[إشكال في كتاب: "دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام"]
ـ[محمود المصري]ــــــــ[01 - 11 - 08, 12:55 م]ـ
قال الشيخ عبد الله الغصن وفقه الله في كتابه "دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام" (نسخة الشاملة):
يراد بالصفات الاختيارية: الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته.
مثل الكلام والسمع والبصر والإرادة والمحبة والرضى والرحمة والغضب والسخط والخلق والإحسان والعدل والاستواء وغيرها (67).
وكل ما وجد وكان من أفعال الله بعد عدمه فإنما يكون بمشيئته وقدرته ...
(67) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 2/ 3، رسالة في الصفات الاختيارية لابن تيمية (ضمن جامع الرسائل 2/ 3).
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن السمع والبصر من صفات الله الذاتية, فما مقصود الشيخ بإيرادهما هنا؟
ولم أجد ما ذكر في المصدر المذكور.
والله أعلم
س: هل أصاب في ذكره "العدل" ضمن الصفات الاختيارية؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 11 - 08, 03:16 م]ـ
لا جدال في أن السمع والبصر من صفات الله الذاتية .... بمقتضى الضابط المعروف وهو ما تعلقت به الارادة والمشيئة فهو صفة اختيارية ... فمحال أن يشاء الله ألا يكون سميعا أوبصيرا ... !!
لكن مراد الشيخ سماع صوت بعينه ورؤية شيء بعينه .. وقول شيء بعينه لشخص بعينه ... فالكلام-وقد ذكره الشيخ قبل ذكر السمع والبصر- صفة ذاتية .. والمتكلم به صفة اختيارية .. إن شاء قال هذا القول بعينه وإن لم يشأ لم يقله ...
هذه الصفات الاختيارية ينكرها الأشاعرة ويرجعونها إلى ما يسمونه التعلقات .. وهو أمر مبهم غامض توسلوا به إلى الهروب من شناعات مذهبهم كمخاطبة المعدوم ورؤية شيء حادث .. وغير ذلك.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:25 م]ـ
حياك الله أخي وزادك علما
لكن مراد الشيخ سماع صوت بعينه ورؤية شيء بعينه .. وقول شيء بعينه لشخص بعينه ... فالكلام-وقد ذكره الشيخ قبل ذكر السمع والبصر- صفة ذاتية .. والمتكلم به صفة اختيارية .. إن شاء قال هذا القول بعينه وإن لم يشأ لم يقله ...
الأمر الذي لم أفهمه هو هل يعتبر السمع والبصر كالكلام من حيث نوع الصفة (أي ذاتية من وجه وفعلية من حيث آحادها) , أي هل يقال أن المسموع صفة اختيارية إن شاء سمعه وإن شاء لم يسمعه؟؟
هذا هو الإشكال في ما أورده الشيخ حفظه الله
س: هل أصاب في ذكره "العدل" ضمن الصفات الاختيارية؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:57 م]ـ
المشكلة -علمني الله وإياك-تتعلق بما يسمى قيام الحوادث وتجددها:
فالله وسع سمعه كل صوت .. فلا يقال إن شاء سمع وإن شاء لم يسمع ... فالسمع هنا مثل العلم .. فمن يقول إن شاء الله لم يعلم فقد قال مقالة كفر والعياذ بالله! لأنه وصف ربه بالجهل ... وكذلك الصوت الموجود لا يسمعه الله لأنه لا يريد سماعه غير معقول.
إنما النزاع مع المتكلمين في المسألة التالية:
إذا حدث صوت فإن الله يسمعه ... وقبل ذلك لا يسمعه لأنه معدوم ... إذن:فقد تجدد شيء في ذاته تعالى ... وهم يمنعون هذا ... ويفرون إلى مفهوم التعلق .. فيقولون الحادث والمتجدد هو التعلق وليس شيئا في صفات الله ..
وعلى هذا يكون التعبير الصحيح-ليشمل ذكر السمع والبصر-:
"يراد بالصفات الاختيارية: الصفات المتجددة ... " لأن اشتراط الإرادة يؤدي إلى محال وهو وجود صوت في الملكوت لا يسمعه الله لأنه اختار ألا يسمعه!!
فنقول: السمع صفة ذاتية لله ... وسماع أصوات بعينها متجدد بحسب حدوثها وانتهائها ...
وهذا اقرب للعقل من نفي السماع أصلا كما هو مذهب المعتزلةفي رد هذه الصفة إلى العلم ... ومن سماع الله في الأزل ما لم يوجد بعد كما هو مذهب الأشاعرة!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:16 م]ـ
تنبيه:
نقصد بالسمع والبصر والعلم حقائق هذه الصفات ..
فقد يقال:لا يسمع الله لفلان بمعنى لا يستجيب له ... ولا ينظر إليهم بمعنى لا يرحمهم ... كما في قوله تعالى:
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} السجدة14
فالنسيان المضاد للعلم محال في حق الله تعالى ... والمراد لا يعبأ بهم ولا يرحمهم ... فهؤلاء الكفار غير خارجين من علمه بل من رحمته .. والعياذ بالله!!
ـ[محمود المصري]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:53 م]ـ
إتضح مراد الشيخ والحمد لله
رزقك الله مجاورة نبيه في الجنة
وصفة العدل ذاتية كالعلم أو فعلية اختيارية كما أوردها الشيخ؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 09:19 م]ـ
العدل صفة كمال ... فهي واجبة لله تعالى ... ومن ثم فهي ذاتية ... هذا مبلغ علمي ...
ولعل وجه إدخال هذه الصفة من قبل الشيخ هو اعتبار تجليات هذه الصفة في أحكام الله وفصله بين المختلفين في الدنيا وفي الآخرة .. فلله أحكام متجددة كلها موصوفة بالعدل .. فتكون أفعاله موصوفة بالعدل .. كما ان ذاته موصوفة بالعدل منذ الأزل لأنه لا كمال إلا بها .... فهذا توجيه لصفة العدل بحيث تكون نعتا للذات والأفعال.
والله أعلم.
¥