تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الخمس أكبر خدعة في تاريخ الشيعة]

ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 08:50 م]ـ

[الخمس أكبر خدعة في تاريخ الشيعة]

بقلم / أحمد فهمي

تأملات في خفايا الصراع بين قم والنجف 2 من2

تكلمنا في الحلقة السابقة (1) ( http://www.albainah.net/Index.aspx?function=Item&id=1714&lang=) عن جذور الصراع الهائل بين مدينتي قم والنجف على المرجعية الشيعية العامة، وأن إنهاء نظام صدام حسين شكل تهديدا كبيرا لانفراد قم بالمرجعية أكثر من خمسة وعشرين عاما، فمرجعيات العراق تخطط لعودة المرجعية إلى مجراها الطبيعي والتاريخي في النجف، وهو ما لن يرضي الملالي في إيران، وقد ذكرنا بعض جوانب الصراع بين المرجعيتين، ومنها ولاية الفقيه، وزعامة الطائفة الشيعية، وسوف نكمل الحديث اليوم عن الركيزة الثالثة من ركائز الخلاف المستعر بين قم النجف، وهي: الخمس ..

والحديث عن الخمس في الواقع لا يكفيه مقال واحد، بل يحتاج إلى مجلدات، فهذه الفريضة المزعومة هي أكبر خدعة في التاريخ الشيعي، فهي تثبت من جهة خبث القادة والرموز، ومن جهة أخرى حماقة الأتباع، وسوف نقسم الحديث عن هذه الركيزة في عدة نقاط، تتناول تعريفا مختصرا لها، وكيفية جمعها وتقسيمها، وأثرها على المذهب الشيعي، بما يوضح في النهاية لماذا يعد الخمس بمفرده المحرك الخفي للصراع بين قم والنجف ..

أولا: أصل الخمس .. قصة الاختراع وأهم المعالم:

الدليل الواضح على كون الخمس فريضة مخترعة، على الرغم من مكانتها الهائلة وتأثيرها البالغ في تاريخ المذهب الشيعي، هو أنه حتى أواخر القرن الخامس الهجري لم يكن هناك شئ في الفقه الشيعي يسمى الخمس، وجميع كتب الفقه في المذهب التي ألفت قبل هذا التاريخ ليس بها باب أو حتى مسئلة تتحدث عن هذه الفريضة المزعومة، وأحد مؤسسي الحوزة العلمية في النجف، واحد اكبر فقاءههم، والذي يطلقون عليه شيخ المذهب: محمد بن حسن الطوسي، لم يذكر في كتبه الفقهية الأشهر لدى الشيعة أي شئ عن فريضة الخمس هذه، رغم أنه عاصر أوائل القرن الهجري الخامس ..

وقد بدأ الحديث عن الخمس إبان الخلافة العباسية، التي لم تكن تفرض لعلماء الشيعة أي أعطيات أو مخصصات لعدم اعترافها بمذهبهم، ولم تكن الأموال الموقوفة من أثرياء الشيعة كافية، وكانت النتيجة أن الفقهاء وطلاب العلم في المذهب كانوا يعانون من الفقر والعوز الشديدين، وكان المخرج الذي تفتقت عنه الأذهان وقتها تقديم تفسير جديد مخترع للآية الكريمة (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) وهذا التفسير البدعي المزعوم يعني أن يدفع الإنسان خمس ما يغنمه في الحرب أو في غير الحرب حسب التقسيم المذكور في الآية، فالخمس إذن واجب في كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارة وفي الكنوز والمعادن والغوص وغير ذلك، و الأصل لدى الشيعة أنه يدفعها للإمام، ولأن الإمام غير موجود فهو يدفعها لنائبه، أي المرجع الديني الذي يقلده ..

ولما كان إلزام الشيعة بهذا المبدأ المبتدع يبدو عسيرا بالدعوة المجردة، أضيفت طائفة من المقبلات والمشهيات، فظهرت فجأة النصوص التي تهدد وتتوعد من يتخلف عن دفع الخمس بعذاب النار الأبدي وأنه يصير من الكفار، وبرزت أحكام عجيبة تتحدث عن عدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذي لا يستخرج الخمس من ماله، أو الجلوس على مائدته وهكذا ..

ومع الوقت ترسخت الفريضة في المذهب، وصارت من ركائزه الأساسية، وانتعشت وأثرت المرجعية الدينية التي تحولت إلى دولة موازية للدولة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في مناطق انتشار المسلمين الشيعة وبالأخص في إيران، وتبلغ ميزانية بعض المراجع المتولدة من نسبة الخمس الآن حدًا من الضخامة يجعله يزيد عن ميزانيات دول في العالم الثالث، لكن يظل هناك عدم إعلان عن أرقام هذه الميزانيات ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير