تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله تعالى - و نظرية النشوء و الارتقاء (الدارونية)]

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 10 - 08, 01:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله تعالى - و نظرية النشوء و الارتقاء (الدارونية)]

الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه و من والاه،

أما بعد:

فالشيخ مبارك بن محمد الميلي - رحمه الله تعالى - من مواليد 1898م، درس في ميلة على الشيخ محمد بن معنصر الميلي، وفي قسنطينة على الشيخ عبد الحميد بن باديس، والتحق بتونس حتى تخرج من الزيتونة عام 1924م، تولى التدريس بقسنطينة ثم الأغواط ثم ميلة، عين كأمين مال لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين و كان من بين الأعضاء المؤسسين لها عام 1931م، وأسندت إليه تحرير جريدتها (البصائر) سنة 1937م.

ـ قول الشيخ مبارك الميلي في مذهب النشوء و الارتقاء (النظرية الدارونية):

قال الشيخ مبارك الميلي – عفا الله عنه – كما في (1/ 62) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) وهو يتحدث عن ابتداء الإنسان ووجوده و أول عهده:" إن المؤرخين – وإن لم يكن لهم نقل عن أهل هذا العصر – لم يعدموا سبيلا للبحث عنه فقد وجدوا من الآثار العريقة في القدم التي حفظها بطن الأرض أساسا للكلام عن حياة الإنسان الأول، وأنار أمامهم مذهب النشوء و الارتقاء دياجي هذا العصر الحالكة.

إن مذهب النشوء و الارتقاء قديم ليس من بنات أفكار المتأخرين، والناس إزاءه فريقان: مثبت له معجب به، ونافٍ له نافر منه.

والحق الذي تشهد له الضرورة و يؤيده القرآن الكريم أن المذهب نفسه – بصرف النظر عن بعض الجزئيات – معقول مقبول".اهـ

ثم استدل على قبول مذهب النشوء و الارتقاء بالضرورة ثم القرآن الكريم .. إلى أن قال (1/ 63): " وإذا ثبت لديك أن المذهب نفسه لا مغمز فيه فلا يضيقن صدرك لبعض الجزئيات التي يقسر بعض الماديين عقلاء البشر على قبولها و يحاولون بها هدم الأديان – مثل ترقي القرد إلى نوع الإنسان – فإن تلك الجزئيات لم تزل وهما ولن تزال خيالا فكيف يصح إلحاقها بذلك المذهب الصحيح؟ ". اهـ

ثم خلص في زبدة قوله إلى أن الضرورة و الدين متفقان على إثبات النشوء و الارتقاء في النوع الواحد؛ ينظر: (1/ 63 - وما بعدها) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) طبعة مكتبة النهضة الإسلامية.

ـ ما يفهم من كلام الشيخ مبارك:

يظهر من كلام الشيخ مبارك الميلي ما يلي:

- عدم رفضه لهذا المذهب كما أنه صرح بقبوله بصرف النظر عن بعض الجزئيات؟!!

- المذهب معقول، مقبول، عند الميلي؛ لشهادة الضرورة و القرآن الكريم له.

- المذهب صحيح، لا مغمز فيه؛ لبعض الجزئيات الوهمية كترقي القرد إلى نوع الإنسان.

ـ تأثر الشيخ مبارك برجال المدرسة العقلية الحديثة:

فكلام الشيخ مبارك - السابق – في جملته موافق لكلام رجال المدرسة العقلية الحديثة، منهم: محمد عبده، ورشيد رضا، ولمعرفة أقوالهم و ردها بالتفصيل ينظر (أصل الإنسان) من كتاب (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) لأحمد الرومي.

والحق الذي لا بد منه ولا مرية فيه أن الشيخ مبارك الميلي متأثر بهم لذا قال ببعض قولهم، ومن الأدلة على ذلك نقله من كتاب محمد عبده (رسالة التوحيد) و (تفسير جزء عم) كما في (رسالة الشرك و مظاهره) و نقله عن كتاب محمد عبده (الإسلام و النصرانية مع العلم و المدنية) كما في (1/ 296) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) و نقل أيضا من (تفسير المنار) لرشيد رضا كما في (رسالة الشرك و مظاهره)، وبلغ به التأثر – بهم - إلى درجة الاحتفاظ بصورهم، كما ذكر نجله في مقدمة كتاب (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) طبعة مكتبة النهضة الجزائرية، والله المستعان.

" و بهذا أعطى الشيخ مبارك الميلي- عفا الله عنه - الضوء الأخضر لمن يريد أن يدخل نظرية داروين وغيرها في أذهان المسلمين". ينظر: (2/ 611) من كتاب: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير لفهد الرومي - بتصرف).

ـ مفاسد الأقوال السابقة للشيخ الميلي:

نخلص في الأخير إلى أن الأقوال السابقة لها مفساد عدّة؛ منها:

1 - إفساح المجال لمن يريد أن يقول بهذه النظرية لأنها لا تعارض القرآن الكريم.

2 - جعل الضرورة قرينة للقرآن الكريم حاكمة على المذاهب الحادثة فسادا و صلاحا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير