تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعلم أنني قد شددت على شمس الدين، رغم أنني حرصت ألا أكتب بُعَيد قراءتي لمقالاته، حتى أخفف من حدة كلامي، فإني أصاب بحالة من الهيجان عقيب النظر في مقالات "شمس الدين" ولمسها .. ولا وزر .. فالكَلب معد. ولو كتبت تحت تأثير "الإشعاع الكَلَبي" النابع من مقالات "شمس الدين" لأتيت في مقالاتي هذا بما يقبح ذكره في هذا المنتدى المحترم، و يحسن ذكره في كتاب الأغاني.

وبما أنك تظنني مبالغا أيها القارئ العزيز، دعني أضرب لك مثالا ناقلا لك عبر شاشة حاسوبك شيئا من" الإشعاع الكََلَبِيّ" لبعض ما ورد في مقالات "شمس الدين"وأسوق إليك نبحة من نباحه ...

كتب "شمس الدين" مقالا بين فيه أنه ظفر بما يقصم ظهور السلفية (أو المتمسلفة كما يحلو له أن يسميهم)، ويلقم الحجر أفواه "الحشوية" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn5)، وهو أن زوجة أحد السلفيين جاءت إلى مولانا "شمس الدين" ثمال المستضعفين تشكو إليه ظلم زوجها الذي توعدها بالطلاق إن هي لم "ترضع" صديقه حتى يسوغ له الولوج معه إلى بيته، فكتب "شمس الدين" الناصح للمسلمين مقالة طارت كل مطار! أن انظروا ما يفعل السلفيون واشمتوا بهم واضحكوا عليهم، وفعلا رأيت الشماتة في السلفيين على صفحات العديد من المواقع ... منها موقع رافضي!

ولعلك تتساءل ما وجه الشماتة في هذا الحادثة-إن صحت! -،فمسألة "رضاع الكبير" مسألة فقهية شهيرة بين الفقهاء الأربعة وأهل الظاهر يعرفها كل من شم رائحة الفقه [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn6)، " حشويا" كان أو "شمسيا" (نسبة إلى مولانا "شمس الدين" لا إلى الشمس التي جعلها الله سراجا)، فما وجه الإنكار وما سبب الانبهار؟.ثم انكشف لي ببركة قراءتي لبعض مقالات "شمس الدين" وخبرتي المتواضعة بتفكيره "المنحرف"، أن حرف المسألة في لفظ "الإرضاع"، فإن "شمس الدين" تخيل أن السلفي المزعوم أجبر زوجته على "إرضاع" صديقه كما ترضع الأم وليدها، وخفي على "شمس الدين" المالكي النحرير –كما يريد أن يظهر نفسه- مذهبُ مالك أن كل ما يصل إلى الحلق من اللبن يحرم! فيحرم الوجور واللدود [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn7)، ولا أشك أن كل من قال بسريان التحريم في رضاع الكبير إنما يقصد هذا المعنى إذا كان الراضع أجنبيا، ولا تفرض صورة الرضاع حرفيا (التقام الثدي) إلا في تحريم الرجل على زوجته إذا رضع من ثديها (وذلك له حلال كالماء الزلال!)، وانظر قصة ابن مسعود وأبي موسى -رضي الله عنهما- في الرجل الذي مص ثدي امرأته في الموطأ يا مالكي! [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn8)

والحاصل أنه لم يخطر على بال مولانا "شمس الدين" إلا الصيغة "الخليعة" من الشكوى التي قدمتها له تلك "المخلوقة"،وبناء على ذلك أنكر علينا –نحن السلفيين- بما لم يقله "حشوي" ولا "جوهري""جوهري" اصطلاح من اختراعي لمقابلة الحشوي)،وكل إناء بما فيه ينضح!

فتأمل كيف جمع لنا هذا المثال جوانب من شخصية مولانا "شمس الدين" منها:

- إما جهله بالمسائل الفقهية الشهيرة وتصويرها (حتى تلك الواردة في موطأ مالك رحمه الله) وإما تمويهه على القراء بمقاله ذاك حتى يؤلبهم على السلفيين، وهذان أمران أحلاهما مر: جهل أو خيانة.

- تشنيعه على السلفيين بحادثة واحدة ألزمها جمهورهم بل ألزمها المنهج السلفي، مع أننا نشك في وقوع هذه الحادثة أصلا،وإن وقعت نشك أن يكون المسترضع زوجته سلفيا أصلا، وإن كان سلفيا فنحمله على ما ذكرنا من الوجر واللد، وهو في ذلك متبع لطائفة من العلماء، وإن كان منسوبا إلى السلفية وفكره "منحرف" مثل فكر "سيدي شمس الدين" في مسألة الرضاع انقلب السلفي المزعوم "شمسيا" في الفكر (نسبة إلى مولانا شمس الدين لا إلى الشمس إلي جعلها الله تعالى ضياء) لا سلفيا .. وانقلب السحر على الساحر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير