تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سمعت أول مرة بذكر "شمس الدين" من أحد أصدقائي الشغوفين بالكباش وكل ما يتعلق بالكباش .. لا تعجل علي فلست أقصد أن شمس الدين كبش نطاح .. لا .. ليس بعد ... وإنما كان "شمس الدين" آنذاك القائم على الجمعية الخيرية بـ"بلكور" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn1)، لا يفتأ صديقي يوم ذاك يحدثني عن الجمعية وراعيها (شمس الدين) وكيف أنهم إذا اقترب عيد الأضحى المبارك جلبوا الأضاحي وباعوها بأسعار زهيدة حتى يفرح الفقراء بالعيد ويأكلوا القديد!

بعدها ... سمعت بذكر شمس الدين في موضوع آخر، ألا وهو السعي في تزويج الشباب، وهذه المرة ليس من أحد إخواني التواقين إلى الزواج (وما أكثرهم) لكن في وسائل الإعلام "الثقيلة ": شمس الدين بوروبي راعي الجمعية الخيرية ببلكور في التلفاز بشحمه ولحمه ولحيته و"قندورته"! [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn2)... نعم ... لقد كان "شمس الدين"-ولا يزال- ملتحيا "متقندرا" ولعلك تقدر دهشتي آنذاك إذا علمت أنه لم تكن تعرض صور الملتحين في التلفزيون الجزائري آنذاك إلا عقب قولهم:" قبضنا على مجموعة إرهابية .... "!

فهاهو "شمس الدين" في حصة وطنية يتكلم عن جمعيته بلهجته العاصمية الخلابة، ويصور في "روبرتاج" يعين العزاب والعوانس ويستمع إلى شكاويهم ويخفف من آلامهم، وقد كانت فرحتي آنذاك مضاعفة: فرحتي أن عرض ملتح يلبس "قندورة" في موضوع سلمي، وفرحتي بهذه الجمعية التي تساهم في هذه المهمة النبيلة .... وأنا -كما قال لي أحد إخواني ناصحا في أحد الأيام-:أبالغ في حسن الظن، فلم أشك آنذاك أن "شمس الدين" سلفي لما رأيت لحيته و"قندورته" وأعماله النبيلة، وإن شككت في سلفيته فهو عندي آنذاك -على الأقل- مستور الحال، وفي أسوء الأحوال مبتدع "متفتح" غير حاقد على السلفيين.

مضى الزمان، وانقضت أيام الجمعية الخيرية، وولت أيام النكاح والنطاح (أقصد أيام تزويج العزاب وبيع الأضاحي) عن "شمس الدين"، وجاءت أيام الكتابة في الصحف السيارة ...

فهاهنا رأيت ذكر "شمس الدين" مرة أخرى ... كاتبا!، ويحق لك هنا أن تسألني: هل رأيتَ "شمس الدين" يكتب في أمور الكباش وعلفها وكيفية رعيها ومعرفة سمينها من هزيلها وإنزاء فحلها على نعاجها ... ؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم في أمور التزويج والخطبة وجهاز العروس وأمور الولائم و"الحنة" و"الطبق" ومقامات "الزغاريد" .... ؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم عن العمل الدعوي الخيري وحث الناس على إنشاء الجمعيات ... ؟ قلت مجيبا: لا! ما رأيته –حسب إطلاعي – تكلم على شيء مما ذَكر من مجالات اختصاصه، وإنما رأيت "شمس الدين" الذي ذهب بي حسن الظن به قديما كل مذهب (حتى ظننته سلفيا!)، قد انقلب "كبشا نطاحا " ينطح الجبال ويخبط برأس الشوامخ ... "شمس الدين" اليوم كاتب صحفي شهير في "العربي" و"الشروق" و"الخبر" ... بل وحسب تعبير بعضهم: من أشهر رجال الإفتاء في الجزائر (واحزناه!)، قرأت له مقالات سامجة الوضع رديئة المبنى لا يخلي فرصة إلا وطعن في السلفية وعلماءها وعير المنتسبين إليها، يصول ويجول من جريدة إلى أخرى، "يَعَضّ" الدعاة إلى الله ويتهمهم بالزور والباطل .. يستهزئ بالعلماء الربانيين المتفق على إمامتهم ... ويحرض عليهم الحكام ويؤلب عليهم الدهماء ..

لقد أكرم الله تعالى أنبياءه برعي الغنم فما من نبي إلا رعاها كما جاء بذلك الأثر [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn3)، وذلك لما في مخالطة الغنم من التواضع والسكينة واكتساب الوقار المعين على سياسة الناس، وأعجب أن كان "شمس الدين" مخالطا للغنم (ولا أعيره بذلك) فلم لم يكتسب منها الوقار والسكينة؟

أليس الزواج يحوي كل معاني الرقة والرحمة والمودة والعواطف الجياشة، ألم يكن شمس الدين قائما على مهمة نبيلة: تزويج الشباب! فلم لم تكسبه هذه الخبرة رقة وحنانا وتهذيبا؟

لم كل هذا العنف، لم كل هذه القسوة، لم كل هذا "الكَلَبِ" في التعامل مع السلفيين وعلمائهم ودعاتهم؟ مع أن "شمس الدين" ابن بلكور لا يخفى عليه أن معهد "باستور" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn4) قريب جدا من حيه إن رام التطعيم!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير