبهون في العصور الحديثة أصحاب الأذكار، ودراويش الطرق الصوفية، لأنهم جاوزوا المئات في بعض العهود، واصطنعوا من الرياضة في جماعاتهم ما يصطنعه هؤلاء الدراويش من التوسل إلى حالة الجذب تارة بتعذيب الجسد، وتارة بالاستماع إلى آلات الطرب".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير