تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العلامة المقريزي-رحمه الله- واصفاً حال الصحابة –رضي الله عنهم- وطريقتَهم مع صفات الله تعالى: (من أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية علِم أنه لم يرد قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة–رضي الله عنهم- على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم- أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم- بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا عن الكلام في الصفات ... فأثبتوا-رضي الله عنهم- بلا تشبيه ونزهوا من غير تعطيل ولم يتعرض مع ذلك أحد منهم إلى تأويل شيء من هذا ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت ... ). [الخطط والآثار, للمقريزي (2/ 356)].

وقد سئل شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله- هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة؟؟

أجاب فضيلته بقوله:"وجد الاختلاف بين الصحابة في الفروع ولم يوجد اختلافٌ في الأصول البتة وإلا ما هو الفرق بين أهل السنة والمبتدعة إذاً؟! ". [درس سنن أبي داود يوم السبت (20/ 8/1423هـ) في المسجد النبوي].

وسئل شيخنا-حفظه الله-أيضاً: هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمور العقيدة؟؟ كما في مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة اُسري به , وكذلك مسألة سماع الأموات للأحياء؟؟

أجاب فضيلته بقوله: " الصحابة لم يختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة, وأما ما جاء عنهم في هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه أم لم يره في الإسراء والمعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة؛ لأنهم متفقون أن الله يُرى يوم القيامة, والرؤية ثابتة, وهذه هي العقيدة, أما الخلاف في هل النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى ربه أم لم يره ليلة المعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة , والراجح أنه لم يره ليلة المعراج , أما مسألة سماع الأموات للأحياء فلا أعلم خلافاً بين الصحابة والراجح في هذه المسألة أن نثبت ما أثبته الله ? ورسوله - صلى الله عليه وسلم- كما في سماعهم قرع النعال عن الفراغ من الدفن وغير ذلك مما ثبت , وأن نسكت عمّا سكت عنه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ". [سؤال وجهته لشيخنا يوم الثلاثاء 15/ 1/1424هـ, بعد صلاة الظهر في بيته].

وفي ختام هذه الكلمة اليسيرة والنبذة القصيرة في سلامة عقيدة خير الناس بعد الأنبياء والرسل يتبين لك أخي الموحد, حرص أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- على عقيدتهم, وتمسكهم بها, وعضهم عليها بالنواجذ, ولاشك! فهم خير القرون كما وصفهم النبي-صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً وفضلاً, وطريقتهم هي خير الطرق المسلوكة سلامةً وحكمة –رضي الله عنهم أجمعين- وألحقنا بهم في عليين, اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسولك الكريم ولصحابته الطيبين أن توفقنا لكل خير وأن تجعلنا من أهل الفردوس الأعلى إنك جوادٌ رحيم كريم, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتبه الفقير إلى ربه المنان

عبد الرحمن بن محمد العميسان

غفر الله له ولوالديه ومشايخه وجميع المسلمين

يوم الخميس السادس عشر من شهر الله المحرم لعام 1429هـ

وعُدِّلت يوم السبت الثالث من ذي القعدة من العام نفسه

المدينة النبوية-حرسها الله-

ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[02 - 11 - 08, 03:19 م]ـ

جزاك الله خيرا ً يا شيخ عبد الرحمن ..

ومر حبا بك في المتلقى ...

نفع الله بك .. شيخنا ..

ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:46 م]ـ

جزاك الله يا شيخ عبدالرحمن ونفع بك، موضوع شيق ومفيد

ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 05:18 ص]ـ

أولاً: أن الخلاف في العقيدة غير سائغٍ البتة! بل إن صاحبه ممقوت!

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-حاكياً الإجماع على عدم وقوع الخلاف بين الصحابة في أمور الفقه العظيمة فضلاً عن العقائد!!

قال: "وهكذا الفقه إنما وقع فيه الخلاف لما خفي عليهم بيان صاحب الشرع, ولكن هذا إنما يقع النزاع في الدقيق منه, وأما الجليل فلا يتنازعون فيه. والصحابة أنفسهم تنازعوا في بعض ذلك ولم يتنازعوا في العقائد, ولا في الطريق إلى الله التي يصيبها الرجل من أولياء الله الأبرار المقربين". [مجموع الفتاوى (19/ 274)].

بارك الله فيك لكن انظر هنا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير