لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى: دفاعا عن شيخ الإسلام
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:02 م]ـ
لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى:
دفاعاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
الحمد لله وبعد:
فقد قُمتُ منذُ فترة من الزمن بنشر موضوع عن حكم التسبيح بالسبحة وخلصتُ فيه اتبّاعاً لكبار علماء الأمّة أنّ التسبيح بالسبحة مُحدثٌ يجبُ إنكارُه وقُلتُ في أثناء الموضوع أنّ تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيّئة أو تقسيمها إلى خمسة أقسام قولٌ لم يعرفه أئمّة الإسلام الأوّلين وأنّ هذا الأخير هو من ابتكار العزّ بن عبد السلام رحمه الله وغفر له، فقلتُ أنّه بالإضافة إلى كون العزّ بن عبد السلام صوفيٌّ خرافيٌّ أشعريٌّ فإنّ كلّ النّاس يؤخذ من كلامهم ويُردُّ إلى المعصوم صلى الله عليه وسلّم.
فلما نشرتُ الموضوع في منتديات الشروق (الأفول) استنكر أحد الصوفية الجهمية قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه خرافي فقُمتُ بنشر مقال للشيخ خالد الظفيري وفقه الله بعنوان ((حقيقة العزّ بن عبد السلام وموقف شخ الإسلام ابن تيمية منه)) وأضفتُ إليه أمورا من عندي وسمّيتُ الموضوع: ((هدّية لمن أنكر عليّ قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه أشعري صوفي خرافي)) وكان ممّا أظهرته في الموضوع بالخطّ العريض قول العزّ بن عبد السلام عفا الله عنه: كما في كتابه ((قواعد الأحكام (1/ 118 - 119):
((فصل وما يثاب عليه من العلوم.
وذكر منها:
الثالث: علوم يمنحها الأنبياء والأولياء بأن يخلقها الله فيهم من غير ضرورة ولا نظر ... إلى أن قال: الضرب الثاني: علوم إلهامية يكشف بها عما في القلوب فيرى من الغائبات ما لم تجر العادة بسماع مثله، وكذلك شمه ومسه ولمسه وكذلك يدرك بقلبه علوماً متعلقة بالأكوان وقد رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض.
ومنهم من يرى الملائكة والشياطين والبلاد النائية بل ينظر إلى ما تحت الثرى!
ومنهم من يرى السموات وأفلاكها وكواكبها وشمسها وقمرها على ما هي عليه!!
ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان!!!!
ويفهم أحدهم منطق الطير فسبحان من أعزهم وأدناهم، وأذل آخرين وأقصاهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء)) اهـ
فما كان من المدعو عبد الله ياسين إلا أن يستعين بشيخه ( google) للعثور على كلام يُدينُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بمثل ما افتراهُ المُلقّب بـ (سُلطانُ العلماء) العزّ بن عبد السلام.
وبعد البحث الكثيف في مُحرّكات البحث وقع هذا الصوفي الخرافي على كلام عند الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه (مدارج السالكين 2/ 487 وما بعدها) دار الكتاب العربي، ط 2، 1393هـ/1973مأنقله للقرّاء وأطلب منهم أن يقارنوا بين كلام ابن القيّم والعزّ بن عبد السلام رحمهما الله تعالى ثمّ يحكموا بالعدل أيُّ الكلامين خرافة وضلال:
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
((فصل الفراسة الثالثة: الفراسة الخلقية وهي التي صنف فيها الأطباء
وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه: على سعة خلق صاحبه واحتماله وبسطته وبضيقه على ضيقه وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة وهو الشكل على شجاعته وإقدامه وفطنته وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه.
ومعظم تعلق الفراسة بالعين فإنها مرآة القلب وعنوان ما فيه ثم باللسان فإنه رسوله وترجمانه.
وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة على البلادة وبإفراطه في الجعودة على الشر وباعتداله على اعتدال صاحبه.
¥